عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "إن الله تعالي يقول يا ابن آدم تفرغ لعبادتي (يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأُ قَلْبَكَ غِنًى وَأَمْلأْ يَدَيْكَ رِزْقًا، ابْنَ آدَمَ لا تُبَاعِدْ مِنِّي فَأَمْلأُ قَلْبَكَ فَقْرًا وَأَمْلأُ يَدَيْكَ شُغْلا) شرح الحديث: يقول الدكتور محمد راتب النابلسي في شرح الحديث : هناك أفعال كثيرة لها أثر في المستقبل وأخري ليس لها أثر علي الاطلاق، ولهذا لو آمن المرء بالله تعالي وأحسن عبادته فهذاعمل أثره المستقبلي جنة عرضها كعرض السموات والارض الي ابد الابدين.
ومهما بلغ من الثراء والغني وعز الدنيا لابد وأن توضع في قبر وستحاسب ولذلك هذا الحديث القدسي يقترب من سورة العصر فقد اقسم الله تعالي بمطلق الزمن ،فللإنسان بضعة أيام في الدنيا كلام انقضي يوم مضي بعمرك والخاسر هو من يستهلك عمره مضي الزمن ، وهذا الوقت الثمين الذي يعيشه المرء في الدنيا ينفق علي طريقتين إما ينفق استهلاكا كالاستمتاع بكل ملذات الحياة فيأتي ملك المنوت ليأخذ منا كل شيء دون أن يترك له هذا الاستمتاع أي أثر مستقبلي.
فأعمالك إن خلت من الذكر والعمل الصالح الذي تتقرب به من الله ومن دعوة الي الله بشكل او باخر فأنت خاسر والذي لا يقتطع من وقته لعبادة الله ولا يتفرغ لذلك .