رام الله: هدد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بالانسحاب من مفاوضات السلام المباشرة المزمع استئنافها قريبا، اذا ما قررت اسرائيل مواصلة الاستيطان. وقال عريقات إن على إسرائيل ان تختار بين السلام والاستيطان، موضحا ان عباس ابلغ الامريكيين وكل الاطراف العربية والدولية بهذا الموقف لانه لن يكون مفاوضات مع الاستيطان. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية اعلنت موافقتها على طلب واشنطن استئناف مفاوضات السلام المباشرة . وقال عريقات عقب اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن الرئيس عباس بعث برسائل هامة إلى أطراف الرباعية الدولية يحدد فيها الاسس الفلسطينية للذهاب إلى المفاوضات المباشرة. وأوضح أن هذه الاسس أولها وقف الاستيطان بشكل كامل بما في ذلك في القدس، ووقف هدم المنازل في القدس. ومن هذه الأسس أيضا بحسب عريقات، الانسحاب الإسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدسالشرقية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على هذه الحدود كمرجعية للمفاوضات. وأشار إلى أن الحل يجب أن يستند إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بهدف انجاز حل وسلام شامل في المنطقة. بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه "إن القرار الفلسطيني واضح. نحن ذاهبون إلى المفاوضات على أساس بيان الرباعية وبخاصة الفقرات التي تنص على انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس". وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اعلنت الجمعة ان مفاوضات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين ستستأنف في الثاني من ايلول/ سبتمبر في واشنطن بحضور الرئيس المصري والعاهل الاردني وقد تسفر عن اتفاق خلال عام. واعتبرت اللجنة الرباعية أن مفاوضات السلام هذه بين الاسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن تنتهي خلال عام. ومن جانبه ، أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في بيان الجمعة ترحيبه بدعوة الولاياتالمتحدة الى بدء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين مطلع ايلول/ سبتمبر المقبل في واشنطن. وجاء في البيان ان رئيس الحكومة نتنياهو يرحب بدعوة الولاياتالمتحدة لبدء مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة. وأعرب البيت الابيض عن امله الكبير في نجاح هذه المفاوضات التي ستجرى مطلع سبتمبر / أيلول المقبل. وقال مستشار الرئيس باراك أوباما لمكافحة الارهاب جون برينان إن استئناف المفاوضات الذي أعلنته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يبعث "أملا كبيرا". واوضح برينان " ان الرئيس اوباما وإدارته يأملان في ان تبقى الاطراف على التزامها مهما بدر من كلام و حتى افعال من المنظمات المتطرفة او مجموعات الناشطين". وكانت قد اصدرت اللجنة الرباعية الدولية في نيويورك بيانا متزامنا دعت فيه هي الاخرى الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى بدء المفاوضات المباشرة موضحة ان هذه المفاوضات ستبدا في واشنطن لتستكمل في غضون عام وحد. واكدت الرباعية الدولية في بيانها هذا عزمها على دعم الطرفين خلال سير هذه المفاوضات وتطبيق الاتفاقية. ودعت اللجنة مجددا الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى الحفاظ على الهدوء والتحلي بضبط النفس والامتناع عن القيام باعمال استفزازية واطلاق تصريحات من شانها تهييج الخواطر. وكان من المتوقع منذ الاثنين أن تصدر اللجنة الرباعية بيان "دعوة للمحادثات". وقالت المصادر الدبلوماسية ان المفاوضين يناقشون صيغة المسودة الخميس. ويريد الرئيس الامريكي باراك أوباما أن تبدأ المحادثات المباشرة قبل 26 سبتمبر/ أيلول القادم بوقت كاف حيث من المقرر أن ينتهي في ذلك اليوم حظر مدته 10 أشهر فرضته اسرائيل على البناء في مستوطنات الضفة الغربية. ومن شأن العودة الكاملة لبناء المستوطنات أن يؤدي الى انهيار المحادثات في أفضل الاحوال. ولا يعتقد كثير من الفلسطينيين والاسرائيليين أن المحادثات المباشرة ستؤدي الى اتفاقية سلام قريبا أو أن الاتفاقية ستنفذ اذا تم التوصل أصلا الى اتفاقية.