النجف: مئة واحد عشر عاما على ولادة الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري, وثلاثة عشر عاما على وفاته, ولد الجواهري في السادس والعشرين من يوليو 1899 وتوفي في السابع والعشرين من يوليو1997 في النجف نشأ وترعرع في أسرة محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر, كان أبوه عالما من علماء النجف اراد أن يكون الجواهري عالما مثله لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. اشترك الجواهري في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية , ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق , ثم ترك العمامة الدينية كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد, فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة "الفرات" وجريدة "الانقلاب" وذلك في أواخر عام 1936 إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي. وعندما أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة, فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً, و بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى "الرأي العام", وقد انتخب الجواهري عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين. وفي عام 1961 واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ حيث أقام فيها سبع سنوات, وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه بريد الغربة , وفي عام 1968 عاد إلى العراق وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر. اما أول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر يناير عام ,1921 وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية, كما نشر أول مجموعة له باسم "حلبة الأدب" عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين, كما أصدر في عام 1928 ديواناً سماه بين الشعور والعاطفة نشر فيه ما استجد من شعره وفي عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم ديوان الجواهري وفي عام 1969 صدر له في بغداد ديوان "بريد العودة", واصدرت له وزارة الاعلام في عام 1971 ديوان " أيها الأرق" وديوان "خلجات". الجواهري الذي لقب ب "نابغة النجف" ولد وتوفي في الشهر نفسه, وكان الفارق يوماً واحداً ما بين يوم ميلاده ووفاته توفي في إحدى مشافي دمشق عن عمر يناهز الثامنة والتسعين, ووفق صحيفة "العرب اليوم" الأردنية دفن في مقبرة الغرباء في السيدة زينب في ضواحي دمشق, تغطيه خارطة العراق المنحوتة على حجر الجرانيت, وكتب على شاهد قبره قصيدة حملت اسم "يادجلة الخير" نظمها الشاعر في براغ شتاء عام 1962 ويقول فيها: حَيّيتُ سفحكِ عن بعدٍ فحييني يا دجلة الخير, يا أمَّ البساتين حييتُ سفحك ظمآنا ألوذ به لوذَ الحمائم بين الماء والطين يادجلة الخير يانبعاً أفارقهُ على الكراهة بين الحين والحين يقول الشاعر الجواهري في قصيدته يا شعب: زعموا التطرف في هواك جهالة أكذا يكون الجاهل المتطرف هذا فؤادي للخطوب دريئة وأنا المعرض فيكم فاستهدفوا أما هواك فذاك ملء جوانحي تحنو على ذكراك فيه وتكلف يا شعر نم على الشعور فكم وكم نمت على زمر العواطف أحرف