طرابلس : فيما يعد انتصارا كبيرا لثوار ليبيا على جيوب المقاومة الأخيرة للقوات الموالية للعقيد الليبي الهارب معمر القذافي ، ذكرت تقارير اخبارية ان الثوار دخلوا مدينة سرت وبني وليد الجمعة وسط اشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي وقال مراسل قناة "الجزيرة" إن الثوار دخلوا الى سرت عبر الطريق الساحلي والطريق الصناعي ، فيما تدور اشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي ، مما اسفر عن سقوط قتلي وجرحى في صفوف الكتائب . واضاف المراسل ان الثوار استعادوا السيطرة بالكامل على مطار سرت ، فيما تتصاعد ألسنة اللهب والدخان من اماكن في المدينة. كما افاد المراسل بأن الثوار دخول مدينة بني وليد اليوم ، فيما تستمر الاشتباكات مع كتائب القذافي وسط المدينة، وسط انباء عن وجود سيف الاسلام نجل القذافي وانصارة في المدينة. ونقلت القناة عن الثوار الليبيين قولهم " إنهم أسروا 16 من كتائب العقيد معمر القذافى معظمهم من المرتزقة الأفارقة فى مدينة بنى وليد " . وتأتي تلك التطورات بعد أن أكد متحدث باسم قوات المجلس الانتقالي الليبي أن وحدة تابعة لهم دخلت ضواحي مدينة سرت . ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المتحدث علي جليوان إن قوات المجلس تمكنت من اختراق خطوط الدفاع في محيط مدينة سرت من الجهتين الغربية والجنوبية. وأضاف أن مقاتلي المجلس استطاعوا عبور جسر رئيسي يسمى جسر الغربيات على المدخل الجنوبي الغربي لسرت. وأوضح جليوان، وهو عضو في المجلس العسكري في مصراتة، أن المقاتلين المنحدرين من مدينته فاجأوا كتائب القذافي بالقدوم من جهتي الجنوب والغرب بدلا عن الشرق. وقال المتحدث إن "الثوار" واجهوا مقاومة عنيفة من قوات القذافي مما اضطرهم الى التراجع حوالى كيلومترين لمعالجة المصابين بين صفوفهم. وبدوره ، قال مراسل قناة "الجزيرة" ان الثوار انسحبوا الى مشارف سرت بعد ان دخلوها من المحور الغربي والجنوبي ، حتى يتركوا فرصة للاهالي للنزوح من المدينة . وفي تلك الأثناء، ذكرت السلطات العسكرية للمجلس الوطني الانتقالي أن مستشفى مصراتة تلقى حتى الآن "شهيدا وخمسة جرحى" من جراء القتال في سرت، استنادا إلى تقارير أولية من ساحة القتال. وكانت القوات الموالية للمجلس الانتقالي قد تمكنت في وقت سابق من رفع علمها على مشارف سرت حسبما قالت قوات المجلس في بيان منفصل. وأضاف المجلس العسكري لمصراتة في بيان بالانكليزية "ثوار مصراتة على مسافة ثلاثة كيلومترات من سرت. وكانت قافلة من قوات ذات خبرة قتالية قد انطلقت من مصراتة في وقت مبكر الخميس قبل أن تنقسم عند مفرق الطريق عند ابو قرين حيث قال أحد القادة الميدانيين إن قوات المجلس الانتقالي ستقترب من سرت على عدة محاور لتطويقها. وقال المجلس العسكري إن القافلة تتكون من أكثر من 900 مدرعة وتهدف إلى تحرير سرت ورفع راية الاستقلال. وأضاف أن سكان مصراتة حيوا القوات أثناء خروجها من المدينة بالتكبير وعلامات النصر. وأردف أن القافلة تشمل عربات نقل أفراد تعتليها رشاشات وراجمات صواريخ وصواريخ كاتيوشا فضلا عن إمدادات غذاء وماء وذخيرة. غير أن الدعم المحلي بدأ يخفت مع مواصلة القافلة العسكرية الطريق عبر القرى نحو سرت، إذ تدفق الصغار للمشاهدة بينما وقف الكبار بعيدا لا يحركون ساكنا ولا يتفاعلون مع قدومها. وقال فوزي الزواوي قائد الكتيبة الجبلية "إننا نقلب الطاولة على القذافي. نهاجم من مصراتة على ثلاثة محاور وسوف نهاجم سرت على ثلاث جبهات". فقد توجه قسم من القافلة عبر الطريق الساحلي إلى سرت بينما توجه آخر عبر الطريق المتعرج في الصحراء، فيما توغل جناح الزواوي جنوبا قبل تعرضه للنيران عند وادي بيه حيث قال القائد إن ثلاثة من مقاتلي المجلس جرحوا. ومع وصول المقاتلين إلى مسافة أبعد شرقا، تلقى مراسل وكالة الصحافة الفرنسية تقارير غير مؤكدة بأن حلف شمال الأطلسي قصف قافلة مدرعات تابعة للقذافي كانت متجهة جنوبا على مسافة نحو 50 كيلومترا من سرت. وقالت أنباء إن أعلى المركبات التي انطلقت من مصراتة دهنت باللونين الأصفر والأحمر في علامة لطائرات الأطلسي لتمييزها عن مركبات القذافي. وفي وادي بيه توقف أحد أجنحة الهجوم أغلب اليوم بعد تعرضه لنيران كثيفة من جانب الموالين للقذافي. على صعيد آخر، ناشد نازحون من بلدة بني وليد أحد معاقل الزعيم السابق معمر القذافي الباقية المقاتلين المؤيدين لحكام ليبيا الجدد أن يسرعوا وينقذوا عائلاتهم في البلدة المحاصرة بعد أسابيع من المعاناة بدون طعام أو مياه صالحة للشرب. وبلدة بني وليد الصحراوية التي تعد واحدة من آخر النقاط الساخنة في الحرب الليبية المستمرة منذ سبعة أشهر محاصرة منذ أسبوعين حيث يتحصن موالون أشداء للقذافي في وديانها المنحدرة وتلالها ويقاومون بقوة تقدم قوات الحكومة المؤقتة. وتحتشد قوات الحكومة المؤقتة التي تخشى أن تنفر قبيلة محلية قوية خارج البلدة وتوقفت عن إطلاق النار هذا الأسبوع لتعطي المدنيين فرصة لمغادرة البلدة قبل مهاجمتها. وساهمت التضاريس الوعرة للبلدة في تعطيل تقدم قوات المجلس الوطني حيث يتركز معظم القناصة وقاذفي الصواريخ الموالين للقذافي في الأراضي الأكثر ارتفاعا داخل المدينة. وقد فر حتى الآن أكثر من ربع سكان بني وليد الذين يقدر عددهم بنحو 100 ألف تقريبا من المدينة، ولكن الأهالي قالوا إن الميليشيات الموالية للقذافي تحاصر عددا أكبر بكثير من السكان وتهددهم بإطلاق النار على أي احد يغادر بيته.