يتزامن شهر يونيو 2016 مع حلول رمضان الكريم، وتخصص مجلة "الهلال" في عددها الجديد ملفا يضيء جوانب تاريخية ومعاصرة، تبدأ بمقدمة تاريخية عنوانها "الصيام قبل الإسلام في جزيرة العرب" لأحمد حسين الطماوي، ويكتب عرفة عبده علي عن جوانب جديدة في حياة الشيخ محمد رفعت، أما العمدة الثاني في مدرسة التلاوة المصرية فهو الشيخ مصطفى إسماعيل، ويكتب عنه الدكتور بدر الدين عرودكي ذكرياته عن قراءات قديمة استمتع إليها في حلب ودمشق بعنوان "معجز مصطفى إسماعيل". ويحصي الدكتور نبيل حنفي محمود "سبعة أسباب لتراجع مدرسة التلاوة المصرية" ويقدم اقتراحات عملية لاستعادتها حين تكون لدينا الإرادة، ويقدم الدكتور عصمت النمر بانوراما لتاريخ وأعلام التواشيح المصرية بعنوان "المختصر الفصيح في مدرسة الابتهالات والتواشيح"، ويكتب الشاعر ناجي عبد اللطيف عن "فن المدائح بعد أحمد شوقي"، والدكتور محمد فتحي فرج عن "الأدب الرمضاني في نثر شوقي والمازني"، أما المقال الختامي فللدكتورة رانيا يحيى بعنوان "لونيات رمضان الغنائية.. لوحات تشكيلية عابرة للأجيال".
وجاء في مفتتح المجلة أنه "لن نحتاج إلى استدعاء دروس هزيمة يونيو 1967؛ لأنها الدروس والهزيمة حاضرة بإلحاح، لا تخص الدول المحيطة بالعدو الإسرائيلي، وإنما تكاد تشمل العالم العربي المهدد بالتقسيم دون الحاجة إلى عدو خارجي؛ فالعدو في الداخل، أو شقيق جار.. من الجيرة أو الجوْر". ويكتب سعد القرش في الافتتاحية عن تحالف التدين الشكلي والوطنية الزائفة والفساد الوقح، في اللحظة المصرية الراهنة، وأن "مستقبل الثورة مرهون بما يقرره المؤمنون بها، لا المستفيدون الكسالى منها، أولئك الذين لا يتورعون عن توجيه أصابع الاتهام بإدانة الثائرين بالخيانة، في شبهة تقصير لمخلصين يتمتعون بالبراءة، وتعوزهم القدرة على التواصل مع الجماهير التي لا نجاح للثورة من دون اكتسابهم، بالوعي قبل الحركة". وعن هذا الوعي تستعرض الكاتبة اللبنانية منى فياض مظاهر "الانحطاط الثقافي وجدلية العلاقة بين الدين والدولة"، ويكتب الشاعر الجزائري أزراج عمر عن "النقد الثقافي ودوره في تفكيك شفرات المعنى"، وتحت عنوان "الفن والأخلاق" يكتب أستاذ التربية الدكتور سعيد إسماعيل علي، ويدو أنه "لا حيلة للمثقفين" كما يرى الكاتب المصري حمد البطران في مقال بهذا العنوان. يكتب أحمد عنتر مصطفى عن أم كلثوم "إنها تضحك أيضا"، ود. هاني المرعشلي عن المفكر المصري الراحل علي مبروك، ويوسف الشاروني عن عالم الروائي محمد جبريل، ود. حسن عطية عن ثربانتس.. شكسبير الإسباني، كما يضم لعدد دراسات أدبية ونصوصا جديدة. في هذا العدد تراجيديا مصرية عمرها مئة عام من النسيان، كما تسميها شذى يحيى وهي ترصد تفاصيل فرقة العمال في الحرب العظمى، وقد استخدمتهم قوات الاحتلال البريطاني في مد خطوط السكك الحديدية، واستخراج الألغام والقذائف التي لم تنفجر بأيديهم المجردة. ثم امتلأت الخنادق بجثث قتلاهم على طول الطريق من السويس إلى القدس، كما جعلتهم طعما للقوات العثمانية في معركة غزة عام 1917 بوضعهم في القوارب، كأنهم جنود، فقصفتهم المدافع، ولم يذكر المؤرخون أسماءهم. ولكن أحمد حسين الطماوي يخرج خبيئة عمرها 114 عاما، وهي "المصور" أول جريدة مصورة في مصر، وكان مؤسسها رائدا في الدعوة لمجانية التعليم، وأول من نشر قصائد "الشاعر الشاب" مصطفى صادق الرافعي وغيره.