نحن نسعد كثيرا عندما نسمع عن دخول أحد ما في الإسلام، ونسعد أكثر كلما نظرنا إلي مسلمي الغرب وهم يؤدون شعائرهم الدينية من صلاة ودعاء وغير هذا من المظاهر التي تعبر عن حب الله تعالي، ولكن هل فكرنا للحظة كيف يؤدون هؤلاء الشعائر ذاتها التي نؤديها نحن مسلمي العرب ؟ هل ينتهجون منهجنا أم يختلفون في بعض الأشياء عنا؟ ومن عجيب هذه العبادات التي يؤديها مسلمو الصين خاصة الصلاة، والتي اكتشفها داعية إسلامي خلال ممارسته لتجربته الدعوية، وقد بين فيها كيف بدأ الصينيون أول صلاة فجر.
بدأ الأمر بأن جلس الداعية أمام شيخ من مسلمي الصين يحكي له تجربته الدعوية .. ومن حوله مجموعة من جنود الكتيبة الصينية المشاركة في حرب الخليج الثالثة، وكان الشيخ قد أطرق برأسه إلى الأرض ليصغي باهتمام والداعية يحدثه قائلاً: " لقد قدِمَ هؤلاء للمشاركة في عمليات المساندة في شمال المملكة السعودية .. وكان لزاماً علينا نحن الدعاة إلى الله أن ندعوهم إلى الإسلام .. وأن نخرجهم من ظلمات الشرك والظلام ومن عبادة بوذا و كونفوشيوس وغيرهما من الأصنام إلى عبادة الله الواحد الأحد" . وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى في مهمتنا .. فأسلم عدد لا بأس به من هؤلاء .. وصرنا نعلمهم أركان الإسلام .. وندرسهم واجباته وفروضه .. وبدءوا بالفعل في أداة الصلوات في أوقاتها بعيداً عن قادتهم وكبرائهم .. ولم تكن المشكلة في صلاة الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء .. ولكن واجهتهم المشكلة في صلاة الفجر !!!!... فعندما عَلِم قادتهم بتجمعهم في خيمة واحدة ليتناوبوا السهر كي لا تفوتهم صلاة الفجر : فرقوهم بين الخيام ... فأخذ كل منهم ساعته المنبهة معه .. فلم يلبث قادتهم إلا وصادروها منهم أيضا !!!!.. وكلما وجدوا طريقة للاستيقاظ قبيل الفجر لأداء الصلاة في وقتها حاربهم هؤلاء القادة وسدوا عليهم المنافذ والأبواب... وفجأة توصلوا لطريقة غريبة ومبتكرة للاستيقاظ !!! ..! وإذا بالشيخ ينظر باهتمام أكثر للداعية المتحدث .. وللجنود الجالسين حوله والذين ينظرون إليه بإكبار وإجلال ، وواصل الداعية كلامه قائلاً:
لقد قرر كل واحد من هؤلاء شرب كميات كبيرة من الماء قبيل النوم لكي يستيقظ للذهاب للخلاء في الليل .. ومن ثم ينظر إلى ساعته ويعلم كم بقي من الزمن لصلاة الفجر !!!!.. فإن قارب الوقت : انتظر وصلى .. وإلا : شرب كمية أخرى من الماء !!!.. ومع تكرار التجربة عشرات المرات : استطاعوا تقدير الكميات المناسبة من شرب الماء التي تجعلهم يستيقظون في وقت : يكاد يقترب من وقت الفجر !!.. وبذلك استطاع كل منهم أن يؤدي صلاة الفجر في وقتها !!!!...
وعندها نظر الداعية إلى وجه الشيخ : فإذا عيناه تذرفان !!!!!... فهؤلاء هم حديثوا عهد بالإسلام .. فبلغ حبه في قلوبهم هذه الدرجة العالية ... فلماذا يا ترى ؟!... هل لأنهم عرفوا الجاهلية وفسادها .. ومن ثم علموا الإسلام وسعادته فتمسكوا به ؟؟.. فأين نحن من هؤلاء ؟!!......... بل وللأسف الشديد : مِنا مَن لا يصلي الفجر البتة .. بل وقد يسمع الأذان من المسجد القريب من بيته ولا يُجيب بغير عذر .. بل وقد يسخر من عباد الله الذين يؤدون هذه الصلاة الجليلة في جوف الليل .. ويظن أنهم قد فوتوا على أنفسهم الراحة ومتعة النوم .. وأنه هو الفائز بها !!!!.. بل وهناك من لا يصلي فرض ربه بالكلية .. لا ليلا ولا نهارا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. يقول الله عز وجل : " أن تقول نفس : يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله .. وإن كنت لمن الساخرين " .. الزمر – 56