لطالما عانى الفلاح المصري منذ قديم الأزل من ظلم الإقطاع المحتكر لأراضيه و لطالما عانى من احتكاره لجهده و بذلة لعرقه الذي يستحوذ عليه غيرة تحت عباءة رأس المال؛ فمنذ فجر التاريخ ومصر دولة زراعية من المقام الأول جاهد فيها فلاحوها بعزمهم و عرقهم ليعمروا أرضهم ويزرعوها و يحصدوا ثمرها الذي يتغذى عليه الشعب بأكمله. ولكن طال على الفلاح المصري الأمد لم يجد نفسه أمام مجهوداته المبذول بأجر بخيس ورأى أن مجهوداته في يد غيرة مما كان سبباً في إشعال نيران الغضب الشعبي للفلاحين داخل الجمهورية، وكان أيضا أهم أسباب انتفض جيشنا وقيامه بثورة 23 يوليو عام 1952 والتي كانت من أهم مبادئها العدالة الاجتماعية للفلاح المصري رمز الخير
قانون الإصلاح الزراعي صدر قانون الإصلاح الزراعي في 9 سبتمبر 1953 ونص على تحديد الملكية الزراعية وأخذ الأرض من كبار الملاك وزعت على صغار الفلاحين المعدمين في تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200فدان لخمسين فدان للملاك القدامى وعرفت هذه التعديلات بقانون الإصلاح الزراعي الأول والثاني وأنشئت جمعيات الإصلاح الزراعي لتتولى استلام الأرض من الملاك بعد ترك النسبة التي حددها القانون لهم وتوزيع باقي المساحة على الفلاحين الأجراء المعدمين العاملين بنفس الأرض ليتحولوا من أجراء لملاك وصاحب هذ القانون تغيرات اجتماعية بمصر ورفع الفلاح المصري قامته واسترد أرضه أرض أجداده الذي حرم من تملكها ألاف السنين وتوسعت بالإصلاح الزراعي زراعات مثل القطن وبدأ الفلاح يجني ثمار زرعه ويعلم أبنائه ويتولى الفلاحين حكم أنفسهم ويعز أقوام ويذل أقوام وتنهار طبقت بشوات مصر ملاك الأرض الزراعية وحكام مصر قبل الثورة وتذهب هيبة الأسرة المالكة العلوية قبل الثورة ويرفع المصري رأسه فقد مضى عهد الظلم.
ويظل الإصلاح الزراعي وقانونه وتعدل القوانين وتتحول أخيرا ملكية الأرض للفلاح لملكية قانونية كاملة فى عصر الرئيس السابق محمد حسني مبارك حيث يستطيع الفلاح المصري المالك لحيازة بالإصلاح الزراعي أن يبيع ويشتري ويزرع ما يشاء بعد أن فقد هذه الحقوق لعقود.
وجاءت ثورة الخامس و العشرون من يناير لعام 2011 و كان ولابد من أن يحظى الفلاح المصري برعاية وخصوصية وذلك بعدما تولى الرئيس محمد مرسى مقاليد القيادة وهو ابن محافظة الشرقية، وانتفض واخذ قراراته لاستكمال الإصلاح الزراعي و هي: - إسقاط ديون الفلاحين دون أو اقل من 10 آلف جنيها - تسعير الأرز هذا العام إلى سعر 2000 جنية - قرر مناقشة إسقاط ديون الفلاحين التي اعلي من 10 آلاف أيضا في وقت لاحق
وقد أعلن الرئيس محمد مرسى أن الفلاحين هم أول من ثاروا ضد الظلم والطغيان مؤكداً أن ثورة يوليو أنصفت الفلاح وشارك في ثورة يناير, وقد قال مرسي ” أنا احد أبناء مصر الفلاحين.. أبي الفلاح الذي تعلمنا منه المروءة والوفاء وحب الوطن والدين”.
الأمر الذي أدى إلى رفع الروح المعنوية للفلاح المصري الذي طالما شعر بان حقه يأخذه غيرة، وأيضا رفع بتلك القرارات أعباء كثيرة من على كاهل الفلاح المصري البسيط وأننا نأمل جميعا أن الفترة المقبلة تكون خيرا على الفلاح المصري الذي اعتاد أن يمدنا بالخير جميعا.