أوشك القاص شريف عبد المجيد والمصور الفوتوغرافي الانتهاء من الفيلم التسجيلي "حيطان" الذي يقوم بتنفيذه المركز القومي للسينما، والذي يستخدم خلاله جرافيتي ثورة 25 يناير كراوي للثورة. قال عبد المجيد ل"محيط" أنه تقدم في شهر أغسطس العام الماضي لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية التي يقيمها المركز القومي للسينما؛ حيث قام وقتها بتصوير كل جرافيتي ثورة 25 يناير من جدران القاهرةوالإسكندرية ومحافظات مصر المختلفة، لكنه لم يكن يقرر بعد إن كان سيكتب من خلال هذه الصور كتابا عن جرافيتي الثورة أم لا، لكنه بالفعل اصدر كتاب جرافيتي الثورة العام الماضي، ثم قام بكتابة الفيلم التسجيلي "حيطان"، والذي يتناول فناني الجرافيتي الذين لم يلق الضوء عليهم سابقا؛ حيث أراد عبد المجيد أن يلفت الانتباة لهم؛ لأنهم لم يعرفهم أحد وقتها، على الر غم من أنهم يقومون برسم الجرافيتي من أجل تسجيل الثورة فقط دون أي مآرب شخصية في الظهور الإعلامي. أكمل عبد المجيد أنه تقدم للمسابقة التي أقامها د. خالد عبد الجليل رئيس المركز وقتها، لكن المسابقة توقفت بعد إنهاء مسئولية د. خالد عن المركز، لكن المخرج د. مجدي أحمد علي أعاد المسابقة بعد توليه رئاسة المركز وقتها، وشكل لجنة لأختيار الأفلام الفائزة ضمت أدباء وسينمائيين، وظهرت النتيجة في شهر فبراير هذا العام وفاز فيلم "حيطان" بالمركز الثالث من المسابقة، والتي تقدم لها 150 فيلما. بدأ العمل على الفيلم في شهر مارس الماضي، وقام شريف عبد المجيد بتصوير فناني الجرافيتي وهم يعملون، ومن بينهم الفنانة آية طارق التي شجعت حركة الجرافيتي في محافظة الإسكندرية وبدأت مع زملائها برسم الجدران المواجهة للكورنيش. كما صور عبد المجيد الفنان عمار أبو بكر المعيد بكلية الفنون الجميلة في الأقصر، والذي شارك في عمل جرافيتي شارع محمد محمود. والفنان علاء عوض صاحب فكرة الجرافيتي الفرعوني في شارع محمد محمود. وكذلك جماعة "فنية مصرية" والتي يرأسها الفنان أحمد بيرو، وقام بتصويرهم وهم يتناقشون حول الجرافيتي حين ممارسة عملهم. وأكد عبد المجيد أنه كتب سيناريو الفيلم قبل أحداث شارع محمد محمود العام الماضي. واعتبر أن فن الجرافيتي المعبر الحقيقي عن أحداث ثورة 25 يناير؛ ولذلك تصور أن راوي الفيلم والبطل هو رسوم "الجرافيتي" نفسها والتي تحكي عن الحدث. كما استضاف الكاتب الكبير علاء الديب الذي تحدث عن الملمح الثوري في فن الجرافيتي. والفنان محمد عبلة الذي تحدث عن خصوصية الجرافيتي المصري التي ميزته عن جرافيتي العالم كله. أما الفنان رضا عبد الرحمن فتحدث عن الفارق فيما بين فن الجرافيتي، وفن التصوير الجداري. ومن أهم مشاهد الفيلم كما حكى عبد المجيد تصوير فناني الجرافيتي وهم يمارسون الرسم في شارع محمد محمود بعد أن أزالت الحكومة المصرية رسوم الجرافيتي المتوجدة في سور الجامعة الأمريكية، وتناول وقتها شباب الألتراس وغيرهم عندما نزلوا للشارع غاضبين ليعيدوا رسوم الجرافيتي من جديد؛ معتبرا أن هذه اللحظات من أهم مشاهد الفيلم التي اقتنصها في وقتها. وضمن مشاهد الفيلم مظاهرات الألتراس التي قاموا بها بمناسبة مرور 40 يوما على شهداء الالتراس في أحداث أستاد بورسعيد. والفيلم سيترجم إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، وتستغرق مدته ساعة كاملة، وسوف يشارك في المسابقات العالمية والمهرجانات الخاصة بالأفلام الوثائقية؛ حيث أنه سيقدم كصوت من أصوات الثورة لأنه يعد وثيقة لأحداثها. والفيلم من إخراج حلمي عبد المجيد، ومديري التصوير محمد عبد العزيز وعمرو فودة، ومونتاج أحمد فيصل، وموسيقى أكرم مراد. ويتم الآن العمل في المرحلة الأخيرة للمونتاج والمكساج للفيلم والتي ستنتهي بالفعل في نهاية شهر نوفمبر الجاري. ثم سيعرض الفيلم في قصر "السينما"، وبعدها في نقابة "الصحافيين"، بالإضافة لعرضه في المراكز الثقافية النختلفة في مصر، كما سيحاول القائمين على الفيلم توصيل صوته للعالم الخارجي من خلال المهرجانات الدولية.