في لفتة طريفة منه ، ذكر الشيخ محمود المصري قصة تيسر علي الأبناء فهم قدرة الله تعالي ومحبته لعباده حتي العاصي منهم ، ولعل هذه القصة من أجمل الطرق التي يمكن أن يستغلها الوالدين لتربية الإيمان في نفوس أطفالهم، وجاءت القصة كالتالي : كان يا ما كان... كان هناك رجل صالح يذكر اسمه يوسف وكان واقفا مع أحد إخوانه يذكره بالله ويتحدث معه عن الجنة والنار . وفجأة رأى منظراً عجيباً... لقد رأى على شاطئ النهر عقربة كبيرة جداً واقفة على الشاطئ... وفجأة جاءت إليها ضفدعة كبيرة أيضاً وهي تعوم بالقرب من الشاطئ . فركبت العقربة على ظهر الضفدعة وبدأت الضفدعة تعوم لتعبر إلى الشاطئ الآخر . تعجب يوسف وصاحبه وقال له : إن هذا من أعجب المشاهد التي رأيتها في حياتي فهيا بنا لنركب المركب ونسير وراء العقربة والضفدعة لنرى ما الذي سيحدث . وركب يوسف وصاحبه المركب وسارا وراء العقربة والضفدعة . فلما وصلوا جميعاً إلى الشاطئ الآخر وجدوا شاباً نائماً على الشاطئ . وقد صعدت فوق صدره حية كبيرة تريد أن تلدغه في وجهه... وإذا بالعقربة تسير بسرعة جنونية وتضرب الحية فتسقط الحية ميتة بجوار هذا الشاب ، أما العقربة فقد عادت مرة أخرى إلى النهر وركبت فوق ظهر الضفدعة وعادت مرة أخرى إلى الشاطئ الآخر . فتقدم يوسف وأيقظ هذا الشاب ووجد رائحة الخمر تفوح من فمه فقال له : يا فتى... انظر كيف نجاك الله من هذه الحية فقد أرسل الله لها عقربة على ظهر ضفدعة فقتلتها قبل أن تلدغك . فنهض الشاب وقال : إلهي ! إن كان هذا حلمك بمن عصاك فكيف يكون حلمك بمن يطيعك ؟!!!... أشهدك يا رب أني قد تبت إليك وسأعيش عمري كله في طاعتك. فاعلموا أن الله إذا أراد هداية إنسان فإنه يهيئ له أسباب الهداية وأنه لا يعلم جنود ربك إلا هو فقد رأينا كيف أن الله سخر الضفدعة لتحمل العقربة لتركب على ظهرها وتذهب لتقتل الحية وتنقذ هذا الشاب . وقد رأينا كيف أن هذا الشاب عندما رأى كيف كان حلم الله عليه وهو يعصيه... كان ذلك سبباً في توبته وعودته إلى الله . ولذلك فإن المسلم لا بد أن يأخذ الدروس والعبر من كل ما يحدث له.