بدأ عام 2011 بمعرض فاروق حسني الوزير الأسبق للثقافة، وانتهى بتغيير قيادات قطاع الفنون المصري ، وبينهما أحداثا تشكيلية بارزة ومعارض هامة ساندت ربيع الثورة وكانت علامة في مسيرة الفن المصري والعربي والعالمي تحملها السطور التالية . فقد شهد قطاع الفنون التشكيلية هذا العام رئاسة د. أشرف رضا، ومن بعده أشرف على القطاع د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة حاليا، ثم تم تعيين د صلاح المليجي رئيسا له. كما عقدت انتخابات نقيب التشكيليين وفاز بها د. حمدي أبو المعاطي.
وخلال العام، انتهى قطاع الفنون التشكيلية من ترميم تمثال الزعيم مصطفى كامل أحد مقتنيات متحفه التي نهبت يوم جمعة الغضب من خلال اللصوص.
وقد حملت دورة "صالون الشباب" ال 22 هذا العام شعار " التغيير " بقاعات قصر الفنون وقاعة الباب بمتحف الفن المصري الحديث وقاعة مركز محمود مختار الثقافي، وكان قوميسير الصالون د. خالد حافظ، بعد أن استقال د. رضا عبد الرحمن ولجنة التحكيم بسبب قبولهم أعمال جميع الفنانين المتقدمين للمعرض، وظهر أن هذا مخالف للقانون.
ومن المبادرات اللافتة خلال العام، توقيع د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية والسيد هشام عز العرب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للبنك التجاري الدولي (CIB) بمصر، بروتوكولاً للتعاون الثقافي بينهما لاقتناء أعمال فنية من خلال الفعاليات التي يقيمها القطاع (CIB)، وبالفعل تم اقتناء أعمال من صالون الشباب.
كما أنشأت قاعة عروض متغيرة جديدة في متحف حسين صبحي باسم الفنان الراحل حامد عويس. كما تم إنشاء قاعة باسم الشهيد "أحمد بسيوني" ببنك الإسكان والتعمير، والتي أقيم فيها معرض "القاهرة 2011" ، وسافرت أعمال الشهيد أحمد بسيوني هذا العام إلى بينالي "فينسيا" الدولي في دورته ال 54.
أهم المعارض أقيم في " قصر الفنون" معرض لأشرف إبراهيم تحت عنوان "خرائط الذاكرة" ضم 1000 لوحة عبارة عن خرائط أغلبها نمساوية بجميع لغات العالم. كما استضاف القصر معرض "روح الدنيا " للفنان الأسباني ميجل آنجيل سانشيز.
كما أقيم بمركز الجزيرة للفنون عدة معارض من أهمها معرض جماعي بعنوان "الشعب خط أحمر.
ونظمت جمعية الكاريكاتيرين المصرية برئاسة الفنان أحمد طوغان، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم الذي أنشأه الفنان محمد عبلة، معرضا لأعمال الفنان علي فرازات في "أتيلية القاهرة" بعد أن تم الاعتداء عليه وتكسير أصابعه. بمشاركة عدد من الناشطين المصريين، كما نظم عدد من الشباب السوري في مصر من المعارضين لنظام بشار الأسد، معرضا فنيا بعنوان "سوريا.. ثورة كرامة"، والذي ضم أعمالا فنية متنوعة بين الكاريكاتير والتصوير والتكوينات الفنية المختلفة، استلهمت جميعا من روح الثورة السورية. كما قامت معارض فوتوغرافية توثق الثورة المصرية في عدة قاعات من بينها قاعة الفنون التشكيلية بالأوبرا.
وأطلق قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة مشروع بعنوان "مصر في الميدان" بهدف إدراج الأعمال الفنية التي رصدت وعبرت عن ثورة 25 يناير ضمن الفعاليات الثقافية المصرية التي ينظمها القطاع في الخارج .
كما وثق مشروع "ذاكرة الوطن" الذي يقوم بنحت تماثيل لمشاهير مصر وأبطالها ورموزها منذ مائتي عام بعمل تماثيل نحتية لخمسين من شهداء ثورة يناير.
كما استضاف قصر ثقافة المنصورة معرض الفنان الراحل عدلي رزق الله. ومن بين المعارض الهامة، ذلك الذي أقيم بعد أن اكتشف فريق الترميم بقطاع الفنون التشكيلية سردابا سريا بمتحف الحضارة القديم يحوي لوحات تاريخية نادرة . وتحت عنوان "روائع فنون المستشرقين"، استضافت قاعة "أبعاد" بمتحف الفن المصري الحديث معرضاً فنياً لفنانين مستشرقين.
وخلال العام ، قدم الناقد عادل ثابت 38 لوحة، عبر خلالها عن تجربته الإبداعية منذ ثلاثة سنوات مضت في قاعة "شاديكور" بمصر الجديدة. أقيم معرض دائم لأعمال الفنانة إنجى أفلاطون التي اتخذت من السريالية منهجاً للتعبير عن نفسها فنياً، وذلك بقصر "الأمير طاز"؛ حيث أوصت الفنانة بإنشاء متحف لأعمالها.
افتتحت د. هدى عبد الناصر معرض "عبدالناصر الحلم" الذي أقيم في قاعة "بيكاسو" لإحياء ذكرى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
وشارك مركز "الحرف التقليدية بالفسطاط" في ملتقي الكويت الدولي الخامس للفنون العربية والإسلامية. كما شارك خمسون فنانا من 18 دولة في مهرجان "اوستراكا الدولي السادس للفنون" لشرم الشيخ. كما تم انطلاق "سمبوزيوم شرم الشيخ" الدولي الأول للفنون التشكيلية بفندق "سافوى" شرم الشيخ.
وانطلقت احتفالية "الفن ميدان"، التي أقامها ائتلاف الثقافة المستقلة بشكل شهري بميدان عابدين، بالتزامن في ثماني محافظات مصرية هي الإسكندرية، بور سعيد، أسيوط، الأقصر، والدقهلية، ولأول مرة بمدن الخارجة والداخلة والوادي الجديد. كما قامت جماعة "فنية مصرية" بعمل جدارية لشهداء ثورة 25 يناير بعنوان "الورد اللي فتح في جناين مصر". كما قام الفنان طه قرني برسم جدارية كبيرة عن ثورة 25 يناير سجل فيها مشاهداته من شارع النضال من أجل الحرية. وكون فنانون من الإسكندرية لوحة من قصاصات الجرائد والمجلات وتحمل مشاهد الشهداء والثورة ومانشيتات مؤثرة بلغ عرضها ستة أمتار.
وأزيح الستار هذا العام عن التمثال النصفي " للمهاتما غاندي " رسول اللاعنف، وذلك بالبهو الرئيسي للمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا.
وفي الإسكندرية احتفل مركز "الحرية للإبداع" بذكرى مرور 10 سنوات على إنشاءه، واستضاف المركز صالون "الكاريكاتير الأول" لفناني الإسكندرية. كما عرض الفنان عصمت داوستاشي تجربته بعنوان " قبل وبعد الثورة " في مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية.
واستضاف المعهد الفرنسي في الإسكندرية معرض لجرافيتي الثورة المصرية، قام بتصويره في القاهرة دوني دالييو (وكالة Vu) وجاكلين جوندو (جامعة تولوز - لوميراي)، كما قامت كارولين ريجو بتصوير جرافيتي الإسكندرية.
وبرز هذا العام اسم النحات صلاح حماد الذي سافر إلى سمبوزيومين دوليين إحداهما في الصين والآخر في تركيا، أنجز خلالهما تمثالين وضعا في أماكن عامة بالدولتين. وفاز هاني سيد أحمد بمنصب نقيب العاملين بقطاع الفنون التشكيلية التي زعم موظفي القطاع إشهارها.
خلال العام أيضا ، اكتشف الفنان د. مصطفى عبد المعطي سرقة 48 لوحة من أعماله، وأعمال زوجته الفنانة د. رباب نمر من مرسمهما في "أتيلية الإسكندرية".
المعارض العربية
على المستوى العربي عقد بمدينة "جميرا" بدبي معرض "آرت دبي" والذي يعد أهم تظاهرة فنية وإبداعية بمنطقة الشرق الأوسط. كما استضافت هيئة متاحف قطر معرض "تراث بلا حدود: المعرض الدوري الثالث للآثار لدول مجلس التعاون الخليجي".
وباشر مركز غزة للثقافة والفنون تنفيذ جدارية فنية بعنوان " ربيع الأحرار " على القماش بطول50 متراً وارتفاع مترين ،في جاليري الاتحاد بمشاركة أكثر من 20 فناناً تشكيلياً بمختلف إنتمائاتهم تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال.
كما نظم "اتيليه جدة" للفنون الجميلة بالسعودية عدة معارض تشكيلية من بينها معرض "لوحة في كل بيت"، ومعرض للفنان ناصر الموسى رائد الحروفية السعودية، و"حوارات جدلية" للفنانين فهد الحجيلان، عبدالله ادريس، ريم الديني، احسان برهان، فهد النعيمة، هبه عابد، ونورا قابل، ومعرض للفنانة السعودية مهدية آل طالب، ومعرض "المكان" الذي ضم أعمال طه الصبان، عبدالله حماس، فهد الحجيلان وأعمال الفنان المصري القدير شاكر المعداوي أحد رواد فن التصوير المائي في العالم العربي.
معارض عالمية
شهدت صالة مزادات "كريستي" بالعاصمة البريطانية لندن عرض لوحة للفنان العالمي بيكاسو لم يتم عرضها للجمهور منذ أكثر من 60 عاماً، وهي لوحة رسمها بيكاسو لحبيبته ماري تيريز.
وافتتح في المركز الفوتوغرافي لدى اتحاد الصحفيين في موسكو معرض "صور من ليبيا" للصحفي والمصور الروسي نيقولاي سولوجوبوفسكي. واستضاف مركز "آرموري" عرضاً فنياً بعنوان "العشاء الأخير لليوناردو: رؤية بيتر غرينواي" وتداخل في العرض كل من الرسم والإضاءة والموسيقى والمؤثرات البصرية، وتمحور العرض حول لوحة العشاء الأخير الشهيرة للفنان ليوناردو دافنشي 1452 1519.
وقد تعرض متحف "أجاكاسيو" بجزيرة كورسيكا الفرنسية للسرقة؛ حيث سرقت أربع لوحات ثمينة منها واحدة للرسام نيكولا بوسان، أحد أبرز الفنانين الفرنسيين في القرن السابع عشر. وتمكنت قوات الدرك التركية استعادة لوحة زيتية مسروقة للفنان الأسباني بابلو بيكاسو، وذلك بمقاطعة باليكسير. كما بيعت لوحة لبيكاسو ب 13,5 مليون جنيه إسترليني (21,9 مليون دولار) في مزاد علني بدار "كريستيز" في لندن، وتم التبرع بقيمة اللوحة لجامعة "سيدني" شريطة الاستفادة بمقابلها المادي في البحث والبرامج التعليمية. وسجلت لوحة الرسام والفنان الأميركي آندي وارهول (1987:1928) كأغلى لوحة تم بيعها في هذه الفترة، وتمثل بورتريه له شخصيا، ويرجع تاريخ اللوحة لعام 1963، وبيعت بمبلغ 4.38 ملايين دولار، تلتها لوحة لبيكاسو بيعت ب29 مليون دولار يرجع تاريخها لعام 1939.
كما بيعت لوحة " دراسة لعمل بورتريه" للرسام فرانسيس بيكون التي رسمها في عام 1953 بمبلغ 96.17 مليون جنيه إسترليني في صالة "كريستي" للمزادات بلندن. وبيعت لوحة للفنان الأميركي المعاصر روي ليختنشتاين مقابل مبلغ قياسي بلغ 43.2 مليون دولار في دار مزاد "كريستيز" في نيويورك.
لقي المتحف البريطاني هدية "غير عادية" عبارة عن مجموعة كاملة تضم 100 من أعمال الرسام بابلو بيكاسو، لم يسبق عرضها في الأماكن العامة، بقيمة 1.5 مليون دولار.
وافتتح في مدينة "مونتون" الفرنسية المتحف المخصص للكاتب والرسام والسينمائي الفرنسي الراحل جان كوكتو 1889-1963 . كما افتتح في مدينة "مو" الفرنسية متحف "الحرب الكبرى" الذي بلغت ميزانيته 28 مليون يورو . وافتتح متحف علم الأعراق البشرية في العاصمة الألمانية برلين معرضا يلقي نظرة على "عوالم المسلمين". وكشفت "كيارا فروجونى" الخبيرة الايطالية في فنون القرون الوسطى وجه إبليس بابتسامته الساخرة مخفيا في جدارية للفنان الايطالي جيوتو دى بوندونى بكنيسة القديس فرنسيس في مدينة "سيسى" الايطالية بعدما خدع أنظار الخبراء والزوار لما يزيد عن 700 عام.
كما أعيدت خلال العام لوحة للرسام غوستاف كليمت رسمها عن الطبيعة عام 1915 وسرقها النازيون إلى حفيد مالكها، والتي بيعت بمبلغ 40.4 مليون دولار في مزاد بنيويورك.
وقد تبرع رجل الأعمال الروسي "سرجى شماكوف بنحو 70 أيقونة فنية بقيمة 30 مليون روبل (ما يعادل مليون دولار) إلى إحدى أعرق الكنائس الارثوذوكسية الروسية .
واستضاف متحف "بوشكين" بالعاصمة الروسية موسكو معرضاً خاصاً لأعمال الفنان السوريالي سلفادور دالي، أطلق عليه " سلفادور دالي بأثر رجعي"
