دمشق: ذكرت مصادر سورية أن دمشق يعثت مساء الأحد بردها على الجامعة العربية حول التوقيع على بروتوكول المراقبين، مطالبة بوقف العمل بقرارات الجامعة التي صدرت بحقها فور توقيعها على البروتوكول، ابتداء بموضوع تعليق العضوية وانتهاء بالعقوبات الاقتصادية. وذكر موقع "شام برس" السورى الاليكترونى أن مصادر الجامعة العربية أعربت عن توقعها بأن يتم التوقيع اليوم في القاهرة، بعدما استجابت لعدد من المطالب السورية بينها التنسيق المسبق حول مهمة المراقبين وإبلاغ دمشق بتشكيل فريق المراقبة وخلفيته وخبرته، والتخلي عن طلب زيارة مخيمات اللاجئين.
وقال الموقع إن المصادر رفضت الخوض في تفاصيل الرد، إلا أن معلومات تشير إلى أن سوريا طلبت وقف العمل بقرارات الجامعة العربية التي صدرت بحق دمشق فور توقيعها على البروتوكول ابتداء بموضوع تعليق العضوية وانتهاء بالعقوبات الاقتصادية. وجاء الرد السوري بعد أن قررت دمشق منح فرصة جديدة "لاختبار النوايا العربية تجاه سوريا".
وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد أرسل رسالة في وقت سابق إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أوضح فيها نقاطا مرتبطة بورقة البروتوكول.
وأكد العربي في رسالته، وفق مصادر الجامعة العربية، رغبة الجامعة في التنسيق مع سوريا في عمل بعثة المراقبين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في دمشق، "هناك تبادل للرسائل بين سوريا والجامعة العربية للتوصل إلى رؤية معينة للبروتوكول يمكن أن تسهل عمل المراقبين في سوريا، وتحافظ في الوقت ذاته على مصالح سوريا وسيادتها".مضيفا "دمشق تدرس هذه الاتصالات والرسائل".
وحول ما إذا تم اتخاذ قرار، قال مقدسي "إذا كان هناك نوايا حسنة، فإن الطريق سيكون مفتوحا أمام توقيع الاتفاق"، مشيرا إلى أنه سيعقد لقاء صحفى لشرح الموقف السوري من البروتوكول والتطورات الأخيرة المتعلقة بهذا الأمر.
وكان مسؤول قطري رفيع المستوى أعلن انه لا يتوقع وصول أي وفد سوري إلى الدوحة لتوقيع البروتوكول، موضحا أن "السوريين ردوا طالبين إيضاحات وتعديلات جديدة" على البروتوكول، مضيفا أن "الجامعة العربية رفضت" هذا الطلب. لكن المسئول القطري ترك الباب مفتوحا لتوقيع الاتفاق من قبل سوريا في القاهرة اليوم الاثنين .
وكانت الجامعة العربية قد أعلنت مساء السبت عن إمهال دمشق حتى نهاية يوم الأحد للتوقيع على بوتوكول نشر المراقبين، وإلا تعرضت للمزيد من العقوبات. وتشتمل العقوبات المقترحة كذلك فرض حظر على مبيعات الأسلحة العربية إلى سوريا، وتخفيض عدد الرحلات العربية من دمشق وإليها إلى النصف.
وتأتي هذه التطورات في الملف السوري بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحملة الأمنية المشددة التي تشنها السلطات السورية ضد المتظاهرين المطالبين برحيل الأسد، وبحسب احصائيات الأممالمتحدة فإن حصيلة القتلي وصلت إلي 4000 شخص.
وفي الشأن الميداني ، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ما لايقل عن 40 شخصا برصاص قوات الأمن والجيش والشبيحة من بينهم خمسة من الجنود المنشقين في عدة محافظات.
ونقل راديو "سوا" الأمريكي اليوم الاثنين عن المرصد السوري قوله إن الحصيلة الأكبر من القتلى تركزت في محافظة حمص التي قتل فيها أكثر من 26 مدنيا وعسكريا، إما بقية القتلى فسقطوا في محافظتي دير الزور وإدلب. الإطاحة بالأسد وفي غضون ذلك، أعلن نائب الرئيس الأمركي جو بايدن أن الولاياتالمتحدة وتركيا تفكران في كيفية مساعدة سوريا إذا تمت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقال بايدن إن رحيل الأسد لا يعني بالضرورة نشوب صراع طائفي موسع في المنطقة، وجاءت تصريحاته عقب مشاوراته مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول يوم السبت.
وأكد بايدن أن قضية انشاء منطقة عازلة لم يتم التطرق إليها خلال الذي جمعة بأردوغان. وبدوره ، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الأحد إن بشار الأسد يقود سوريا نحو السقوط في هاوية حرب أهلية من خلال تأجيج الأحقاد الطائفية بحملة القمع الدموية للمتظاهرين المناهضين لحكمه. واتهم فيلتمان المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عن شؤون الشرق الأدنى الأسد بالزج بالطائفة العلوية التي ينتمي إليها وتهيمن على الجيش وأجهزة الأمن في صراع دموي مع الأغلبية السنية. وقال فيلتمان للصحفيين في عمان "بشار الأسد هو الذي يعمق الكراهية الطائفية. انه يبدو عازما على تحقيق نبوءته وقوع سوريا في الفوضى والحرب الأهلية." وأضاف أن الأسد "يستخدم طائفة واحدة في سوريا.. يعتمد على أجهزة المخابرات التي تتألف إلى حد بعيد من طائفة واحدة في سوريا ويستخدمها ضد المظاهرات التي تتألف إلى حد بعيد من طائفة أخرى في سوريا". وأضاف "ولذلك عندما نتحدث عن الصراع الطائفي المتنامي في سوريا فهو يحدث بسبب ما يفعله بشار الأسد." وأضاف "لكن الطريق لإنقاذ سوريا من السقوط في الفوضى والحرب الأهلية هو التخلص من بشار ووقف أساليبه الآن لذلك نأمل في أن يحدث هذا على وجه السرعة." وقال إن الإدارة الأمريكية لا تريد التدخل العسكري في سوريا ولم "تستنفد السبل السلمية" حتى الآن لإرغام الأسد على إنهاء حملة القمع العسكرية التي وصل ^جمالي القتلى فيها إلى قرابة 4600. وأضاف "لا أعتقد أن أيا منا يريد أن يرى أي نوع من التدخل العسكري في سوريا لذلك نحن بحاجة لان ننظر ما هي الأدوات لدينا لنحاول أن نظهر للأسد والزمرة التي تحيط به أن إدارة سوريا كأسرة قاتلة تؤدي عملا ليست الطريقة المثلى للمضي قدما". وقال فيلتمان إن واشنطن التي شددت العقوبات على دمشق في الشهور الأخيرة تعتزم فرض عقوبات أشد لإلحاق مزيد من الضرر بالنخبة الحاكمة في البلاد. وأضاف "أعتقد أن هناك ألما يشعر به بعض الناس القريبين جدا من الدوائر العليا في النظام ومن غير الممكن التكهن بالتأثير على المدى طويل لكن بإمكاني أن أقول لكم إننا سنبحث عن سبل لمواصلة زيادة الضغوط على بشار الأسد" . وقال فيلتمان إن إيران التي تربطها علاقات وثيقة مع دمشق "تسهل قتل المواطنين السوريين. إنهم يقدمون الدعم للأسد يقدمون مساعدة فنية للاطلاع على اتصالات المعارضة". وأضاف "تعمل إيران بنشاط في محاولة مساعدة بشار في استخدام جميع الوسائل لإخماد الاحتجاجات السلمية في سوريا ولا يمكن تصور أن ذلك شيء طيب بالنسبة للعلاقة السورية الإيرانية على المدى الطويل وشيء على ما يرام بالنسبة لنا." وأضاف أن أشخاصا من حزب الله وإيران موجودون في سوريا موضحا "نحن لا نتحدث عن الآلاف والآلاف من الناس ولكن عن المساعدة التقنية بأعنف صورها". وشكك المسؤول الأمريكي في أن يشتبك حزب الله الذي يتمتع بدعم سياسي وعسكري قوي من طهرانودمشق مع إسرائيل لتخفيف الضغط على سوريا قائلا إن الظروف تغيرت من عام 2006 عندما خاضت الجماعة حربا غير حاسمة بمساعدة دمشق