أصدرت مكتبة الإسكندرية كتاب " المغاربة في مصر " من تأليف الدكتور حسام عبد المعطى الأستاذ في كلية الآداب جامعة بنى سويف، وسوف يهدى الكتاب الى المكتبة الوطنية المغربية وجامعة محمد السادس، بمناسبة عقد أول مؤتمر أكاديمي تنظمه مكتبة الإسكندرية خارج مصر، تحت عنوان " نقض أسس خطاب التطرف"، الذى من المقرر إقامته في الرباط بالاشتراك مع الرابطة المحمدية. من جانبه، أشار الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة إلى أن العلاقات بين مصر والمغرب العربي من الصفحات المشرقة في تاريخ الأمم، ويعود هذا التاريخ الممتد من العلاقات إلى العصور القديمة، وكان من نتيجة هذه العلاقات العديد من الأسفار والرحلات من بلاد المغرب إلى مصر ومن مصر إلى بلاد المغرب. وأشار إلى أن الروح المغربية موجودة في مدينة الإسكندرية في أوليائها الصالحين وأسماء أحيائها وشوارعها، بل امتد الوجود المغربي إلى مدن مثل رشيد وفوة ومطوبس، وفى القاهرة عد حي ابن طولون مركزا للمغاربة.وأضاف "ما زلنا إلى اليوم نرى في هذا الحى أثرا في بقايا العائلات المغربية القاطنة به". وأشار إلى أن الدراسة تلقى أضواء مكثفة على العائلات المغربية في مصر، وتاريخ البيوت التجارية المغربية، وتكشف كذلك عن الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية للمغاربة في مصر وأن هذا كله دفع مكتبة الإسكندرية إلى طباعة هذا الكتاب للمؤرخ المتميز الدكتور حسام عبد المعطى، الذى انجز هذه الدراسة بمناسبة اختيار المملكة المغربية ضيف شرف معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب عام 2012. فيما يؤكد الدكتور حسام عبد المعطى على ان دراسة الجاليات والأقليات والطوائف في مصر إبان العصر العثماني ، قد حظيت في الفترة الأخيرة بنوع من الاهتمام المتزايد بهدف دراسة البناء الداخلي للمجتمع المصري في هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر، إلا أن الطائفة المغربية كانت أقل الطوائف حظًّا من الدراسة، فلم يحظ المغاربة رغم ثقل تواجدهم في مصر إلا بدراسة الأستاذ الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن، وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسة الرائدة والتي كانت تمثل حجر الأساس الذي سوف تنطلق منه هذه الدراسة، فإنها ركزت على كل المغاربة في مصر ورصد هذا التواجد، ولكن الإشكالية التي تطرحها هذه الدراسة هي دراسة الموجود المراكشي في مصر، وبالتالي فإن كلمة المغربي هنا تعني بالأساس المراكشيين ودورهم في مصر ، وسوف تركز الدراسة على دور العائلات المغربية في الاقتصاد المصري.