تعرضت منطقة بقايا "الحمام الروماني"، التي تقع خلف مقر الأحوال المدنية، بحي كيمان فارس بمدينة الفيوم، إلى التعدي من قبل حي غرب الفيوم عدة مرات، خلال الفترة الماضية، بإلقاء كميات من الأتربة ومخلفات المباني، عليها، من أجل ردم مستنقع مياه الصرف الصحي الذي يغرقها. وبحسب صفحة "الفيوم الآن" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يشكو سكان العمارات السكنية، المحيطة بالمنطقة، من انتشار برك مياه الصرف الصحي في المنطقة الأثرية، حيث تحولت إلى مستنقعات تنبعث منها الروائح الكريهة، والناموس والحشرات الأخرى، وأن حياة أطفالهم معرضة للخطر، مما دفع مسئولو حي غرب، إلى نقل كميات من الأتربة ومخلفات المباني والقمامة، وردمت جزء كبير منها. أيضا استنكر المهندس أحمد عبدالعال مدير عام اثار الفيوم قيام مجلس مدينة الفيوم بالقاء مخلفات البناء بمنطقة الحمام الروماني الآثرية بكيمان فارس بمدينة الفيوم. وأعرب عبدالعال عن حزنه وسخطه لما قام به ابراهيم موسي رئيس مجلس مدينة الفيوم بردم منطقة اثرية عظيمة دون الرجوع للآثار والمنطقة الآثرية بالمحافظة مؤكدًا أنه تقدم ببلاغ ضد مجلس المدينة لإلقاءه المخلفات والأتربة المختلطة بالقمامة ورواسب الترع في المنطقة الآثرية بحجة معالجة المنطقة من المياه الجوفية والحشائش وهو ما يمثل كارثة كبري لطمث معالم السياحة بالفيوم. كما طالب المستشار السياحي السابق لديوان عام محافظة الفيوم، الدكتور نبيل حنظل بسرعة التحرك للحفاظ على المعالم الأثرية والسياحية المعرضة للضياع ومنها قاعدتا تمثال امنمحات الأول وزوجته في قرية بيهمو بسنورس والحمام الروماني في حي كيمان فارس بمدينة الفيوم، وضمهم إلى خريطة الزيارة السياحية. يذكر أن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، اصدر قرارًا عام 2014 باعتبار الأراضى المملوكة للدولة بمنطقة "الحمام الرومانى" بحوض "كيمان فارس الغربى" بالفيوم والتي تبلغ مساحتها نحو 10 قراريط، أرض أثرية. تعتبر مدينة كيمان فارس بالفيوم واحدة من أعرق المدن المصرية القديمة وأهمها، وهي شاهدة علي مراحل تطور الدولة المصرية القديمة، وجميع أراضى كيمان فارس كانت أرضا أثرية، حيث كانت المنطقة عاصمة الفيوم أيام الفراعنة، وكانت تسمى مدينة "شيدت"، وازدهرت فى عصر الأسرة الاثنى عشر. ومنطقة كيمان فارس هى الباقية من مدينة "شدت"، والتى كانت عاصمة مصر فى عصر الدولة الوسطى الأسرة الثانية عشرة واسمها الحديث كيمان فارس، وسميت "ارسينوى" وهو اسم زوجة الملك بطليموس الثانى فى العصر اليونانى وسميت "كروديلوبوليس" أى مدينة التمساح وهى مدينة مهمة فى التاريخ المصرى، كانت أطلالها تبلغ مساحتها أكثر من 300 فدان، وكانت تضم أطلال معبد امنمحات الثالث وأطلال معبد بطليموس الثانى وأطلال حمامات رومانية، وتم تسليم الأرض سنة 1970 للأملاك الأميرية مع الاحتفاظ بخمس مواقع وهى معبد بطليموس والمعبد الشمالى والحمام الكبير والصغير والحمام الجديد وتم تسليم الأرض للمحافظة سنة 1980وبدأت المبانى. وبعد ذلك بنيت بالمنطقة المحيطة جامعة الفيوم والتعاونيات ومدارس مبارك كول والفرنسية وكثير من المبانى الحكومية، وبنيت جميع المبانى دون صرف صحى، مما أدى إلى تسرب مياه الصرف الصحى إلى المناطق الخمسة، وأدى إلى ظهور حشائش ولم تقم محافظة الفيوم بعلاج المشكلة وظلت المشكلة تتفاقم حتى تم عمل صرف صحى سنة 1995 وهى المحطة الصغيرة المبنية بجوار مبنى جامعة الفيوم. وتقوم الآثار سنويا بإزالة الحشائش ثم تنبت مرة ثانية، ودون سابق إنذار قام مجلس مدينة الفيوم بردم منطقة الحمام الكبير وهو من ضمن الخمس مواقع التى احتفظت بهم الآثار، وأثناء عمل مفتشى الآثار فى كيمان فارس وجدوا لوادر مجلس المدينة تقوم بردم الموقع، وتم إبلاغ شرطة السياحة، وتم عمل محضر تعدى باسم رئيس المدينة، وتم إرساله لشرطة السياحة والآثار لاتخاذ اللازم.