اختتم مؤخرا المعرض السنوي الحادي والعشرين لفن الخط العربي الذي أقيم بقاعتي صلاح طاهر وزياد بكير في الأوبرا، وضم ثلاثة معارض، الأول للفنان محمود إبراهيم، والثاني للفنان أحمد عبد العزيز، أما المعرض الثالث فهو لستة فنانين شباب. أقيمت هذه المعرض مصاحبة لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية. ويعد الخطاط محمود إبراهيم شيخ الخطاطين المعاصرين، ظهرت موهبته في الخط بكتاب قريته التي نشأ بها، ثم التحق بمدرسة تحسين الخطوط الملكية، ونال تكريم الملك فاروق حيث كان الأول علة دفعته عام 1939، ثم أصبحا رئيسا لقسم الخط بجريدة "الكتلة" بعد تخرجه، وبعدها ساهم في إصدار جريدة "الجمهورية". والخطاط محمود إبراهيم الذي تناول أشكال متنوعة من الخط العربي، وقام بصياغتها بأشكال جمالية ذات حس تشكيلي عال، كتب أول مصحف في معهد "مقلة" الذي ساهم في تأسيسه؛ حيث تمت إعارته إلى ليبيا في أوائل السبعينات، ثم اختاره المخرج مصطفى العقاد لكتابة اللوحات الخطية لفيلمي "الرسالة وعمر المختار" بلندن. وكتب بعدها المصحف بخط النسخ بقراءات مختلفة. أما المصحف الخامس الذي كتبه فكان بخط الثلث وانتهى من كتابته هذا العام. والفنان محمود إبراهيم ألف سبع كتب متخصصة لتعلم الخط العربي، وتم تكريمه في مصر وبعض الدول العربية والإسلامية. وفاز في مسابقة "ارسيكا" العالمية بأربع جوائز. أما معرض الفنان أحمد عبد العزيز فكان بعنوان "خواطر كوفية"؛ حيث استخدم الفنان أنواعا مختلفة للخط الكوفي، منها الخطوط الكوفية القديمة، مستخدمنا الحبر وألوان الجواش وأقلام الرابيدو. وقال الفنان عن الخط الكوفي أنه من الخطوط التي تعطي الحرية كي تصاغ بأكثر من شكل في اللوحة الواحدة، بالإضافة إلى أن الخط الكوفي الفاطمي من الممكن إنتاج الفنان أشكالا مختلفة من الحرف الواحد منه، بشرط عدم الخروج عن القاعدة الأساسية للخط، وهذا ما مكن الفنان من إبداع أشكال متنوعة لهذا الخط في لوحاته، فتارة يستخدمه بشكل دائري، وتارة أخرى يكون الخط مفرودا، كما يقوم بتضفير الخط في بعض اللوحات. ومن بين لوحاته المعروضة عمل اتخذت فيه الكتابة شكل مشكاة. ومزج في إحدى اللوحات بين ثلاثة أنواع مختلفة من الخط الكوفي، وهم " الخط الكوفي البسملة، الخط الكوفي القديم، والخط كوفي الفاطمي"، كما كتب باقي الآية بالخط الكوفي القيروان نسبة إلى تونس. واستضاف هذا المعرض أربع لوحات لفنان الخط العربي الكبير فكري سليمان، والذي كرمه مهرجان الموسيقى العربية هذا العام كما أقيم له ندوة على هامش المعرض؛ وذلك لدوره البارز في النهوض بفن الخط العربي في مصر والخارج. والفنان فكري سليمان أمين عام نقابة الخطاطين المصريين، وعضو لجنة الخط العربي بالمجلس الأعلى للثقافة. تتميز أعماله بمسحة روحانية تظهر العمق الإيماني بتصوير إيقاعي خاص لآيات القرآن الكريم. أما الفنانين الشباب الستة المشاركين في المعرض الثالث والأخير للمعرض السنوي للخط العربي، والذي تم عرضه في قاعة "زياد بكير" بالأوبرا (فيديو) ، فهم الفنانين: محمود العسوي، محمود السحلي، حسانين مختار، حسام علي، طه عبد الناصر، وعصام خيري. والذي قدم كل منهم الخط العربي برؤيته الخاصة مبدعا أشكالا جمالية في كتابة وتشكيل الخط، غير مقتصرين على كتابة الآيات القرآنية فقط، بل كتبوا بعض من الحكم والمأثورات الشعبية والدينية مثل "الحق أقوى معين"، "العدل أساس الملك"، "يا كريم"، "إن هو إلا وحي يوحى".