الغربية أحد المحافظات التي تتمتع بعبقرية مكانية وأثرية تليدة في قلب الدلتا المصرية وواحدة من الخرائط السياحية الدينية الهامة جدا، والتي تحتاج إلى رؤية موضوعية للقائمين على أمر السياحة المصرية في تفعيل وإحياء هذه الثورة التاريخية والمعالم النادرة للإقليم من أهم أقاليم مصر. يقول الأثري رفعت فاروق شحاتة مدير عام النشر العلمي بآثار وسط الدلتا أن الفترة القبطية في محافظة الغربية امتدت هذه الفترة أثريا في ربوع مصر من القرن الأول الميلادي وحتى عصر أسرة محمد على ومازالت مستمرة في نسيج ثقافة المجتمع المصري.
فبالقرب من المسجد الأحمدي كنيسة السيدة العذراء في حي الصاغة بطنطا حيث نجد مباني الكنيسة على الطراز البيزنطي وهى من الكنائس النادرة في كون حامل أيقونتها حجاب الهيكل من الرخام وقد وضع حجر أساسها في عهد سعيد باشا وافتتحت عام 1875 م في عهد الخديوي إسماعيل وتحتوى على عديد من الأيقونات الأثرية.
يضيف"شحاتة" ويضم متحف طنطا مجموعة من المقتنيات الكنائسية تعبر عن الفن القبطي تتصدرهم أيقونة من الخشب تمثل السيدة العذراء تحمل السيد المسيح طفلا تحف بهما الملائكة ومن الأسفل أشخاص منهم الإمبراطور قسطنطين والإمبراطورية هيلاتة.
وعندما نتوجه إلى قرية ابيار بكفر الزيات نجد كنيسة السيدة العذراء التي أنشأها النظام البازيلكيى الذي يتميز بتقسيم المبنى طوليا إلى ثلاثة أورقة أوسعها وأعلاها الرواق الأوسط الذي يبدأ في الغرب بمدخل الكنيسة وينتهي بالهيكل الرئيسي والمدح وأنشأت في عهد الخديوي محمد توفيق على أنقاض كنيسة أقدم منها والكنيسة مزار دينيي يأتي له الزوار من كافة أنحاء العالم.
وفى مدينة سمنود تقع كنيسة العذراء والشهيد أبانوب وتقع في شارع سعد زغلول والمقامة على الطراز البيزنطى وتم تجديدها في عهد الخديوي محمد توفيق عام 1882.م ويوجد فى فنائها بئر رومانى بجوارة مأجور من الجرانيت الوردي يرجع للعصر الفرعوني المتأخر حيث أستخدمتها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى مصر حيث إستقرت فى هذا المكان نحو سبعة عشر يوما وتتميز الكنيسة بحجابها الخشبي الرائع المكون من حشوات مجمعة ومطبعة بالعاج وتضم الكنيسة الى جانب أعياد السيدة مريم العذراء احتفالا خاصا بالشهيد أبانوب لمدة أسبوع ينتهى بيوم 31 يولية الحالى من كل عام وقد نال الشهيد عذابات كبيرة على يد والى سمنود في القرن الرابع الميلادي قبل استشهاده في الإسكندرية والكنيسة مزارا عالميا.
ويضيف الأثري رفعت فاروق شحاتة في قرية سنباط مركز زفتى توجد كنيسة الشهيدة رفقة وأولادها وتتميز بالبساطة حيث كانت منزلا لكل من الأخوين بيرو واتوم من أغنياء البلدة فكان تاجرين فى عصر الحاكم الروماني دقلديانوس ومازال بها بئر روماني يحمل اسميهما فبعد استشهادهما قام أهل القرية بتحويل منزليهما إلى كنيسة تعرضت للتجديد وحملت بعد ذلك اسم الشهيدة رفقة وأولادها الخمسة حيث وضعت رفاتهم بها بعد ذلك وتحتفل الكنيسة احتفالا خاصا بعيد الشهيدة رفقة وأولادها الخمسة يوم 17 سبتمبر من كل عام.
وعلى الجانب الشرقي للمكان توجد ميت دمسيس تبعد عدد من الكيلومترات وتتبع الدقهلية وتواجه قرية سنباط حيث كنيسة مارجرجس يأتيها الزوار من كل مكان في العالم في رحلة نيلية من سنباط عبر المراكب إلى دمسيس على صفحة مياه فرع النيل بدمياط وهى مقومات غاية في الروعة وتعد مجالا ذهبيا للاستثمار السياحي مازلنا غافلين عنه في قلب الدلتا.