أصدرت مكتبة الإسكندرية كتاب " المغاربة في مصر " من تأليف الدكتور حسام عبد المعطى الأستاذ في كلية الآداب جامعة بنى سويف وسوف يهدى الكتاب إلى المكتبة الوطنية المغربية وجامعة محمد السادس ، بمناسبة عقد أول مؤتمر اكاديمي تنظمه مكتبة الإسكندرية خارج مصر، تحت عنوان " نقض اسس خطاب التطرف" الذي من المقرر أقامته في الرباط بالاشتراك مع الرابطة المحمدية . جاء الكتاب في ستة فصول إضافة إلى المقدمة والخاتمة. وقد تناول الفصل الأول عوامل الهجرة المغربية إلى مصر خلال القرن الثامن عشر، وفيه تم التأكيد على قدم التواجد المغربي في مصر وعلى أن الضغط الإسباني المستمر على المغرب والظروف السياسية التي مرت بها كانت من عوامل الطرد السكاني وهجرة العديد من العائلات المغربية إلى مصر، إضافة إلى النشاط التجاري الكبير في القاهرة، والحج السنوي للمغاربة ومرورهم بمصر وكذلك للمركز الثقافي والعلمي الذي تمتعت به مصر مما جعلها محط أنظار كثير من المغاربة للاستقرار بها. كما تناول مناطق التركز المغربي في مصر. وعالج الفصل الثاني مفهوم البيت ثم أهم العائلات المغربية التي استقرت في مصر، ثم رصد نشاط عدد من هذه العائلات التي استقرت في مصر، لبيان الدور الفاعل والحقيقي لهذه العائلات. ثم عوامل ضعف هذه العائلات وتواريها وبعدها عن العمل التجاري إلى أعمال وميادين أخرى. أما الفصل الثالث فقد استهدف دراسة الاثراء التجاري وعوامل نجاح العائلات التجارية المغربية في مصر، وأساليبهم لتكوين الثروات بالاتجاه للتجارة في السلع والبضائع الترفيهية المطلوبة والتي تحقق أرباحا عالية مثل البن، والأقمشة القطنية الهندية، كما تناول دورهم في ميدان الالتزام وتقديمهم القروض للطالبين من الأمراء والتجار والملتزمين ثم استثماراتهم. وركز الفصل الرابع على دور التجار المغاربة في التنظيمات التجارية في الأسواق المصرية، فتناول تنافسهم مع الشوام والأتراك والمصريين لتولي منصب شاهبندر التجار رأس التجارة المصرية، وكذلك رئاستهم للأسواق ثم تناول علاقة هؤلاء التجار بالسلطة الحاكمة. والفصل الخامس فقد تناول الحياة الاجتماعية للتجار المغاربة فتناول الطائفة المغربية والزواج والطلاق وأسبابهما، وما نتج عنهما ثم الحراك الاجتماعي والحياة داخل البيت المغربي في مصر، وفي ذات الوقت تناول دور التجار المغاربة في تشكيل المعالم الحضارية والعمرانية في مصر مثل إنشاء الوكالات والمساجد والأحياء ودعمهم للبنية الحياتية للحياة في المدن التي عاشوا بها. في حين أن الفصل السادس والأخير قد ركز على المغاربة في الجامع الأزهر، وكيف جذب الأزهر المغاربة للدراسة به وكيف نظر المغاربة إلى الأزهر وسعوا إلى الدراسة به، وركز الفصل على الرواق المغربي في الأزهر واهم العلماء به، ودوره في تطوير الفقه المالكي والقضايا التي تخص المجتمع المصري والمغربي.