في مثل هذا اليوم 19 نوفمبر تولى علي عزت بيجوفيتش رئاسة البوسنة والهرسك رئاسة البوسنة والهرسك، عام 1990. نشأ علي عزت بيجوفيتش في وقت كانت البوسنة والهرسك جزءا من مملكة تحكمها أسرة ليبرالية، ولم يكن التعليم الديني جزءا من المناهج الدراسية، وكان على عزت – وهو لا يزال شابا- واعيا بأهمية أن يتعرف على دينه ويقرأ فيه قراءة مستفيضة فاتفق هو وبعض زملائه في المدرسة أن ينشئوا ناديا مدرسيا للمناقشات الدينية سموه (ملادى مسلماني) أي (الشبان المسلمين) التي تطورت فيما بعد فلم تقتصر في نشاطها على الاجتماعات والنقاشات وانما امتدت إلى أعمال اجتماعية وخيرية.
تسلم بيجوفيتش رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك من 19 نوفمبر 1990 إلى 1996م ومن ثم أصبح عضوا في مجلس الرئاسة البوسني من 1996م إلى 2000م.
في جمهورية يوغسلافيا السابقة تحت زعامة قائدها القوي تيتو، كان بيجوفيتش معارضا بارزا وسجن عدة مرات في عهد تيتو، وكان كثيرا ما يتهم من قبل أطراف صربية وكرواتية بأنه من داعمي الأصولية الإسلامية.
إسهاماته الفكرية تعد هي الإضافة المبكرة التي رفعت من رصيده السياسى، فبدءا بكتابه الأول الإعلان الإسلامي وما تبعه من ملاحقات وحكم بالسجن لمدة 5 سنوات وحتى كتابه الأهم الإسلام بين الشرق والغرب والذي فيه فصل الفروق الجوهرية للاتجاهات الفلسفية والحضارية التي أنجزها الإنسان، وموقع الإسلام منها. ثم بعد انتهاء الحرب أصدر كتابين آخرين: "الهروب إلى الحرية"، و"مذكراتي".
رحل في 19 أكتوبر عام 2003، كتب بيجوفيتش كتابه "هروبي للحرية" في سجن "فوتشا"، حيث مكث أعواماً طويلة، ساعدته على الخلود إلى أفكاره ومناجاة خواطره ثم تسجيلها، وجاء الكتاب كما يقول المؤلف وليد تفكير بالحياة والمصير والناس والأحداث، تفكير بكل ما يخطر على بال سجين خلال ألفي يوم وليلة.
من أقواله:
- "لم يغن الشعب للذكاء وإنما غنى للشجاعة، لأنها الأكثر ندرة"
- "لا كراهية لدي، وإنما لدي مرارة"
- "الطريقة الوحيدة للانتصار على الظلم هي التسامح، أليست كل عدالة ظلما جديدا!"
- "السجن يقدم معرفة يمكن أن يقال عنها أنها مؤلمة للغاية"
- "يعاني الإنسان في السجن من نقص في المكان وفائض في الزمان"
- "الحياة لعبة لا يربح فيها أحد، إلا أولئك الذين يؤمنون ويعملون صالحاً" .
- "ليسامحني الله إذا أخطأت، ولكنني أقدر المسيحي الجيد أكثر من المسلم السيئ. ولا أستطيع أن أدافع عن شئ فقط لأنه يخص المسلمين وأن أتجاهل شيئاً حسناً فقط، لأنه يخص الآخرين".
- "عقيدة الطاعة المطلقة للحاكم قادت تدريجيا إلى انهيار الحضارة الإسلامية"