التنظيمات المتطرفة تستهدف الأقباط لإحراج الدولة الأمن "استسهل" النزوح..والحكومة تعاملت ب"رقي" ما يحدث للأقباط يشبه ما جرى لهم في الصعيد سابقا أثارت قضية نزوح الأقباط من سيناء إلى الإسماعيلية كثير من الأسئلة لدى الرأي العام، حول سيطرة الدولة على العريش ولماذا كان النزوح هو الحل، وهل شهدت مصر في تاريخها ذلك من قبل. "محيط" تحدث إلى الكاتب والروائي حمدي البطران وهو لواء شرطة بالمعاش، حيث أوضح أن قضية الأقباط في سيناء طفت علي السطح فجأة، وتحولت إلي قضية تتناولها وسائل الإعلام , ما بين حاقد علي الدولة , وحاقد علي المجتمع . القضية ببساطة أن التنظيمات المتطرفة في شمال سيناء استهدفت الأقباط في العريش بعملياتها. كنوع من الضغط على الدولة, لإظهارها بمظهر العاجز عن السيطرة على سيناء وحماية المواطنين، وهو ما يعيد للأذهان ما كان يفعله تنظيم الجماعة الإسلامية في الثمانينات, وقيامهم باستهداف الأقباط سواء بفرض الاتاوات عليهم أو مهاجمة محلات الذهب التي يمتلكونها, او حتى قتل النشطاء منهم, وهو ما شهدته منطقة صعيد مصر من حوادث قتل استهدفت أطباء وأثرياء . كان هدف الجماعات الإسلامية وقتها إحراج الدولة وإظهارها بمظهر العاجز أمام المجتمع الدولي . قضية نزوح الأقباط تشي بخطورة محتملة, لأن هناك في جنوبسيناء دير سانت كاترين الثري العالمي . والذي صمد كثيرا من آلاف السنين , فالخشية من وصول المتطرفين إليه وقتها , سنكون في وضع حرج أمام العالم أجمع . يواصل: بدأت التنظيمات الإسلامية الجديدة في استهداف الأقباط عندما قامت بعملية في الكنيسة المرقسية، وتفجير عبوات ناسفة بها في 11 ديسمبر 2016, ثم بدات في التعرض للأقباط الموجودين في العريش . والمعروف أن العريش لم تشملها العمليات الإرهابية , وكانت كلها تتركز في مدينة رفح والقري الحدودية الأخري , بينما كانت العريش تنعم بالهدوء.كما قامت تلك التنظيمات بقتل سبعة من الأقباط , وهددت الأقباط بقتلهم , مما جعل باقي الأسر تفر من العريش إلى الوادي . غير أن الملاحظ أن محطات وصول الأقباط كانت في الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية, بوصول بعض الأسر القبطية النازحة يوم 24 فبراير , ثم توالي وصول العائلات القبطية النازحة , وهنا بدأت الدولة تتدخل, وقام بعض الوزراء في الحكومة بالسفر إلى الإسماعيلية لتسهيل عملية توفير مقرات لإستيعاب تلك الأسر, وتقديم العون اللازم لهم, وأوجه الرعاية الصحية والتعليمية لأبناءهم . تعاملت الحكومة مع المشكلة ككارثة طبيعية يتعين عليها تقديم الدعم المادي للنازحين واستيعابهم . وبدا من خلال تعاملها أنها تستعد لإستضافتهم مدة طويلة, كان تعامل الحكومة راقيا , وتعاملت مع المشكلة بنوع من الجدية . ولم تتعامل مع الواقعة من جانب أمني، ولم يقل أحد بانهم سيقومون بتأمين الأسر القبطية الموجودة في العريش , وظهر تصريح لوزير الداخلية ومدير أمن جنوبسيناء ليقول ان الأمن لم يطلب منهم مغادرة سيناء . بالطبع لم يطلب منهم أحد المغادرة , ولكن الخوف كان الهاجس الأكبر على النزوح , وهو مماثل لما يحدث في جنوب مصر عندما يقع تصادم بين عائلة فقيرة وعائلة قوية , فإن القوية تفرض علي الضعيفة ان تنزح من القرية , تحت بصر وسمع الأمن , ويقوم الأمن بإجبار افراد العائلة الضعيفة على التوقيع على محضر , يفيد أنهم غادروا طواعية من أجل عدم الرغبة في النزاع أو خوفا من القتل. الأمن يقوم بإستسهال النزوح , مقابل أن يطوي صفحة النزاع , ويستريح من هم حماية الضعفاء , وهو نفس ما حدث في سيناءوالعريش , حيث ساعدههم على الإستقرار في أماكن نزوحهم . نتمني أن يتحقق الأمن في سيناء بأسرع ما يمكن ويبسط الجيش سيطرته علي تلك المناطق, حتي يعود هؤلاء الأقباط لبيوتهم وممتلكلاتهم .