يفتتح د. محمد صابر عرب وزير الثقافة مع المستشار محمد عطا عباس محافظ الإسكندرية والفنان د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية مجمع "حسين صبحي" للمتاحف في الإسكندرية، بعد الانتهاء من عملية تطويره وترميمه، وذلك في تمام الساعة الواحدة ظهر يوم الثلاثاء القادم الموافق 8 يناير، بحضور قيادات ورموز العمل الثقافي وممثلي المؤسسات الصحفية والإعلامية. سافر الفنان طارق مأمون مدير عام المعارض القومية الأسبوع الماضي إلى الإسكندرية مع الفنان أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، والأستاذ عمرو عبد اللطيف مدير عام الترميم، وبيومي فؤاد مدير إدارة الملكية الفكرية؛ وذلك لمتابعة الانتهاء من تطوير وترميم متحف "حسين صبحي"، ومراجعة وحصر كل الأعمال المعروضة بعد ترميمها في المخزن وبروزتها، ووضع اللمسات الأخيرة من الترميم بعد تعليقها على الحائط الذي تم الانتهاء منه أمس.
وقال الفنان طارق في تصريح خاص ل"محيط" أن متحف "حسين صبحي يضم حوالي 900 عمل من الفن الحديث تم إبداعها في القرن السادس والسابع والثامن عشر؛ حيث يعرض المتحف المدرسة المصرية في كل مراحلها منذ الرعيل الأول والثاني والثالث، وحتى أعمال الفنان عادل المصري. كما يتم عرض مجموعة من المنحوتات الهامة لجمال السجيني، ورائد فن النحت المعاصر محمود مختار، وأحمد عثمان؛ حيث يعد هذا المتحف ممثلا للحركة التشكيلية المصرية بشكل عام، وبالأخص الحركة السكندرية؛ لأنه يعرض أيضا مجموعة هامة من أعمال فنانين أجانب عاشوا في الإسكندرية، وبعض الأعمال للمستشرقين.
كما صرح د. صلاح المليجي بأنه سيتم افتتاح متحف "الفنون الجميلة" ومكتبة "البلدية" وقاعة "حامد عويس" للعروض المتغيرة كمرحلة أولى في نفس اليوم، على أن تشمل مرحلة لاحقة افتتاح متحف "روائع الخط العربي"، وهو الأول من نوعه في مصر، ومبنى التبادل الثقافي والورش الفنية؛ ليعود هذا الكيان العظيم لمباشرة دوره الهام في الارتقاء بالذائقة الفنية والبصرية، وإعلاء قيمة الإبداع والمبدعين بعد أن ظل مغلقاً لما يربو على 30 عاماً منذ تم إغلاقه في عام 1981م. ويضيف المليجي أن متحف "حسين صبحي" هذا الصرح الثقافي والفني الهام قد حظي باهتمام كبير، وتم توفير كافة الإمكانات المتاحة في خدمة تطويره وصيانته؛ ليتواءم وقيمته العظيمة التي تُعد مرآة حقيقية تعكس أسباب تبوًء مصر لمكانتها العالمية المرموقة؛ حيث يضم مجموعة كبيرة من المقتنيات الفنية من مختلف العصور لمشاهير الفنانين العالميين والمصريين، في بانوراما عرض متحفي لا يوازيه في ثرائها وتنوعها إلا كبرى المتاحف العالمية العريقة، كما تمثل مقتنياته مجالاً فريداً لمحبي فنون وروائع الفن التشكيلي وطلابه وباحثيه؛ حيث يحتوي أعمالاً فنية تُعد دُررً نادرة تعود إلى بدايةً عصر النهضة "فن التصوير في أوروبا في القرن السادس عشر"، وصولاً إلى أشهر مدارس التصوير الزيتي الواقعية والرومانسية في أوروبا في القرن التاسع عشر، إضافة إلى روائع الرواد والمستشرقين وكبار الفنانين المصريين. كما تُمثل مكتبة البلدية وهي أقدم المكتبات بمدينة الإسكندرية وما تحتويه من أمهات الكتب والمصادر والنُسخ الأصلية النادرة ثروة لا تُقدر بثمن، وكنزاً رائعاً للمعرفة والثقافة في جميع المجالات. وجدير بالذكر أن قطاع الفنون التشكيلية قد أخضع المتاحف القومية والفنية التابعة له لخطة تطويرية تقوم على محاور علمية وتقنية، تحافظ على الطراز المعماري للمبنى وقيمته التاريخية، مع حماية محتواه الثقافي وثرواته الفنية، التي تبلور حرصه على الوصول إلى مستوى التطوير المأمول لمحتوى الرسالة الإبداعية والمعرفية.