فى مشهد مهيب يخيم عليه الحزن المفرط واصل المصريون إقتتالهم لليوم الثانى على التوالى امام قصر " الإتحادية ". فمؤيدى الرئيس وأنصاره جيشوا جيوشهم واعدوا عدتهم للهجوم على متظاهرين سلميين جاءوا لرئيس ظنوا انه قد يصدق وعده معهم عندما دعاهم والشعب المصرى ب " اهلى وعشيرتى " .
الا أن الواضح فى الأفق الآن هؤلاء الشباب الذين سقطوا ما بين شهيد وجريح ليسوا من أهله وعشيرته إنما جاءوا من عالم آخر غير "عالم السمع والطاعة " تجرؤا وقالوا لا نرفض "الرئيس الديكتاتور " فلاقوا مصيرهم ".
المشهد مهيب بالفعل فقد تمركزت قوات الأمن المركزي أمام الأبواب الرئيسية لقصر الإتحادية وبشارع الميرغني ، إبراهيم اللقاني ،الأهرام ،رمسيس ، كليوباترا ".
واستخدمت 5 مدرعات والعشرات من سيارات الأمن المركزي تابعة للشرطة 2 منهم أمام شارع الميرغني و3 بشارع إبراهيم اللقاني والتي اقتصرت مهمتها على تأمين قصر الإتحادية فقط .
وتمركز ما يقرب من 20 سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة في محيط جماعة الإخوان المسلمين خلف الأسلاك الشائكة ،وثلاثة فقط في جانب المتظاهرين.
ومن جهته قال أحد المسعفين الذي رفض ذكر اسمه أن الإصابات تخطت 1500 مصاب منذ بداية الإشتباكات حتى الأن و7 قتلى ،طبقا للحالات التي تم نقلها بسيارات الإسعاف ، وحالات الإصابة تنوعت مابين طلقات خرطوش ورصاص حى ،وكسور ،وجروح قطعية نتيجة تراشق الحجارة من الطرفين .
كما انتشرت القوات المسلحة والحرس الجمهوري منذ صباح اليوم الخميس أمام قصر الإتحادية ،حيث نشرت قواتها على جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى قصر الرئاسة ،واستطاعت أن تفصل بين صفوف المتظاهرين وشباب جماعة الإخوان المسلمين.
واستخدمت مايقرب من 13 مدرعة و10 دبابات وزرع الأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية في شوارع "الميرغني ،إبراهيم اللقاني ،الأهرام ،رمسيس ،كليوباترا".
ونشرت القوات المسلحة مدرعاتها بتلك المناطق حيث استقرت 4 مدرعات ودبابتين بأول شارع الأهرام وتقاطعه مع إبراهيم اللقاني ،ودبابتين و5 مدرعات بشارع الميرغني بالقرب من نادي هيليوبوليس ،ومدرعتين اعلى نفق كوبري العروبة ،و6 مدرعات بشارعى رمسيس وكليو باترا خلف قصر الإتحادية ،ومدرعة واحدة لكل شارع جانبي يطل على القصر ،إضافة إلى إغلاقه بالأسلاك الشائكة.
ووصلت 3 سيارات محملة بأسلاك شائكة ضخمة وحواجز حديدية ومتاريس ضخمة، وقامت قوات الحرس الجمهوري بنقلها من السيارات وزرعها فى منتصف الطرق المؤدية إلى القصر وسط حضور عدد من قيادات الجيش الذين أعطوا التعليمات بمنع مرور أى سيارات شارع الأهرام بإتجاه قصر الإتحادية وشارع الميرغني.
من جانبها سيطرت جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدو قرارات الرئيس مرسي على محيط قصر الإتحادية بعد وصول العديد من المسيرات التي ضمت المئات منهم منذ صباح امس وانتشروا بشارعى الأهرام والميرغني وافترشوا حدائق نادي هيليوبوليس والقصر الجمهوري ومسجد عمرو بن عبد العزيز.
ورددوا بعض الهتافات التي تؤيد قرارات الرئيس منها " قوة عزيمة إيمان .. المرشد بيضرب في المليان ،الإخوان بيقولوا مرسي مش بطوله ،الشعب والشرطة والجيش ..إيد واحدة، يا الله يا الله خد صباحي واللى معاه".
وشهد محيط قصر الإتحادية بشارع الميرغني إشتباكات بين الطرفين على مراحل متفاوتة أثناء قيام أنصار الرئيس بإمساك أحد المتظاهرين المعارضين وإصرارهم على تخطيه الجانب الأخر من وسط الأسلاك الشائكة امام أعين قوات الحرس الجمهوري دون تدخل ،إضافة إلى قيام جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدو الرئيس بإمساك العشرات من المتظاهرين السلميين المعارضين للرئيس محمد مرسي وتسليمهم إلى قوات الحرس الجمهوري ،مؤكدين على عدم تسليمهم لقوات الشرطة واصفين إياهم بالفلول الذين لا يريدون إستقرار البلاد، طبقا لرؤية شهود عيان الذين أكدوا على حدوث الواقعة. وعقب إنتهاء الإشتباكات جاء أحد المواطنين بسيارته الخاصة ووقف امام قصر الرئاسة حاملا ميكروفون قائلا " دم ال 6 اللى ماتوا في رقبتك" مشيرا بهذه العبارة إلى الرئيس محمد مرسي.
وعلى خلفية الإشتباكات اول امس قام عمال نظافة التابعين للهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة بإزالة تلال الحجارة وشظايا الزجاج ونقل السيارات المدمرة ،وغسل الشوارع المحيطة بالقصر الجمهوري والتي وقعت بها الإشتباكات.