"الليلة الكبيرة" بإحساس إبراهيم البريدي في كونست أوبريت الليلة الكبيرة محيط - رهام محمود اختتم مؤخرا معرض الفنان إبراهيم البريدي، الذي افتتح تحت عنوان "الليلة الكبيرة"، وذلك في قاعة "كونست" في وسط البلد. تناول الفنان البريدي أوبريت "الليلة الكبيرة" تلك المسرحية الغنائية الشهيرة التي حفرت في أذهان المصريين، وترسم بمجرد سماعها البهجة على وجوههم . البريدي حول عرائسها إلى عمل تشكيلي محكم، مستخدما خاماته وأدواته التي تعتمد على طريقة "المرج خيط" . وكان لشبكة الإعلام العربية "محيط" حوار مع الفنان . محيط: حدثنا عن "الليلة الكبيرة" في معرضك الجديد؟ البريدي: هذا المعرض يضم 36 لوحة عن الحارة الشعبية، ضمنهم "الليلة الكبيرة" كنوع من العودة للتراث. استخدمت في رسمي "الليلة الكبيرة" طريقة "المرج خيط"، التي تعتمد على إظهار الخيوط وليست إخفائها، وهي كأشغال "الخيامية"، وهذا سواء كانت خيوطي المستخدمة ملونة أو غير ملونة، لكنه كلما كانت الخيوط ملونة كلما أظهرت العمل الفني بشكل جيد. محيط: ما هي الخامات التي استخدمتها؟ البريدي: استخدمت خامة القماش، إما على قماش أو على الخيش الملون، كالبيج الطبيعي، وهذا هو معرضي الثامن الذي استخدم فيه نفس الأسلوب. محيط: لماذا اخترت "الليلة الكبيرة" لتتناولها في معرضك؟ البريدي: حينما ذهبت لرؤية مسرح العرائس المقام في منطقة العتبة، شاهدت العرائس في حالة يرثى لها، حيث كانت مهملة وممزقة؛ ولذلك فكرت في رسم "الليلة الكبيرة" بنفس تصميمات ناجي شاكر الذي صمم عرائس الليلة الكبيرة مع أشعار صلاح جاهين وموسيقى سيد مكاوي . احتفظت بنفس رسوم العرائس المجسمة، لكنني عالجتها عن طريق الرسم، وذلك في مساحة قدرها أربعة أمتار × متران، مقسمة إلى مشاهد، كل منها مساحته متر × 70 سنتيمتر، وهي تضم كل مشاهد "الليلة الكبيرة"، التي تبلغ 16 كادر غنائي، من بينهم الأراجوز، بياع الحمص، أم المطاهر، طار في الهوا شاشي، البمب وشجيع السيما، وهم من البارزين فيها. محيط: هل اختيار مكان العرض متصل بالموضوع؟ البريدي: بالطبع؛ لأن "كونست" قاعة بداخل مقهى ثقافي في منطقة وسط البلد، التي تحمل الجو الرمضاني المزدحم بالأشخاص، والذي يضم الأطفال والكبار والعازفين، واعتقد أن اختيار هذا المكان موفق جدا لأنه أكثر جماهيرية، فالمعرض ارتاده عددا كبيرا من الجمهور. محيط: ماذا عن مسيرتك الإبداعية خلال مراحلك المختلفة ؟ البريدي: بدأت كرسام كاريكاتير، وكان اتجاهي سياسي، عملت أربعة سنوات في جريدة العربي الناصري، كما رسمت في جريدة الأسبوع، آفاق عربية، القاهرة، ومجلة الراية المصرية، وبدايتي كانت مع حزب الوفد. توقفت منذ عام 2006 تماما عن الكاريكاتير عدا تجاربي مع الفنان مصطفى حسين، كما أنني أرسم في مجلة قطر الندى والعربي الصغير الكويتية للأطفال، وحصلت على جائزة سوزان مبارك لرسوم الأطفال ثلاثة مرات، في عام 2002، و2004، و2006 عن كتب عالم واحد، أحلام الطفولة، والعالم المصري. وأنا اعتبر لحظة توقفي عن الكاريكاتير وتناولي الرسم بطريقة "المرج خيط" هي لحظة تحول في حياتي. محيط: حدثنا عن الورشة الفنية التي ستقيمها في "كونست" خلال المرحلة القادمة؟ البريدي: هذه الورشة عن تعليم الرسم بطريقة "المرج خيط"، وقد أقمتها سابقا في دار الأوبرا المصرية، ووزارة البيئة والثقافة، وستكون الورشة مفتوحة لمن يريد الانضمام لها، كما لم نشترط سن معين للالتحاق بالورشة، وسنستقبل أطفال وشباب وكبار، وستستمر الورشة يومين في الأسبوع على مدى شهر ونصف. محيط: ماذا عن خططك المستقبلية؟ البريدي: أنوي إقامة معرضي القادم عن "شارل شابلن"، الذي سأتناوله بشكل مختلف، حيث سأتخذ شخصية "شارل" بشكل آخر في القاهرة، فأنا أعيش هذه الشخصية في الشوارع المصرية مع الناس والأطفال وفي كل شيء، كما سيكون المعرض بنفس الأسلوب الذي استخدمته في معرض الليلة الكبيرة وهو "المرج خيط".