حذر الدكتور محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط من إندلاع حرب طائفية فى سوريا، وقال إن أمد الأزمة السورية سوف يستمر للعام القادم. جاء ذلك فى كلمة للدكتور مجاهد فى افتتاح ندوة نظمها المركز اليوم حول "الأزمة السورية وتداعياتها الإقليمية".
وقال مجاهد إن هناك خليطا من السيناريوهات تتعلق بالأزمة العربية وأنه من المتوقع أن لا يتم حسم الأمور من كافة الأطراف لأنها لم تنضج بعد للتعامل مع الأزمة بحسم، مشيرا إلى الضغوط القطرية والتركية على الولاياتالمتحدة للتدخل للاطاحة بالنظام غير أن الشاهد أن أمريكا والناتو لن يتدخلا فى هذه الأزمة خلال الفترة القادمة.
وكشف أن مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى يواجه صعوبات شديدة فى وساطته لحل الأزمة؛ وذلك فى الوقت الذى نشهد فيه سعى أمريكى وأوروبى على وجه التحديد للتوصل إلى اتفاق سلمى للسلطة، حيث إن هناك تحفظات من أن سقوط النظام السورى وتفتت الدولة السورية سيؤثر سلبا على إسرائيل من خلال التيارات الجهادية واستخدام أسلحة الدمار الشامل. ونبه مجاهد إلى أن الموقف الروسى والصينى لايزال عاملا مؤثرا فى الأزمة السورية التى يعنى استمرارها تصاعدا فى المواجهات الطائفية.
وقال إن "النظام وحزب البعث مازالا متماسكان وذلك من حيث القدرات العسكرية والسياسية حتى هذه اللحظة وأنه لم يحدث إنشقاق استراتيجى فى المكون الأساسى للجيش السورى النظامى وأجهزة الأمن التابعة للنظام".
وقال رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط الدكتور محمد مجاهد الزيات "إننا لم نر إنشقاقا حتى الأن من قيادة عسكرية كبرى عن إطار النظام الذى مازال يسيطر على الأماكن الاستراتيجية والحيوية والحساسة فى الدولة..كما لم يحدث أى إنشقاق حزبى فى نظام البعث فى أى من فروع حزب البعث فى المحافظات السورية".
وأضاف مجاهد أن مايحدث الأن هو أن المعارضة تحرر بعض الأحياء فى المدن فيأتى النظام ويدمر الحى بكامله.وكشف عن وجود مبادرة أطلقها رياض سيف أشهر سجين سياسى فى البلاد لتوحيد صفوف المعارضة السياسية وإعادة هيكلتها وذلك بضغوط أمريكية..حيث كان أكثر من 60\% من الإخوان يسيطرون على المعارضة.
وقد نجح رياض سيف فى إدماج المعارضة بالأمس فى إئتلاف موحد ودخول المجلس الوطنى فى هذا الإئتلاف الجديد. واشار مجاهد إلى أن هناك ضغوط أمريكية على قطر وتركيا لقبول مبادرة رياض سيف والتى هى بالدرجة الأولى مبادرة أمريكية التى أطلق عليها "مبادرة رياض سيف فورد"
وفورد كان سفيرا.واعتبر موقف الأكراد متغيرا أساسيا فى الأزمة السورية. ورأى مجاهد أن التيارات والفصائل الجهادية التى دخلت على خط الأزمة فى سوريا هو الدافع للحركة الأمريكيةالجديدة تجاه أزمة سوريا، حيث أن هذه الفصائل والتيارات الجهادية لم تلتحق بالثورة السورية، إلا بعد سبعة شهور من الأزمة وعددهم يتراوح مابين 800 إلى 2000 عضو ولديها خبرة قتالية وعقيدة للتضحية، فضلا عن صنع المتفجرات.
من جانبها، أشارت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية ،فى ورقة عمل قدمتها خلال الندوة حول مواقف الأطراف الداعمة للنظام السورى "إيران - روسيا- الصين"، إلى وجود عزم إيرانى روسى صينى على الحيلولة دون سقوط النظام والدولة السورية..وقالت إن الملمح الرئيسى إنه لاتنازل ولاتراجع فى مواقف هذه الدول تجاه الأزمة السورية بل أننا نرى فى المشهد السياسى الراهن إصرارا على مواقفهم جميعا".
وأوضحت أنه لم يحدث من قبل فى أية أزمة أن واجه مجلس الأمن ثلاثة من حق الاعتراض "الفيتو" من الصين وروسيا ، لافتة إلى أن هذه الدول ترى أن مايجرى فى سوريا ليس بثورة وإنما هو جماعات مسلحة مدعومة من الخارج تناهض النظام وأن مايجرى أوضح صدق الحجج الإيرانية والصينية والروسية ، حيث أن هناك أسلحة تهرب للداخل السورى للمعارضة، وهناك تيارات جهادية من القاعدة تتدخل عسكريا.
ورأت نورهان الشيخ أن فكرة عدم التنازل والتراجع فى مواقف هذه الدول ينبع من أن سوريا خط أحمر بالنسبة لهذه الدول وضرورة الحفاظ على النظام وليس بشار فى شخصه ولكن النظام بكيانه وأن تفتيت وإنهيار الدولة فى سوريا يعنى ضياع موطن قدم لهذه القوى فى منطقة الشرق الأوسط ، كما يعنى أيضا تهديدا لكل من روسياوإيران.
وأضافت أن هذه الدول الثلاث مازالت تتحدث عن فكرة الحل السلمى والإنتقال السلمى للسلطة وترفض تماما خيار المعارضة الرئيسى، بأن يرحل النظام بأكمله واستيلائها على السلطة فى البلاد.
ولفتت إلى أن إعادة إنتخاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما يعنى أن الشعب الأمريكى لايريد التورط والتدخل فى صراعات عسكرية، وهى رسالة أمريكية واضحة أنه لاتدخل عسكرى فى صراعات ذات تكلفة إقتصادية عالية.
وستناقش الندوة فى جلساتها على مدار اليوم أوراق عمل أخرى حول مواقف الأطراف الداعمة للثورة السورية ولبنان وتطورات الأزمة السورية والعراق وتطورات أزمة سوريا وكذلك الموقف الأردنى من هذه الأزمة.
كما تختتم الندوة أعمالها بجلسة خاصة نقاشية حول موقف مصر من تطورات الأوضاع فى سوريا. مواد متعلقة: 1. بيريز: إسرائيل لا تمانع الدخول في حرب مع سوريا 2. صحف غربية: سوريا تجر جيرانها إلى الحرب 3. أسرة الصحفي الأمريكي المختفي في سوريا تناشد محتجزيه للإفراج عنه