محررة محيط والفنان محسن شعلان محيط - رهام محمود تشهد مصر ختام موسم الفعاليات التشكيلية لعام 2009 حيث قلة المعارض، وجنوح معظم الفنانين لأخذ قسط من الراحة والسفر . تضمن موسم هذا العام فعاليات هامة كثيرة منها بينالي القاهرة الدولي الحادي عشر ، مهرجان الإبداع التشكيلي الثالث، صالون جاليري، وعددا كبيرا من المعارض الفردية والجماعية . وفي هذا الحوار مع الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية تتوقف "محيط" أمام محطات الموسم بمواطن قوتها وضعفها .. محيط: كيف تقيم موسم الفنون التشكيلية المصري 2009 بعد الانتقادات التي وجهت لفعالياته بدءا بالبينالي الذي اتهم بتكدس مجالات معينة من الفنون دون غيرها؟ شعلان : لا أحب التصنيف ، فما يقدمه الفنانون هو انعكاس لما يدور بالساحة التشكيلية العالمية ، ولا نفرض على الفنانين المشاركة بمجالات محددة كل عام ، وقد فرضت التكنولوجيا الحديثة اشكالا جديدة من الفنون ومن هنا لا يجب أن نحدد فنانينا في قوالب قديمة ، وقد بدأنا نوجه كل عام الفنانين لمثير إبداعي جديد بتحديد تيمة خاصة ولكننا لا نوجههم لشكل فني محدد . وفي بينالي العام الماضي حددنا تيمة "الآخر" وأعتبر نفسي مسئولا عن جودة الأعمال فقط وليس عن زيادتها أو نقصانها في مجال معين ، وقد تشكلت لتحكيم أعمال العام لجنة دولية وأشادت بمستوى الأعمال. حدث خلاف على الجائزة الكبرى ، وهي مسئولية لجنة التحكيم ولكن من الطبيعي ألا يرضى بالنتيجة دائما كافة الأطراف . محيط: اعترض النقاد على رفض صالون الشباب لأعداد كبيرة من مشاركات الفنانين . ما السبب ؟ شعلان : كان مستوى صالون الشباب عالي للغاية ، ولكنه بالفعل استبعد أعمالا كثيرة رغم أن دور اللجنة في الأساس الكشف عن المواهب الجديدة ، ، فهنا لا نتعامل مع فنانين لنحصل على أعلى مستوى من الأداء، ونتغافل عن أصحاب مواهب جديدة تحتاج التشجيع، وهذا حدث نتيجة العروض السابقة للصالون والتي كانت مميزة حيث تشترط ألا يزيد سن الفنانين عن ال35، فهؤلاء اكتسبوا خبرات وأصبحوا فنانين ناضجين؛ ولذلك كانت الأعمال التي تعرض على مستوى عال من الجودة أرادت اللجنة عدم الانخفاض عنه؛ ولذلك صممت ألا يتعدى فناني الصالون عن سن الثلاثين في العامين السابقين لنبحث عن ملامح فنانين لا تظهر بعد هذا السن. حينما شكا لي بعض الشباب لرفض أعمالهم بالصالون، اجتمعت مع الفنان جورج فكري القوميسير، والفنان أحمد شيحا رئيس لجنة التحكيم وأضفت أعمالا كثيرة رفضت، وصممت على ذلك على رغم اختلافي مع مبدأ التدخل في وجه نظر اللجنة، ثم اجتمعت اللجنة مرة أخرى ورفضت أعمالا من التي قمت باختيارها، وهذه كانت وجهه نظر اللجنة وأنا احترمت اختيارهم رغم اعتراضي، وأنا لا اندم على هذه التجربة فاللجنة مكونة من أبناء الصالون الذين احتكوا بعروض الفن التشكيلي محليا وعالميا، وكان لابد من ثقل خبرات الفنانين الشباب ليؤهلوا لأعمال الفرز والتحكيم. محيط: لماذا لا ينضم للجان التحكيم نقاد يكشفون المواهب الحقيقية ؟ شعلان : يحدث هذا بالفعل في بعض اللجان ، ولكن من المؤسف أن النقاد الذين يحكمون في دورات الصالون يكتبون في الصحف مقالات تشيد بالإنجازات ، والعكس حينما يتم استبعادهم من لجان العام الجديد . محيط: ما رأيك في وصف المعرض العام بأنه "دكان شحاتة"؟ شعلان : هذا التعبير انطلق من القوميسير الفنان "ثروت البحر"، وكان هذا التشبيه نوعا من السخرية والرمز، حيث تصادف افتتاح المعرض العام مع الفيلم، ومن الواضح أن هذا الوصف وجه نظر مثقف، رأى أن "الدكان" كرمز ما في الفيلم يعالج مشكلة مجتمع غزته العشوائيات والقبح والسلوكيات المنحرفة، وكان يرغب أن يعبر المعرض كما السينما عن الواقع المصري ، وأن يكون الفن أمينا على حياتنا الحقيقية ، وهو لا يعني أن الفنانين كانوا عشوائيين بالطبع . فنان يتعايش مع جدارية محيط: ما هي مشروعاتك الجديدة لتقريب الفن من الجمهور؟ محسن: أريد أن ننزل بالفن للشارع ، لإزالة القبح من الشارع المصري، وقد عقدت اتفاقية بين وزير النقل ووزير الثقافة لأن ينتقل بعض الفنانون في صالون الشباب لتلوين عربات قطار كامل، كي تطوف محافظات مصر جميعا، فيشاهدها أكبر عدد من الجمهور، وكان من المفترض أن يقام هذا الحدث في مهرجان الإبداع التشكيلي هذا العام، لكن التأخير لم يكن بسببنا؛ لأن إدارة النقل تعتذر دائما عن الاجتماعات، وأرسلنا لهم خطابات رسمية لبدأ العمل ولم يستجيبوا لنا حتى الآن. وننوي إقامة أعمالا نحتية تتفق مع طبيعة مواقع مصرية بعينها ، ومن ضمن الأفكار تحويل سور شارع السودان لعمل نحتي عبارة عن أشخاص وأطفال تتسلق هذا السور، وهذا سيكون أكثر جاذبية للجمهور، أكثر من مجرد تمثال ميداني .ولكنني لا أملك الميزانية الكافية لعمل ذلك. لدي مشروع آخر وهو تجميل وتلوين المباني العشوائية التي نراها على جانبي الطريق "الدائري" ، وتوجد مدرسة مكسيكية لمعالجة هذه الأمور بطريقة غير مكلفة، ونحن بصدد اتفاق مع شركة أوراسكو لإعادة تلوين هذه البيوت بطريقة هندسية جمالية ، وبعد أن يتم عمل مجموعة بيوت كنموذج سيتحمس المسئولون ورجال الأعمال ، فنحن نسمع عن كم التمويل من جانب رجال الأعمال للمطربين ولاعبي الكرة ، أفلا يكون الشارع المصري وتجميله ليكون حضاريا ولائقا بمصر حلما قوميا لنا جميعا . محيط: من أفضل فناني الشباب لهذا الموسم برأيك ؟ شعلان : خلال الموسم الماضي تألق فنانات يعملان بشكل مشترك، هما الفنان الفوتوغرافي أيمن لطفي، والفنانة المصورة ريهام السعدني، وهما من أبدعا البورتريهات الموجودة في مطار القاهرة الجديد، كما أقاما معرضا مشتركا في مركز الجزيرة للفنون هذا العام، وانضما لمنحة الفنان المقيم التي نظمتها مكتبة الإسكندرية، وشاركا أيضا في المعرض العام، كما حصل الفنان أيمن على جائزة دولية.