في اطار فعاليات ملتقى الاستعمار والحركات التحررية في أفريقيا الذي تحتضنه الجزائر أكدت خليدة تومي وزيرة الثقافة أن الاستعمار التي عانت الدول الإفريقية من ويلاته لم يكتفي بنهب ثرواتها الاقتصادية والبشرية وإنما عمد الي محو ثقافتها وتراثها. وأشارت تومي خلال الملتقى الدولي الذي انطلق بمشاركة كوكبة من الشخصيات التاريخية الوطنية والإفريقية، علي رأسها الرئيس الموزمبيقي السابق مارسيلينو دوس سانتوس، والأمين العام السابق لمنظمة الإتحاد الإفريقي سالم أحمد سالم، أن قوي الاستعمار هدفت بالأساس الي طمس الحضارات العريقة. مشيرة أن القارة السمراء لم تتحرر طالما الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية مستعمرة. واعترفت وزيرة الثقافة وفقا لما ورد بصحيفة "الخبر" الجزائرية أن القارة السمراء لم تتمكن من دخول التاريخ "نكرانا للديناميكية" والتغيّرات الكبرى التي شهدتها عبر التاريخ، مضيفة أن الاحتلال سعي لاستئصال الأنسجة "السوسيوثقافية" في أفريقيا ومحوها. ومن جانبه أكد وزير الشباب والرياضة والثقافة الناميبي ويلام لونجور أن الجزائر قدمت الكثير من المساعدات لمختلف الحركات التحررية بالقارة، حيث لعبت دورا فعالا في دعمها ولولاه لأخذت الحركات التحررية منحى آخر. وتحدث سالم أحمد سالم عن الدور الذي لعبته منظمة الوحدة الإفريقية لتصفية بقايا الاستعمار في أفريقيا، مؤكدا على أهمية إدراك الأجيال الحالية والمقبلة الجهد الذي بذله الأولين لتحرير القارة الإفريقية، عدا الصحراء الغربية. وبدوره وضع محامي جبهة التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية جال فيرجيس الاستعمار والنازية في نفس الخانة، مشيرا إلى المجازر التي اقترفها الجيش الاستعماري الذي كان يقوده بيجو وسان آرنو في الجزائر وجزر موريس ورسخ إيديولوجيات العنصرية. ويلقي الاستعمار والحركات التحررية في أفريقيا الضوء على الموضوعات المتعلقة بتاريخ الاستعمار في أفريقيا، على مدار 4 أيام متتالية وسط مشاركة من الأطراف الفاعلة في حركات تحريرية تمثل 25 بلد أفريقي.