افتتح وزير الآثار الدكتور خالد العناني ومدير عام منظمة "اليونسكو" إيرينا بوكوفا، التي تزور مصر حاليا، قاعة العرض المؤقت بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، والتي تبلغ مساحتها حوالى 800 متر، وتستضيف معرض "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور"، الذي يضم 420 قطعة أثرية تحكي تطور الحرف المصرية على مر العصور التاريخية وحتى الآن، وذلك في إطار الافتتاح الجزئي للمتحف. وأوضح وزير الآثار أن الافتتاح الجزئي للمتحف يأتي بعد 15 عاما من وضع حجر الأساس له فى عام 2002 والذي واجه تحديات ضخمة خلال تلك الفترة، خاصة وأنه مقام على مساحة كبيرة تبلغ نحو مساحة 33,5 فدان منها 130 ألف متر مربع من المباني، ويتوقع أن يضم 50 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور مصر القديمة وحتى التاريخ المعاصر. وأشار العناني إلى أن معرض "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور" يسلط الضوء على أربع حرف مهمة في تاريخ مصر وهي: "الفخار، النسيج، النجارة، المصاغ".. حيث توضح نشأتها وتطورها عبر العصور التاريخية المختلفة، موضحا أن المعرض يضم عددا من المجسمات والجرافيك توضح شكل صانعي هذه الحرف وملابسهم وهيئاتهم وكذلك المواد المستخدمة في الحرفة الخاصة بهم، كما تم إعداد شاشات إلكترونية كبيرة تعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية عن كل حرفة وتطورها عبر العصور. من جانبه قال المهندس محروس السعيد المشرف العام على المتحف إن من أهم قطع المعرض مجموعة الفخار الخاصة بعصور ما قبل التاريخ وكرسي للملكة حتب حرس والدة الملك خوفو، والذي يعد أول كرسي ملكي في التاريخ، وكرسي من الدولة القديمة مصنوع من خشب الرمان به 120 وحدة خشبية يوضح مهارة العمال في الصناعة وكيفية تجميع عروق الخشب، ومجموعة من نسيج القباطي، أجزاء من مشربيات، عدد من الأبواب الخشبية عليها زخارف هندسية ونباتية بالعاج، بالإضافة إلى مجموعة من الحلي من تراث سيوة والنوبة والصعيد ووجه بحري وسيناء. وأضاف أن تلك القطع الأثرية مختارة من المتحف المصري بالتحرير ومتحف النسيج بشارع المعز ومتحف الفن الإسلامي بباب الخلق والمتحف القبطي بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة بالإضافة إلى مخازن المتحف القومي للحضارة المصرية. وكان الدكتور خالد العنانى وزير الآثار قد أعلن فتح أبواب المتحف لاستقبال زائري المعرض بالمجان إلى جانب السماح بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو بدءا من غدا الخميس وحتى نهاية الشهر الجاري. وتعود فكرة إنشاء المتحف القومي للحضارة المصرية لعام 1982 عندما أعلنت منظمة "اليونسكو" إطلاق حملة دولية لإنشاء المتحف القومي للحضارة ومتحف النوبة بأسوان، وفي عام 1999 تم اختيار الموقع الحالي لمتحف الحضارة بالفسطاط بدلا من موقعه السابق بالجزيرة، وتم إجراء الحفائر الأثرية بموقع المتحف في الفترة من 2000 حتى 2005، وتم وضع حجر الأساس لمبني المتحف في عام 2002، ويضم المعرض مجموعة من المخازن لحفظ الآثار مجهزة بأحدث التقنيات العلمية الحديثة على غرار المتاحف العالمية مثل متحف اللوفر والمتحف البريطاني كما تم تزويد المتحف بمنظومة للتأمين والمراقبة حيث يحتوي على عدد كبير من الكاميرات تعمل على مدار اليوم لرصد أية حركة بالمتحف، بالإضافة إلى حركة فتح وغلق المخازن بشكل دقيق.