تعد مصر من الدول التي تعاني من أعلى معدلات انتشار مرض السكر في العالم، فمصر تشغل المرتبة التاسعة عالمياً من حيث نسب انتشار المرض، ويعاني أكثر من 15% من إجمالي عدد البالغين في مصر من مرض السكر، وقد تم تشخيص 7,323,400 حالة سكر في مصر، ويقدر الاتحاد الدولي للسكر أن هناك 4,509,000 مواطن مصري يعانون من السكر ولكن لم يتم تشخيص حالتهم حتى الآن. وإذا استمرت معدلات انتشار السكر على وتيرتها الحالية، فمن المتوقع وصول عدد الحالات المصابة بالسكر في مصر إلى12,374,400 مريض بحلول عام 2030 وتصل مصر إلى المرتبة الثامنة من حيث عدد المرضى. ونظراً لوجود 50 مليون مريض بالسكر يواصلون صيامهم خلال رمضان، وهو ما يتعارض مع النصائح الطبية التي يقدمها الأطباء لهم. تحدث الدكتور محمد توفيق خطاب أستاذ الطب الباطني بجامعة القاهرة واستشاري الطب الباطني والسكر بمستشفى قصر العيني الجديد، خلال المؤتمر الصحفي التي نظمته شركة "إم إس دي"، عن المخاطر المتوقعة التي تواجه مرضى السكر في حال رغبتهم في الصيام، مشيراً إلى أن نقص تناول الأطعمة وزيادة التمارين الرياضية، إلى جانب تناول عقاقير معينة مضادة لمرض السكر تعد من أهم العوامل المؤدية للإصابة بنقص مستوى السكر في الدم بين مرضى السكر من النوع الثاني. وإذا لم يتم علاج الحالة، يمكن أن يؤدي المرض لمشاكل صحية خطيرة منها فقدان الوعي، التشنجات، والنوبات المرضية وهي حالات تتطلب تدخل طبي عاجل. ومن المهم جداً لمريض السكر القيام بقياس مستوى الجلوكوز في الدم على مدار اليوم، بما يتيح للطبيب المعالج دعمه ومساعدته في إدارة حالته، مع التأكد من عدم حدوث أي مخاطر للإصابة بنقص مستوى السكر في الدم أو حدوث أية مضاعفات أخرى. وأوضح خطاب أن السمنة وأسلوب الحياة الحديثة الذي تقل فيه الحركة وعدم ممارسة أي نشاط رياضي تعد من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث السكر من النوع الثاني وتفاقمه كمشكلة صحية حقيقية. وقد قامت "إم إس دي" بإجراء دراسة لتقييم أثر الصيام على مرضى السكر، وذلك لفهم أفضل أساليب الدعم والمساعدة لمرضى السكر الراغبين في الصيام، وهى دراسة موسعة ضمت 1066 مريض في 43 مركزاً إكلينيكياً بمنطقة الشرق الأوسط.
كما قامت بإطلاق حملة للتوعية بصيام مرضى السكر، وتضمنت الحملة إعداد ملف متكامل للأطباء والمتخصصين يتيح لهم مساعدة مرضى السكر وتقديم كل النصائح والإرشادات المفيدة، ومن المتوقع أن تساعد تلك المعلومات أكثر من 15% من سكان مصر الذين يعانون بالفعل من السكر حالياً. ومن المعروف أن مرض السكر يؤثر على قدرة الجسم في استخدام السكر الذي يفرزه الجسم في توليد الطاقة، ويعد مرض السكر من النوع الثاني أكثر أنواع السكر انتشاراً في العالم. ففي عام 2011، بلغ عدد الحالات 366 مليون حالة، وهو ما يمثل أكثر من 10% من إجمالي عدد البالغين في جميع أنحاء العالم، حيث تبلغ نسبة حالات السكر من النوع الثاني ما بين 85-95% من إجمالي حالات السكر في العالم. كيف ينشأ المرض؟ ينشأ المرض عندما لا يتمكن الجسم من إفراز كمية كافية من الإنسولين أو عندما لا يعمل الإنسولين بالطريقة التي يجب أن يعمل بها. ونتيجة لذلك يفرز الجسم كميات زائدة وغير ضرورية من السكر لترتفع نسبته في الدم، وهو ما يؤدي لمضاعفات صحية خطيرة على المدى الطويل. وقد أظهرت الدراسة التي نُشرت العام الماضي في المجلة الدولية للممارسات الإكلينيكية أن مرضى السكر من النوع الثاني الذين يصومون شهر رمضان مع تناولهم عقار "جانوفيا" يعانون بدرجة أقل من أعراض نقص مستوى السكر في الدم بنسبة 49٪ ٪ 67 من عدد السكان لكل بروتوكول، وذلك عند مقارنتهم بالمرضى الذين يتناولون مجموعة "سلفونيل يوريا".
وتعليقاً على نتائج تلك الدراسة الهامة، يقول رمزي مراد العضو المنتدب ل"إم إس دي" مصر "إن نتائج دراسة رمضان هامة للغاية. فنقص مستوى السكر في الدم أو ما نطلق عليه "Hypoglycaemia" من الأعراض الخطيرة التي قد تؤثر على حياة مرضى السكر من النوع الثاني، وهي أيضا مشكلة صحية شائعة تواجه مرضى السكر الذين يصرون على الصيام خلال شهر رمضان. وفي نفس الوقت، يمكن أن يتسبب السكر في مضاعفات خطيرة قد تصل للوفاة، إذا لم يتم التعامل معه وعلاجه بشكل صحيح. وطبقاً لأحدث أرقام الاتحاد العالمي للسكري، يتوفى أكثر من 65000 مواطن مصري كل عام نتيجة الإصابة بمرض السكر ومضاعفاته.