يقع مسجد و ضريح السيدة عائشة بشارع سمي باسمها الكريم وسط القاهرة في حي الخليفة خارج ميدان القلعة وهي المعروفة عند المصريين بعائشة بنت الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، بنت السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى أخت الإمام موسى الكاظم وكانت من العابدات القانتات المجاهدات جاءت إلى مصرفي عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور هرباً من بطشه بآل البيت فأقامت في مصر مدة، وكثر مريدوها من أهل مصر حتى توفيت سنة 145ه، ودفنت في منزلها. ظل قبر السيدة عائشة حتى القرن السادس الهجري مزارا بسيطا يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على حطتين صفين من المقرنصات، أما في العصر الأيوبي فقد أنشئ بجوار القبة مدرسة وذلك أنه عندما أحاط صلاح الدين الأيوبي عواصم مصر الإسلامية الأربع، الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة بسور واحد حتى يحصن البلاد من هجمات الصليبيين، ففصل هذا السور قبة السيدة عائشة عن باقي القرافة فرأى صلاح الدين، أن يقيم بجانب القبة مدرسة، كما أنه فتح في السور بابا سماه باب السيدة عائشة وهو المعروف بباب القرافة.
السيدة عائشة..المسجد العريق يعد مسجد السيدة عائشة من أهم المعالم الأثرية الإسلامية في مصر، لكن مكانه الحالي يقع وسط ميدان كثيرا ما تحدث فيه الحوادث نتيجة اصطدام السيارات بسبب الازدحام الشديد، ومرور سيارات النقل الكبير القادمة من المقطم والقطامية (طريق السويس) والتي عادة ما تحتك ببعض البنايات المجاورة للمسجد، بل وتطول السور الخارجي للمقام، ورغم هذه الحوادث فما كان من الدولة إلا أنها اهتمت بالمسجد وجددته وأحاطته بسور حديدي وقسمت الميدان من الناحية المرورية بحيث لا يقع المسجد في مواجهة مباشرة مع سيارات النقل الكبيرة؛ ومع ذلك يتطلب الأمر حماية أكبر للمسجد والذي يضم مقام واحدة من آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام.
المسجد الآن بشارع السيدة عائشة عند بداية الطريق إلى مدينة المقطم وقد تهدم المسجد القديم وأعاد بناءه الأمير عبد الرحمن في القرن الثامن عشر ويتكون المسجد من مربع يتوسطه صحن وتحيط به الأروقة. ومما يسترعى النظر في رواق القبلة، أن المحراب لا يتوسط جدار القبلة ، وإنما يقع في الركن الجنوبي الشرقي للجدار و مثل هذه الظاهرة وجدناها في مشاهد الموصل التى بنيت في العصر السلجوقي ويوجد بالواجهة الغربية للمسجد بابان بينهما المئذنة التى لم يبق منها سوى ، الدورة الأولى وقد كتب على الباب البحرى مسجد أمه التقي فتراه كبدور تهدى بها الأبرار ذو عباد الرحمن قد أرخوه تلألأ بجبه الأنوار وكتب على الباب القبلى: بمقام عائشة المقاصد أرخت سل بنت جعفرالوجيه الصادق
جثمانها الكريم يحتضن الضريح: وقد تحقق المرحوم أحمد زكى باشا من وجود جثمان السيدة عائشة بالضريح فنادى على رؤوس الأشهاد بقوله : إن المشهد القائم في جنوبالقاهرة السيدة عائشة النبوية هو حقيقة متشرف بضم جثمانها الطاهر، وفيه مشرق أنوارها ومهبط البركات بسببها وقد كتب على باب القبة لعائشة نور مضئ وبهجة وقبتها فيها الدعاء يجاب وبالنظر الى اسم السيدة عائشة رضي الله عنها سنجده اسما فريدا في تاريخ نسل آل بيت رسول الله الكرام صلى الله عليه وسلم حتى ظن البعض أن مقام السيدة عائشة بميدانها الشهير هو لزوجة النبي السيدة عائشة بنت أبى بكر الصديق الخليفة رضي الله عنهم أجمعين.
رمضان بطعم حب السيدة عائشة: وهذا المسجد العظيم مع كل ما يعانيه له طقوس رمضانية يقوم بها كأي مسجد ولكن نظرا لصغر مساحته فيكون هناك بعض العقبات أمام المصلين خاصة في ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان حيث يمنع الاعتكاف داخل المسجد. ويكثر المتطوعين في رمضان للقيام بأعمال النظافة بالمسجد، مشيرا إلى تنوع جمهور المسجد فمعظم الإقبال علي المسجد في رمضان يكون من الأقاليم ويختلف المصلين من المسافرين وغيرهم من رواد المسجد، وأكد أن إدارة المسجد لم تضع قيود كبيرة علي المصلين خاصة في رمضان سوى الاهتمام فقط بنظافة المسجد.
المسجد يشكو.... وأكد الشيخ صلاح سلمان معوض أمام المسجد في تصريحات سابقة أن من أكثر المشكلات التى تواجه المسجد تواجده في ميدان كبير إلي جانب انتشار الباعة الجائلين والمتسولين أمامه، إضافة إلى أن هذه المنطقة عشوائية فبذلك يواجه المسجد مشكلة كبري وهى النظافة بسبب عوادم السيارات التى تثير أتربة كثيرة مما يضطره إلي تنظيف المسجد يوميا. وأوضح أن المسجد يكثر فيه السرقات لوجود المغتربين الوافدين علي المسجد، وأشار إلي أن الاهتمام بترميم المسجد هو مسئولية الآثار وان ترميمه يحتاج إلي اعتمادات كثيرة وأموال كثيرة.