صرح الفنان الدكتور صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية ل"شبكة الإعلام العربية محيط" أن القطاع يقوم حاليا بتوثيق جرافيتي ثورة 25 يناير وتصويره في كل شوارع القاهرة، وبالأخص الموجود في شارع محمد محمود، ومحيط ميدان التحرير. وكان وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب طالب القطاع بتوثيق "جرافيتي" الثورة، وذلك يوم الأحد الماضي أثناء افتتاح معرض "أجيال 1" بقاعة "بيكاسو"، وبالفعل تم حاليا تصوير أعمال عديدة للجرافيتي في محيط ميدان التحرير، ومازال التوثيق مستمر في جميع شوارع القاهرة. وقال د. المليجي عن فن "الجرافيتي" في تصريح خاص ل"محيط" أن "الجرافيتي" أحد الفنون التعبيرية الهامة الاحتجاجية التي تمثل بالفعل حرية الإبداع، بدأ في المكسيك مع الثورة المكسيكية، ثم انتقل إلى أمريكا ومنها لأوروبا. موضحا أن الأمريكتين دعوا أحد الفنانين الكبار الذي قام بعمل جداريات تحمل بعض الإسقاطات السياسية وهو الفنان المكسيكي دييجو ريفيرا كي يقدم جرافيتي في شوارع الأمريكتين. كما أن هناك فنانين لمعوا من خلال ممارسة هذا الفن ومن ضمنهم فنانة ألمانية شهيرة. مؤكدا أن فن "الجرافيتي" من الفنون التي تفجرت بوازع التعبير والاحتجاج، وهذا ما حدث في مصر أثناء ثورة 25 يناير؛ ولذلك فالجرافيتي لا يعتمد بشكل أساسي على فنانين تشكيليين يقوموا به، بل يتطلب خروج من لديهم الموهبة للقيام به؛ ولهذا خرج جرافيتي الثورة بشكل جيدا جدا، يحمل قدرة على التعبير والاحتجاج بشكل قوي، معبرا بالفعل عن الثورة بكل خطواتها. ومن الممكن ملاحظة ذلك عندما صور الشباب قضية "التحرش بالمرأة" في أحد الرسوم الجرافيتية على بعض الحوائط؛ حيث رسموا رموز لسيدات مصريات كان لهم شأنا كبيرا كسيدة الغناء العربي أم كلثوم، وسميرة موسى عالمة الذرة، وغيرهم من سيدات مصر الفاضلات. وأشار د. المليجي أن في دول أوروبا تخصص أماكن محددة لفن الجرافيتي، كما يوجد ورش "جرافيتي" في نيويورك تستقبل أي أشخاص يردوا التعبير بالجرافيتي ويوفروا لهم الخامات التي يستخدمونها. أما في أوروبا فلو تم ممارسة هذا الفن في الشارع دون الأماكن المخصصة له فيطالبون من قام بها بغرامة مما يضطر القائمين به للهرب بعد رسمه؛ وذلك لأن المناطق السكنية وغيرها في أوروبا تحمل طابع خاص يريدوا الحفاظ عليه وعدم إفساد المشهد العام لدى شوارع هذه البلدان؛ ولذلك يخصصوا له أماكن محددة. وعن الخامات المستخدمة لفن "الجرافيتي" قال د. المليجي أنه يتم استخدام جميع أنواع الألوان كالأكريليك وغيرها، لكن الاسبراي هو الخامة الرئيسية في ممارسة هذا الفن. أما عن إزالة جرافيتي شارع محمد محمود الأسبوع الماضي فرأى د. المليجي أنه كان يجب توثيق الجرافيتي وعدم محوه احتفاء بثورة 25 يناير، وخصوصا أن الثورة انطلقت في هذا المكان. مؤكدا أنه مع حرية التعبير بكافة أشكالها وبخاصة فن "الجرافيتي". منددا بإزالة جرافيتي شارع محمد محمود وخصوصا أنه لا يوجد تفعيل لجهاز التنسيق الحضاري في هذه المنطقة، أو أن العمائر بها ذات طابع ولون واحد؛ ولذلك فلا يوجد موانع من وجود الجرافيتي هناك لأنه لم يفسد المشهد في هذه المنطقة، وفي الوقت نفسه كان لابد أن يوثق هذا الحدث ونبقى على هذه الرسوم لحين عمل نصب تذكاري لثورة 25 يناير. وأكد د. المليجي أنه مع بقاء "الجرافيتي" في شوارع مصر، معتبره تراث مصري يجب علينا توثيقه حتى لو محوت دهاناته فلابد السعي لتوثيقه. مشيرا إلى أنه تم رسمه بوجود عدد كبير من الفنانين المتواجدين في ميدان التحرير أثناء الثورة؛ ولذلك فالأمور تسير في نصابها الصحيح. وبسؤاله عن إمكانية إشراف قطاع الفنون التشكيلية على هذا الفن لحمايته وتوثيقه قال د. المليجي أن هذا الفن لا يجب أن يكون تحت إشراف أي جهة؛ حيث أنه لو تم توجيه "الجرافيتي" فلن يكون فنا. مشيرا إلى أنه عندما تم ممارسته في ورش فنيه في مركز محمود مختار الثقافي كان أقل من الرسومات الاحتجاجية الموجودة في محيط ميدان التحرير. وصرح د. المليجي بأنه بعد انتهاء قطاع الفنون التشكيلية من تصوير جميع أعمال "الجرافيتي" سوف يطبع له كتاب لتوثيقه.