انتشرت في الآونة الأخيرة رسالة للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي موجهة ل "الأغلبية الصامتة" التي لا تتحرك بعد قتل أو جرح الأبرياء في ميادين الثورة ، وانتشر مقطع مصور على شبكة "يوتيوب" به مشاهد من ميدان التحرير تصاحبها كلمات الشاعر بالقصيدة بالكتابة والأداء الصوتي ، وقد حملت وجهة نظر "صاحبها" فيمن أوردهم من صور لدعاة دينيين انتقد موقفهم الرافض لاستمرار الثورة في الميدان . يقول الأبنودي : دمعى نزل عالطلل زى البلل والسيل فتت حيطانى وجرفنى فى مجارى الليل ظننتنى فارس اسد صنديد شديد الحيل يوم اللقا اتقدموا الفرسان لبحر الموت انكرنى صوتى القديم وانا مرمى تحت الخيل الفجر عمره ما قال لليل عن اذنك يطلع يغمض عنيك يصرخ يصم اذنك يهجم يعريك يخليك تحترم وزنك مش كنت بتغنى للفجر السجين يطلع ؟ اهو اندلع ليه مقابل فرحته بحزنك ؟ زى العدو انت صدقنى وكلك زيف فضيت لفتل القصايد يوم مابعت السيف وفى ساعة الحسم ترهن ذمتك برغيف اما الوطن فاتركه لحراسة الاندال لغربته فى الشتا وذلته فى الصيف فتح الحجر جبهتى وانا شايل الرشاش ربطت جرحى وانا بجرى وراك بالشاش انا بجرى بمرتبى وانت بتجرى بلاش وقبل ما يبلعك تحت المخيم ليل هاهديك رصاصة حجر يدك ما يمنعهاش صهيونى بزحف وراك يسبقنى ليك غضبي وهاقتلك احترام لوضعنا الادبى ارفع قناعى تلاقى وجهك العربى واهلك الصامتين فى صمتهم نايمين . عجبك على صمتهم لا يقل عن عجبى اخدوا على وجودى بينهم واستتب الامر خمرهم اللى عشانوا حبوا شرب الخمر ولما سكروا انتشى زيد من شتيمة عمرو لقيت خريطة وطنكوا فى العرا بترعش وغرست انا عالخريطة بايدى شاهد قبر بازحف وراك فى الضلام والحارة مسدودة خوفنى ليه الحجر وانا ماشى ببرودة يابو ايد طويلة اوى بشرايين مشدودة يا خيال ماته يا حارس غيطك العربى مشوفتش الغيط بتاكله منك الدودة يابحر اهجم اوى عالشطوط وارتد لا الريح مواتياك ولا فيه بحر ساعده حد من حارة تحت المخيم جوة شارع سد يا بعدى عن اخوتى يابعد اوطانى أنت حيطان الصفيح اللى متاويه الورد لسه مشبعتش طوافة ياللى بتطوف من سنين ؟ . لسه ماكرهت الليالى لسه ما شبعتش مشاهدة ؟ يا قمر حالك كحالى ضيعونا بالمعاهدة يا قمر هدوا قبورنا واستباحوا اللى فى صدورنا دمروا قلوبنا ودورنا حقنا اصبح خرافة وضعت يا بلدى الامين عالزتون والبرتقانة ارمى ضياتك امانة احنا يكرهنا اللى خاين واحنا تكرهنا الخيانة ياقمر وغيوم بتحجب دمنا لما يسرسب دنيا تحترم اللي يغلب حتى لو شيطان لعين صبور الصبر واعر للدماغ وللمشاعر. قلبى ندل وحزنه داعر ليتنى ما كنت شاعر كنت افلت من الكمين. صرختى بتموت فى همسى. ليتنى ما غادرت امسى ليتنى ما صاحبت نفسى. ليتنى ضميت خوامسى يوم ماقسمت اليمين . يا قمر انت المنارة الف وجه لالف حارة انت اطفال الحجارة ياقمر وانا طفل مين. هذا اوان البراءة وانت يابنى جرئ . وبتجرى عالموت عشان لسه نضيف وبرئ . وليك استاذة بيحترفوا النضال عالريق. الكدابين السماسرة اللى ليهم قلبين واللى يخلوا الفريق فى ساعة الف فريق. ودمكم هقبضه وهحطه فى جيوبى. وشمسكم مش هتشرق الا فى غروبى. الدم دمى تمام والتوب صحيح توبى. لكن الزمن انضجك انت وعرانى. دمك ؟ تعال بص اخر الليل فى مشروبى. قلبى معاك يا رفيقى انما عاجز . من كام سنة بعمل اللى ما عزت ولا عايز. وطن بيشرب دماه الخرة فى قزايز. كان لينا وجهة بقى لنا 600 وجهة واشتروا عمرنا بشلنات وبرايز. جرحك سرى فى الثرى وانا جرحى مش مفتوح. صدى الصديد فى الفؤاد نتن انين الروح. انا منتظر يا فتى موتك فارقنى وروح. مانا هقرى اسمك فى جورنان بكرة فى سريرى وربما تيجى صورتك عالتراب ماتروح. اخوة صحيح لكن فى المؤتمر والصوت لكن سامحنى بقى انا ماليش فى الموت . حلوة حياتى كدة وانا حاببها موت . يا منتظرنى الحقيقة انا اللى منتظرك . ولا تعالا ابرر عذرى مع عذرك. انا ثورتى لفظ كلمة حلم لاهو فكرك لو كنت اقدر ابيع عمرى عشان بكرة كان ليه سكت انتظر لما تبيع عمرك. ويابنى صحيتنا ليه صدقنا ما نسينا. صدقنا مراكبنا ما رسيت فى مراسينا . ونسينا جرح الجولان والدم فى سينا. جاى تبتدى القصة من الاول تقول اصحوا وانت المفروض تكون اول قتيل فينا. ينام العالم العربى ليلاتى زى ما بينام. بعواجيزه بفتيانه باطفاله بشبانه . قرى الجرنان وملا سيارته بالبنزين وشاف النشرة بعد الضهر وقال فى الانتفاضة كلام وحياها وبعدين نام. فى دى الليلة انا نايم وصاحى عدوى يدفن فى الشباب الحى ببلدوزرات. وخيات ليا مرمية من العالى بطيارات. نزل واحد على سريرى وانا نايم. جيت قايم وانا مفزوع احاول ابعد الجثة . اشيل الدم من الفرشة . الم ذراع كان منزوع وناشف انما مرفوع بيهتف لسه رغم الموت. يصحى القصة فى سريرى يشيل الحلم من راسى لقيت الريق مش مبلوع ومليش صوت او بنطق بصوت غيرى وقمت جريت للشارع رميت نفسى فى وسط عباد وناقشنا حكاية دفنكم احياء وقولنا يسقط الاعداء . وهددنا الصهاينة هناك بمية قبضة فى وش الجو وحييناك وهاجمنا عدو السو. لكن لما شعرت بجوع. انا حودت عالحاتى طلبت كباب معاه بيره. انا اصلى بحب اللحم والبيرة. سكرت وطفت بين الصحيان والوهم. وقشعر جسمى ساعة الحزن ليه هزة . خوفت وقمت هربت قوام لقيت نفسى فى قلب البيت . لقيت الفرش من غير دم عرفت انام انام والعالم العربى سبقنى ونام. يا خييى انت وحدانى انا صاحبك فى جورنانى . ساعة ما يدبحوك اصرخ واتلوى فى احزانى. لكن عمرى ما مديت يد احوش باليد مدة يد. انا موهبتى فى لسانى ومش موهوب فى شئ تانى. ولا مقاتل ولا محارب ولا مودى ولا جايب. حبيبك انما شفوى وقلباوى . لكن لا طبيب ولا مداوى . ولا بعرف اخوض الموت ولا ناوى. انا فى كل دة خايب . ومش ضهرك ومش سندك. ومش بلدى ومش بلدك. وبستغرب على جلدك . فلو هتحس بالحاجة لخيك يوم . هتنادى تلاقينى فى عز النوم . انا والعالم العربى ليلاتى زى ما بننام. عارى الايدين والقدم واقف لاعداؤكم . هوا النهاردة هنا بكرة تلاقوه جالكم. فهل هتخرج تواجهه زيى اطفالكم. ولا سواقى النضال وقفت وماءها جف. بحب حالى فى يوم ما بشوف احوالكم. وساوموا بينا يا تجار السلام ساوموا. انا الفتى الحر اللى علته قومه. قومه اللى يوم ماناديهم يطرشوا ويعموا . وهانطلع احنا اللى فرطنا فى اراضينا . وهتطلعوا انتوا يومها كنتوا بتقاوموا . ياثورة لا ليها عم ولا اخو ولا خال. قدرك وطنى يشترى الوطنية بالاموال. وانا قدرى احلم بصوتك وبدوام دمك. وبيوم يملوا الكبار الفرجة عالاطفال...