اكد الدكتور محمد عصمت سيف الدولة الكاتب و المحلل السياسي ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية على ان غرور الأمريكان يدفعهم إلى التصريح بنواياهم الخبيثة لركوب الثورات العربية فى " مصر وتونس " وتحويلها إلى حدث يصب فى صالحهم ، مشيرا إلى ان الثورة المصرية وطنية خالصة فى انطلاقها بل وتأخرت نحو " أربعة عقود " منذ ان بدأ التطبيع مع الصهاينة والتسليم للكتالوج الأمريكى. وأضاف ، عبر لقائه ببرنامج "منتهى الصراحة" على قناة "الحياة2" أمس الجمعة ، أن أمريكا مرعوبة من وصول تيار وطني معادى لسياستها فى المنطقة ، يضيع عليها المكاسب التي حققوها فى عهد النظام السابق ، لذا فالغرب يسعى لدعم تيار صديق لهم فى مقابل التيارات المعادية لها.
وأوضح سيف الدولة أن السياسة الأمريكية تريد المحافظة على النظام الذي صنعوه بأيديهم منذ عام 74 وهذا ما ثار عليه الشعب المصري ، واخطر شيء فى هذا النظام هو تجريد " ثلثي " سيناء من الجيش المصري بما يهدد بإعادة احتلالها إذا تحالفت أمريكا والكيان الصهيوني على ذلك.
واكد سيف الدولة أن هناك خطط أمريكية لتسليم البلاد إلى حاكم فاسد عميل ليخدمهم مثل مبارك أو إلى طابور خامس من رجال الأعمال الذين صنعتهم المعونة الأمريكية الإقتصادية من خلال عشرات العقود التى تمت معهم على مدار الثلاثين او الأربعين عاما الماضية.
واوضح سيف الدولة أن القطاع العام كان يدعم المجهود الحربي وقد تم بيعه بناءا على تعليمات أمريكيه استجابت لها السلطات المصرية ، ثم جاءت المعونة الأمريكية التى بدأت منذ عام 78 ومن خلالها يتم التحكم فى ميزان القوى لصالح إسرائيل حيث أن كل الأسلحة وكل الطائرات حتى أجهزة المحمول يمكن لصانعها تعطيلها فى الوقت الذي يريده.
واشار إلى أن الثورة الشعبية أسقطت نظام التبعية والإنجرار نحو أمريكا جزئيا ، ولن يكتمل إلا ببناء نظام جديد معادي لسياسات أمريكا والصهيونية يستطيع أن يتعدى الخطوط الحمراء ويفتح الملف السري للعلاقات المصرية الامريكية متمسكا بالثوابت الوطنية مستردا للقطاع العام الداعم للمجهود الحربى تحت مظلة الرقابة الشعبيه بالإضافة إلى بناء إقتصاد وطنى يحررنا من التبعية.
وعن مداهمة مقار منظمات المجتمع المدنى ، ذكر سيف الدولة: "أننا قد تربينا سياسيا على ان العدو الرئيسي للأمة العربية والإسلاميه هو " الولاياتالمتحدةالأمريكية " وتبعية النظام السابق لأمريكا هو الأمر الذى أستدعانا للثورة على مبارك وهذا أهم من الأزمة الأخيرة بين المجلس العسكرى من جهة وما يسمى بمنظمات المجتمع المدنى".
وأوضح أن الدولة المصرية حاليا تحصل على مليار و 300 مليون معونة عسكرية و250 مليون معونة إقتصادية لذا فعين الدولة " مكسورة " ولا تستطيع وقف الأموال التي تعطى لبعض الأفراد والمنظمات المشبوهة ، ولهذا فامريكا تتحكم في القرار المصري لدرجة أن وزير دفاع أمريكا بانيتا يتصل بالمشير وينتقد اقتحام المنظمات ولا يستطيع أحد من المسئولين الرد عليه ، وعلى هذا فتصبح الدولة هى التى فتحت الباب الخلفى عبر المنظمات للتدخل فى الشأن الداخلى.
وشدد سيف الدولة على ان منظمة مثل فريدوم هاوس رئيسها كان مستشار في البنتاجون وليس حقوقي وهى منظمة مرتبطة بأجهزة المخابرات الأمريكية شانها فى ذلك شان المعهد الجمهورى والمعهد الديموقراطى .
ولفت سيف الدولة إلى أن الكيان الصهيونى لديه مشاريع لتقسيم مصر ، ولكنها غير قابلة للتنفيذ فمصر هى ثلث الأمة العربية تعيش إلى جوار النيل ، فيها مزاج اجتماعي فالمسيحي بجوار المسلم والبدوى بجوار الفلاح فالتقسيم في مصر صعب خاصة بعد الثورة التى أظهرت مدى الإلتحام و التضافر والوحدة منبها لقول البابا شنوده الذى قال " إن كانت أمريكا هى التى ستحمى المسيحيين فليسقط المسيحيون وتحيا مصر".