دير سانت كاترين كشفت دراسة علمية أن أيقونات دير سانت كاترين هى أقدم وأندرأيقونات فى العالم وهى رسومات دينية مسيحية مجسمة حفظت فى العهد الإسلامى .وهو ما يعكس عمق العلاقة الوطيدة بين مسلمي واقباط مصر.واكد الاثرى عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن هناك أيقونات رسمت فى العهد الإسلامى من القرن السابع حتى التاسع عشر الميلادى و أن المسلمين لم يمنعوا جلب الأيقونات من خارج مصر إلى الدير والذى جلب إليه عدد كبير من الأيقونات من مناطق كانت خاضعة للعالم الإسلامى فى ذلك الوقت واشار الي ان أيقونات دير سانت كاترين تم حمايتها فى فترة تحطيم الأيقونات التى انتشرت فى القسطنطنية والعالم المسيحى فى الفترة من 726 حتى 843م واضاف ريحان ان أكثر من 2000 أيقونة صغيرة وكبيرة بالدير منها مجموعة فريدة ذات قيمة فنية رائعة محفوظة فى كنيسة التجلى ومعرض الأيقونات وفى الكنائس الصغيرة والملحقة وفى غرف ملابس الكهنة والصوامع وغيرها من الأماكن المتعددة فى الدير وتغطى هذه الأيقونات فترة زمنية طويلة من القرن السادس حتى التاسع عشر الميلادى وتنقسم من الناحية التاريخية والفنية لعدة أقسام منها أيقونات القرن السادس والسابع الميلادى . و تعتبرالأيقونات المسبوكة بالشمع أو المثبتة ألوانها بالحرارة والتي تتم ذلك بخلط الشمع فى درجة حرارة عالية بألوان نباتية ثم يعقب ذلك مباشرة نشرها فوق السطح الخشبى للأيقونة وكان الفنان يسجل أولاً تصميم الموضوع فوق سطح خشبى ثم يقوم بتسخين الشمع مع الألوان النباتية ثم يبدأ بفردها وهى ساخنة على السطح المعد من قبل باستخدام فرشة الألوان أو قلم النقش أو قطعة من الحديد المحماة فى النار ثم يقوم بسحق الألوان وحكها تدريجياً وذلك باستخدام أداة خاصة حتى يصبح لهذا المزيج خاصيته التى تجعله يتغلغل وينفذ فى أعماق مسام المادة و عندما تبرد الألوان تصبح ثابتة تماماً ولا يمكن محوها ومن أمثلة هذه الأيقونات بدير القديسة كاترين أيقونة القديس يطرس ، تنصيب السيدة العذراء بين القديسين والملائكة ، الصعود أما الأيقونات من القرن السابع حتى التاسع الميلادى فتعتبر من الأعمال الفنية التى تمت فى معامل محلية للأديرة الشرقية فى مصر وفلسطين وسوريا وصنعت فى فترة الفتوحات الإسلامية وتتميز بالسمات الشعبية وهى تقليد محلى للكنيستين القبطية والسريانية . وأضاف ريحان أن أهمية هذه الأيقونات تتمثل فى إسهامها بشكل قاطع فى تشكيل وصياغة الفن المسيحى للأجيال اللاحقة وأمثلتها بدير كاترين أيقونة الصلب وهناك أيقونات من القرن التاسع إلى الثانى عشر الميلادى حيث تمثل أيقونات هذه الفترة خاصيتين متميزتين تنفردان بها الأولى وهى الفترة التى تلت فترة محاربة الأيقونات وقد داوموا فيها على الرسم التقليدى الذى كان موجودا قبل عصر محاربة الأيقونات والخاصية الثانية تمثل التحول إلى المفهوم الكلاسيكى الذى يتميز بدقة فى الشكل ومن بين هذه الأيقونات عدد كبير أنتجته معامل بيزنطة وأمثلتها بدير كاترين أيقونات لرؤساء الملائكة ، المشاهد الإثنى عشر التى تمثل حياة السيد المسيح و سير بعض القديسين وأيقونة القديس ميركيروس التى تعود للقرن التاسع الميلادى وهى تصور قتل القديس ميركيروس للإمبراطور جوليان المارق عن الدين . وبالدير أيقونات تعرف بالمينولوجيا وهى أيقونات التقويم الشهرى لخدمة الكنيسة وتعتبر من أهم وأعظم ما فى دير كاترين حيث يصور فيها القديسون وهم يمثلون كل يوم على مدار السنة وقد نسقت اثنتا عشرة أيقونة كبيرة بدير كاترين بحيث يبدو فى كل واحدة منها صور القديسين مكتملين على مدار كل شهر ويرجع مصدر هذه الصور التقويمية إلى الكتابات الموجودة فى المخطوطات بالدير التى كتبت فى القرنين الحادى عشر والثانى عشر أما الأيقونات السينائية فهى مجموعة بالدير يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الثانى عشر والخامس عشر الميلادى وتمثل شخصيات تاريخية كان لها اتصال مباشر بالدير وساهمت بدور فعّال فى مسيرته الروحانية من رهبان - رؤساء دير- بطاركة - شخصيات لها موضع التقديس مثل نبى الله موسى - القديسة كاترين. ويري ريحان ان الايقونات رسمت داخل الدير لتسجيل مختلف المواقف الهامة فى تاريخ حياة الرهبنة وتعتبر هذه الأيقونات مصدر هام من مصادر التاريخ والفن ومن أمثلتها أيقونة القديسة فلاهرنيوتيسا وهناك الأيقونات الكريتية التى رسمت بعد العصر البيزنطى وكان هناك اتصال مباشر بين الدير وأهالى كريت باليونان خصوصاً أشهر الرسامين من الذين ينتمون للمدرسة الكريتية الذين قاموا برسم الأيقونات التى تمثل أيقونات ما بعد العصر البيزنطى وهم ميخائيل الدمشقى –جورجى كلونتزاس – عمانوئيل لمباردو- فيكتور الكريتى – أنجيلو الكريتى وغيرهم