على هامش النشاط الثقافى المصرى بمعرض الشارقة الدولي للكتاب ال31، أقيمت ندوة للروائى جمال الغيطانى ، شهدها جمهور غفير من رواد المعرض تحدث فيها حول تاريخ القاهرة عبر الأزمنه . وقال الغيطانى أن مصر تتمتع بعبقرية صنعها التاريخ ، تجلت فى وجود رموز ، للأديان السماوية الثلاثة متجاورة فى مصر القديمة فى محيط متر مربع واحد ، فى جامع عمرو بن العاص ، والكنيسه المعلقة ، ومعبد عيزرا .
وتحدث الغيطانى عن عبقرية اختيار المكان الذى أُنشئت فيه القاهرة ، مشيرا الى أن هناك شىء رابط فى كل المبانى الدينية التى كان المصرى ينشئها ، سواء معبدا أو كنيسه او مسجد ، يتمثل فى ضرورة ارتباط ذلك بأحد مفردات الكون ، مثال ذلك ارتباط بناء القاهرة بالنجم القاهر .
وقال الغيطانى أن المصرى منذ الفراعنة والى اليوم يقاوم فكرة الفناء بالبناء ، لذلك فأول شىء يفكر قيه هو أن يبنى شيئا يخلده حتى لو كان مقبرة ، وبسبب هذه العقيدة برع المصريون فى فنون العمارة .
وتناول الأديب الكبير الحديث عن القيمة التى تمثلها بعض المساجد الأثرية ، مثل جامع بن طولون الذى بناه أحد أقباط مصر ويعد أحد أروع مساجد العالم ، وتتجلى فيه فكرة علاقة الفراغ بالكتلة فى اشارة رائعه وفريدة لعلاقة الروح بالجسد ، وكيف كانت مئذنته تمثل حنينا من بن طولون الى العراق لذلك كان استنساخه لمئذنه جامع سامراء ، والغريب أن هذا المسجد لا تقام قيه الصلاة لأن المصريين يقولون أن السيده نفيسه دعت بعدم الصلاة فيه ، كما رفض المصريون الصلاة فى مسجد محمد أبو الدهب لأن من بناه تجرأ وجعل مئذنته تعلو على مئذنه الأزهر ، واعتبروا ذلك تطاولا على مكانه الأزهر وقرروا مقاطعه المسجد .