قالت منظمة هيومن "رايتس واتش" الثلاثاء إن ضباط الشرطة والجيش المصري قاموا باعتقال أكثر من 300 طفل أثناء المظاهرات في القاهرة خلال العام الماضي، بل قاموا في بعض الحالات بضربهم وتعذيبهم، وكثيراً ما يتم إلقاء القبض على هؤلاء الأطفال بشكل غير قانوني في سجون البالغين ويتم تحويلهم إلى محاكم البالغين، وسلب حقهم في الاستعانة بمحام و إخطار أهاليهم. وأكدت المنظمة في تقرير لها على الموقع الإلكتروني أن الأطفال أخبروها هي والمحاميين و أهاليهم أن الضباط قاموا بركلهم وضربهم بكواعب البنادق وضربهم بالعصي وصعقهم بالصواعق الكهربائية.
كما أشارت بريانكا موتابارثي باحثة في مجال الأطفال في المنظمة أن حكومة الرئيس محمد مرسي وعدت بإنهاء الممارسات التي لوحظت العام الماضي ، مضيفة أنه إذا أرادت الحكومة الانفصال الحقيقي عن الماضي فيجب أن يكون أولويتها القصوى هي التحقيق في إساءة معاملة الأطفال على يد الضباط ومقاضاة المسئولين.
ووفقاً لبيانات اعتقال جمعتها منظمات مجتمع مدني، قامت الشرطة وضباط الأمن المركزي أثناء مظاهرات سبتمبر الماضي أمام السفارة الأمريكية في القاهرة باعتقال 136 طفل على الأقل من مناطق عديدة في وسط القاهرة، وكانت هذا أكبر عدد في اعتقالات الأطفال مرتبطة بمظاهرة محددة في العام الماضي.
وأبلغ الشهود والضحايا المنظمة أم الشرطة أو الأمن المركزي قاموا بضرب العديد من الأطفال خلال الاعتقالات، كما أرسل الضباط الكثير من الأطفال إلى سجون ومحاكم البالغين بالرغم من أن قانون حماية الطفل المصري يطلب من السلطات تحويل الجناة الأحداث إلى محاكم الطفل وفصلهم عن المتهمين البالغين.
وعلقت موتابارثي " ليس واضحاً لماذا تجاهل القضاة والمدعين القانون الذي يطلب منهم بإرسال الأحداث إلى محكمة الطفل " ، موضحة أنه ليس من المفروض أن ينتقي ويختار القضاة أي حماية تقدم للأطفال.
ومن بين الحالات التي تعرضت للتعذيب كان " أحمد محسن " البالغ من العمر 16 سنة ، تم اعتقاله خلال مظاهرات فبراير أمام وزارة الداخلية ، تقول والدته أن ابنها تم اعتقاله أثناء عمله بتلميع الأحذية في وسط القاهرة ، وعندما زارته في وحدة نيابة عابدين أخبرها أن الشرطة أساءت له في السجن.
وتضيف الوالدة " كان وجهه مصاباً وكانت يداه مصعوقة بالكهرباء " ، موضحة أنها عندما سألته عن علامات واضحة على معصميه أكد أن الشرطة صعقته بالكهرباء ، مضيفة أن لون جسده كان أزرقاً لأنهم ضربوه في سيارة الشرط