حينما رأيت الليلة الكبيرة في مسرح العرائس بتصميمات الفنان الكبير ناجي شاكر، تخيلت قدرتي علي معالجة الليلة الكبيرة عن طريق الرسم، وهو ما تحقق، فأنجزت رسومات قدرها أربعة أمتار في أربعة أمتار، مقسمة إلي مشاهد، كل منها مساحته متر في 70 سنتيمتراً، وهي تضم كل مشاهد الليلة الكبيرة، التي تبلغ 16 كادراً غنائياً من بينهم الأراجوز، بياع الحمص، أم المطاهر، البمب وشجيع السيما".بهذه العبارات أجابني الفنان إبراهيم البريدي عن سؤال خاص برؤيته التي حكمت معرضه الذي استضافه مركز شبابيك الثقافي، وفيه حول الليلة الكبيرة، أشعار صلاح جاهين، وموسيقي سيد مكاوي، إلي مجموعة من الرسومات، التي أضاف إليها لوحة تعكس فرح الشباب بنجاح ثورة يناير.. فبحسه الفني شعر أنه لايمكن بعد الثورة أن يكتفي بالشخوص التاريخية لليلة الكبيرة، دون أن يضيف عملا يلخص شعار " الشعب يريد إسقاط النظام"، فقد ألبسهم زي العيد ليحتفلوا يثورتهم وهم في حالة بهجة وسعادة، مستغلا خبرته السياسية، فقد بدأ عمله الفني رساما للكاريكاتير السياسي، وهو أيضا- مبدع في مجال الرسم للأطفال، وصاحب موهبة في استخدام الألوان الناطقة للأحداث التي يعبر عنها. البريدي اعتمد علي رؤيته التشكيلية في استخدام العرائس، التي يري أنها معبرة عن البيئة المصرية، ويروي لي أنه عندما عرض مجموعة من العرائس في المعرض، الذي أقيم بميدان عابدين بعنوان " الفن ميدان" حازت علي إعجاب شديد من المترددين، لأنها عكست لديهم شعورهم بالعروسة النابعة من بيوتهم، وليست القادمة من بيئة أخري. التجربة السابقة أشعرت البريدي بأهمية أن تضم لوحاته عرائس مصرية بألوانها الزاهية الفرحة، مستخدما خامات من القماش والخيش الملون. الفنان استخدم ما أطلق عليه بطريقة " المرج خيط" وهي طريقة تعتمد علي إظهار الخيوط وليست إخفاءها، وهي كأشغال الخيامية، ولكن الفرق " أنني استخدمت هذه الطريقة في الخيوط الملونة أو غير الملونة علي حد سواء".