دافوس: شككت منظمات غير حكومية في جدوى ومصداقية فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي ستبدأ اعمال دورته السنوية بمنتجع دافوس في الفترة ما بين 27 و 31 يناير الجاري والذي يواكب الذكرى السنوية ال 40 لتأسيسه. وقال بيان صادر عن منظمات "اعلان برن" وفرع منظمة "غرين بيس" و"عين الرأي العام على دافوس" السويسرية غير الحكومية، إان المنتدى يصر على التمسك بدوره على الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا بينما مني بالفشل في جميع مساعيه بدليل فشل العولمة ونظريات الليبرالية الاقتصادية التي تسببت في الازمة المالية والاقتصادية العالمية. واكد المتحدث الإعلامي باسم منظمة "اعلان برن" اوليفر كلاسن أن المنتدى اعرب في العام الماضي عن رغبته في اعادة صياغة العالم بعد الازمة ليطل علينا هذا العام بشعار تحسين الأوضاع من خلال اعادة التفكير في المنهج الاقتصادي العالمي دون ان يقدم تقييما لمسيرته واين اخفق ولماذا. كما يطالب تحالف المنظمات غير الحكومية المناهضة للعولمة ادارة المنتدى بضرورة الكشف عن تقييم مسيرته واخفاقاته ونجاحاته وموارده المالية ونفقاته كما يرى اهمية تقييم المبادرات التي دشنها المنتدى خلال السنوات الماضية تحت مسميات مختلفة. ويستند التحالف في مواقفه وفقا لما ورد في وكالة الأنباء الكويتية "كونا" إلى تصريحات لكبار الاقتصاديين انتقدوا المنتدى الاقتصادي العالمي اذ يشير كلاسن الى تصريح للديبلوماسي الأمريكي ريتشارد هلوبروك لعام 1997 وصف فيه منتدى دافوس بأنه "اكبر خدعة في العالم" في حين يصر المنتدى في كل عام على محاولة تبرئة نفسه بأن "الأمر يختلف هذه المرة". وترى المنظمات ان منتدى دافوس ليس ورشة اصلاح وعلاج العالم من مشكلاته الآنية بل ناد مغلق يجتمع فيه كبار رجال المال والأعمال للسيطرة على صناع القرار السياسي والتأثير عليهم. وسيقوم تحالف منظمات "اعلان برن" و"غرين بيس" و"عين الرأي العام على دافوس" بافتتاح ندوة موازية لأعمال منتدى دافوس يستعرضون فيها أكثر الشركات انتهاكا لحقوق الانسان والبيئة في العالم وتلك التي قدمت مثالا سيئا على الالتزام بمعايير العمل الاقتصادي النزيه. وكانت سويسرا قد شهدت السبت الماضي اولى مظاهرات التنديد بالمنتدى والعولمة بمدينة "لوتسرن" وسط البلاد حيث طالب المتظاهرون بالتضامن الاجتماعي "لمواجهة تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية بعد ان فشلت الرأسمالية في تحقيق عالم أكثر أمنا واستقرارا". ومن المقرر أن يلتقي قادة السياسة والاقتصاد فى العالم خلال الفترة 27 و 31 من يناير القادم في الدورة الأربعين لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي لمناقشة جدول أعمال المنتدى الذي يعقد دورته القادمة تحت شعار "من أجل عالم أفضل: إعادة النظر، إعادة التصميم، وإعادة البناء ". ويذكر أن المنتدى سيركز هذا العام على ستة محاور رئيسية تدور حول تعزيز التعاون الاقتصادي والرفاه الاجتماعي وكيفية تخفيف المخاطر العالمية والجاهزية للتعامل مع الفشل وضمان التنمية المستدامة وكيفية المحافظة على الأمن وتعزيزه ووضع الأطر القيمية وكيفية بناء مؤسسات فعالة. وأشارت وكالة الأنباء القطرية "قنا"إلى أن أكثر من 2500 خبير ومختص سيشاركوا في أعمال المنتدى القادم نصفهم من قطاع الأعمال وأكثر من 900 من كبار المسئولين التنفيذيين في مواقع إستراتيجية لشركات عالمية في أهم القطاعات كالصناعات الأساسية والمؤسسات المالية وتكنولوجيا المعلومات والالكترونيات والإتصالات السلكية والاسلكية والنقل والطاقة والصحة والإعلام والخدمات المهنية. ويشارك أيضاً في الاجتماع 25 ممثلا للاقتصادات الاسرع نموا لبلدان صغيرة حول العالم , من بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء المالية والاقتصاد ، وزراء الشؤون الخارجية وكذلك حكام ورؤساء بلديات من أفضل المناطق والمدن في العالم. والجدير بالذكر أن المنتدى الذي انطلق عام 1971 بسويسرا ويعقد اجتماعاته السنوية دوريا في جبال الألب ويجمع نخبة من كبار رجال الأعمال وأثرياء العالم، عقد دورته الماضية تحت شعار "شكل العالم بعد الأزمة الاقتصادية".