استهلت مكتبة "حنين" فعاليات الأسبوع الثقافى باقامة أمسية ثقافية للشاعرة السورية لينا الطيبى تحت عنوان "أيامٌ عربية" ، وسط حشد من المثقفين والمبدعين علي رأسهم محمد صلاح العزب والروائى خضير ميرى، والشاعر هادى الحسينى، والإعلامية بسنت حسن. وأشاد الناقد والروائى طارق إمام في افتتاح الأمسية وفقا لصحيفة "اليوم السابع" المصرية بلغة الشاعرة السورية، مؤكدا أنها أبرز ما يميزها بما تحمله من معان تكسبها روح الحياة وتمدها بالبقاء. وأضاف إمام أن شاعرية لينا الطيبي تفتح مجالات أعمق للفهم وآفاقا لا نهائية، بحيث لا يستطيع القارئ فهم دلالات القصيدة إلا بعد أن يتعمّق فيها ويتأمّل رموزها، رغم تجربتها العُمرية والشعرية التى تتجاوز العشرين عامًا. وأشار الي أنه في تلك الفترة القصيرة قدمت الطيبي خمسة دواوين "شمسٌ فى خزانة"، "هنا تعيش"، "صورة شخصية"، "أهز الحياة"، "مقسومةٌ على صفر"، وينقسم ديوانها الأخير الي أربعة فصول "أؤخر النهار..أقدم الليل" ويضم ست عشرة قصيدة، و"اسنفجية قاسية" ثمانى قصائد، و"صورة حب" سبع عشرة قصيدة، و"منمنمات" أربع قصائد. ثم ألقت لينا الطيبى مجموعة من أروع قصائدها مثل "شمسٌ فى خزانة"، "لو مت"، "سؤال الحب"، "مساء رجل"، "وردة الليل"، "نومٌ"، "على حافة الحياة"، "اكتشاف"، و"نعناعُ الأهل". واحتفت الأمسية بالذكري الأولي للشاعر والمناضل الفلسطيني الراحل محمود درويش، حيث اختتم الحفل بقراءتها قصيدة "الإيقاع والنثر" والقصيدة فى حوار مع قصيدة للشاعر بناءً على رغبة الحضور. نقرأ من ديوانها " أهز الحياة " .. " صمتٌ يتمّم ركعتي" أمنية لو بوسعي.. لو بوسعي فقط أن أطير بلا جناحين، وبلا فوضى تهبّب الرياش. لو بوسعي أن أمضي في السماء مثل قوس قزح وحيد؛ لليلة واحدة أضيء، ومن ثم يحرقني المغيب. ***** أهزّ الحياة من بعيد وقفتُ أُحدق بالممرات الكثيرة التي تركتُ بالأشجار التي تمايلتْ عند خطوتي بالماء الذي موجته أحجاري الصغيرة بالسفن التي عبثت بأحلامي بالشمس تجدل أسمرها بالقمر يضوي وبالنجمة تنحدر لتلامس ما كان شباكي من بعيد نظرتُ يدي تهزّ الحياة وقلبي ينتفض ومن بعيد رأيتني أهرب مما كانت حياتي أُودِعُ أسراري الصغيرة في سماء تواريني؛ أرتوي بماء عيني وأهتدي بالمطر يلامس ما كان لي. من بعيد، ومن صخرة يدي ومن هُتاف جريح من تطلع الشمس إلى بريقها من خفوت الرعد ومن هواء مدّد صوتي. من بعيد، ومن خط في السماء لامس الأزرق ونهض في قبلة فمي من صوت فلَّق الموسيقى تركني عند وحشتي من تهامس الصوت من بعيد طيوفي تتراقص ورأسي تميلُ غبطتي كل ما تبقى مني. صمتٌ يتمِّم ركعتي عندما أعبر الصمت أتعرف وجهك في الظلال الكثيفة أتركك إلى يدي تتلمس خطوتك على التراب صيفك المشغول بالليلك. والناي الذي يرجِّف الأنفاسَ يفتحُ العين على لؤلؤها يخطفُ القلبَ بنداء يسطع كالألم، يندى البلورُ فأفلتُ هدبي يغفو ويبكيني. كنتَ أحلامي، وكنتُ أجتازُ ما وددت، أتركُ لكل يوم شمعة وأمشط الصور بتسريحتي؛ أؤجلُ شغفي بالممرات المعتمة وأسدل الستائر لأتقمص وحدتي. كانت الشجرةُ في تكسُّر ضحكتها تردّني إلى الخريف في جبيني، فأجمعُ زجاجاً تكسَّر وشظى صورتي أُلملم الجروح الصغيرة والقبل وأرتدُّ إليَّ. في كل مرة حلمتُ ردّني الله إلى ركبتي جلستُ، وصليتُ وتساقط تعب عن كتفي كنتُ حلمتُ بالسنونوة تخطفُ قمحها من راحتي أتلمسُ جناحيّ وأتلمسُ الطيران في جناحيها. الله كان يحبني. مراراً تَخَطَّفتُ بصور رسَمَتها أصابعي نديةً؛ كما لو أنها خرجت من موجة البحر. كنتُ رأيتُ القمر يتوارى في راحتي فأتحسّسُ أصابعي خشية أن يفلتَ ولما أُباعدها كان نهر عظيم يستدلُّ على اليباس فأرتوي. عندما صهيلك المفرد يضجُّ في العراء يخطُ خطوتي ويطلقني هامسة؛ أنكمش إلى صدري كي لا أفلتكَ آخذ خطوتي لأميل بها لأقف عند شارع وأستنجد بالصمت يُتَّمِمُ ركعتي.