المسلمون إلى الإبادة فى عدة مذابح منها مذبحة سيربنتشا وغيرها من مذابح الإبادة التى تعرض لها البوسنيون. وقد صمدت البوسنة تحت قيادته صمودًا سجَّله التاريخ، كما قاد عزت مفاوضات مضنية مع الغرب لأجل حقوق البوسنة، وكان الغرب يمارس الضغط عليه لتقديم تنازلات حتى انتهت مشكلة البوسنة فيما سُمِّى " باتفاق دايتون". أما عن سيرة بيجوفيتش فقد وُلد فى مدينة بوسانا كروبا البوسنية لأسرة عريقة فى الإسلام حتى أن اسم عائلته يعود إلى الوجود التركى بالبوسنة، حيث كلمة (بيج) فى اسم عائلته هو النطق المحلى للقب (بك) العثمانى، وعلى ذلك فإن لقبه (عزت بيجوفيتش) يعنى ابن عزت بك. تعلم عزت فى مدارس البوسنة، وعمل مع بعض زملائه على تكوين جمعية أو نادى يهتم بالأمور الدينية فأنشأ ناديًّا أطلق عليه (الشبان المسلمين) مع محمد خان نيج، وقاسم دوبراجا، اللذين كانا قد درسا فى الأزهر بمصر، وهما من تلاميذ الإمام حسن البنا. واتسع نشاط النادى وتطور ليشمل أنشطة خيرية واجتماعية وأنشأ قسمًا للفتيات المسلمات، وساهم النادى بدور كبير أثناء الحرب العالمية الثانية كإيواء اللاجئين ورعاية الأيتام. تخرج عزت فى كلية القانون وعمل مستشارًا قانونيًّا طيلة 25 عامًا، وبسبب نشاطه وتوجهه الإسلامى تعرض للاضطهاد فى الحقبة الشيوعية حيث سُجن عدة مرات بعد استيلاء الشيوعيين على الحكم . وكانت المسيرة النضالية لعلى عزت بيجوفيتش قد انتهت بوصوله لرئاسة جمهورية البوسنة والهرسك فى 19 نوفمبر من عام 1990 إلى 1996، ولعلى عزت مؤلفات فكرية منها (الإعلان الإسلامى- الإسلام بين الشرق والغرب- الهروب إلى الحرية- مذكراتى) . وقد توفى فى 19 أكتوبر 2003 عن عمر ناهز 78 عامًا.