بلغ إجمالي الشحنات العالمية من الكمبيوترات الشخصية 73.7 جهاز خلال الربع الثالث من العام 2015، بتراجع قدره 7.7 %عما حققته خلال الربع الثالث من العام 2014، وذلك وفقاً للنتائج الأولية الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر. كما تتواصل موجة المبيعات الضعيفة للكمبيوترات المكتبية، والتي تراجعت بمعدل خانة واحدة، كما سجل القطاع الذي يجمع ما بين الكمبيوترات المحمولة والأجهزة المحمولة الممتازة وفائقة الأداء (مثل MacBook Air، ومايكروسوفت Microsoft Surface Pro) تراجعاً بمعدل خانة واحدة أيضاً. وقالت ميكاكو كيتاجاوا، كبيرة المحللين لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: "شهدت السوق العالمية للكمبيوترات الشخصية ارتفاعاً في الأسعار بنحو 10 بالمائة على مدار العام، وذلك بسبب الارتفاع الحاد في قيمة صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات المحلية، وهو السبب الرئيسي وراء ضعف الطلب على الكمبيوترات الشخصية في هذه المناطق خلال الربع الثالث من العام 2015. وقد سجلت هذه المناطق المتأثرة، والتي تشمل أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا واليابان وأمريكا اللاتينية، تراجعات بمعدل خانتين خلال الربع الثالث من العام. أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ والولاياتالمتحدة فقد شهدت حالةً أكثر استقراراً". وقد شهد الربع الثالث من العام 2015 إطلاق نظام الشغيل "ويندوز 10"، لكن تأثيره انعكس بدرجة بسيطة على الشحنات العالمية خلال الربع الثالث، حيث أفاد محللو مؤسسة جارتنر أن التركيز خلال موسم إطلاق نظام التشغيل الجديد من "ويندوز" كان منصباً على تحديث أنظمة التشغيل إلى "ويندوز 10"، ضمن الكمبيوترات الشخصية الحالية، عوضاً عن السعي لاقتناء كمبيوتر شخصي جديد. ومن المتوقع انتعاش موجة مبيعات نظام التشغيل "ويندوز 10" خلال الربع الرابع من العام 2015، وذلك في ظل تخفيضات موسم العطلات. وعلى الرغم من أن نتائج الربع الثالث من العام 2015 كانت سلبية بالنسبة لسوق الكمبيوترات الشخصية، إلا أنه ظهر جانب إيجابي في هذه النتائج. فاستناداً على نتائج الدراسة التقنية الشخصية التي قامت بها مؤسسة جارتنر خلال العام 2015، أعرب 50 % من المستهلكين عن نيتهم شراء كمبيوتر شخصي خلا الأشهر ال 12 المقبلة، مقارنة ب 21 % أعربوا عن نيتهم شراء كمبيوترات لوحية. وأضافت ميكاكو كيتاغاوا قائلةً: "هذا التغير في أذواق المستهلكين تجاه الكمبيوترات الشخصية بدا واضحاً في نتائج البيانات الأولية، كما أننا شهدنا نمواً إيجابياً في عدد شحنات الأجهزة الممتازة وفائقة الأداء والكمبيوترات المحمولة من فئة النوتبوك في الولاياتالمتحدة. ومن المتوقع أن نشهد انتعاشاً بسيطاً خلال الربع الرابع من هذا العام، وذلك في ظل تنامي عمليات تحديث نظام التشغيل "ويندوز 10". وفي الوقت نفسه، يتوجب على شركات تصنيع الكمبيوترات الشخصية ضبط تكويناتها للعام 2016 دون التأثر بارتفاع الأسعار الذي عصف بالعام 2015، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين ظروف السوق على نحو أكثر استقراراً خلال العام القادم". يشار إلى أن شركة لينوفو احتلت المركز الأول ضمن قائمة أعلى معدل للشحنات العالمية من الكمبيوترات الشخصية، حيث ارتفعت حصتها السوقية إلى 20.3 %، على الرغم من تراجع الشحنات العالمية بنسبة 4 % خلال الربع الثالث من العام 2015، في حين شكلت أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا واليابان مناطق تحدي بالنسبة لشركة لينوفو، وذلك في ظل تراجعها بمعدل خانتين، لكنها قوبلت بمعدل نمو بلغ 22 بالمائة في الولاياتالمتحدة. وكانت شركة لينوفو قد طرحت مجموعة متنوعة من الكمبيوترات المحمولة الهجينة، سواءً القابلة للفك أو التقليدية، وضمن تشكيلة أسعار متنوعة. أما شركة "إتش بي" فقد حافظت على المركز الثاني ضمن قائمة أعلى معدل للشحنات العالمية من الكمبيوترات الشخصية، حيث بلغت الحصة السوقية للشركة 18.5 %، رغم تراجع شحناتها بنسبة 4 %. كما شهدت شحنات شركة إتش بي أداءً ضعيفاً في أسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، لكنها قوبلت بنمو معدل الشحنات في أسواق آسيا والمحيط الهادئ والولاياتالمتحدة. بينما احتلت شركة ديل المركز الثالث ضمن هذه القائمة، حيث شهدت استقراراً في معدل شحناتها مقارنةً بأداء العام الماضي، حيث كان أداء الشركة جيداً في معظم المناطق، باستثناء اليابان الذي تراجعت فيه شحنات الشركة معدل خانتين. أما على صعيد منطقة آسيا والمحيط الهادئ والولاياتالمتحدة، فقد حققت شركة ديل نمواً أسرع من معدل النمو الإقليمي. وإذا ما انتقلنا إلى سوق الولاياتالمتحدة، سنجد بأن إجمالي شحنات الكمبيوترات الشخصية بلغ 17 مليون جهاز خلال الربع الثالث من العام 2015، أي بزيادة قدرها 1.3 % عن ذات الفترة من العام الماضي، وعلى غرار التوجهات العالمية للسوق، شهد سوق الولاياتالمتحدة نمواً في شحنات الكمبيوترات المحمولة من فئة النوتبوك والكمبيوترات المحمولة الممتازة وفائقة الأداء، الذي قابله تراجع في شحنات الكمبيوترات المكتبية. وحافظ شركة "إتش بي" على صدارتها ضمن سوق الولاياتالمتحدة، حيث بلغ معدل شحناتها 27.8 % من إجمالي شحنات الكمبيوترات الشخصية في هذا السوق. وفي حين أظهرت شركة "لينوفو" أقوى معدل نمو بين أكبر خمس شركات توريد للكمبيوترات الشخصية على مستوى سوق الولاياتالمتحدة، نمت شحناتها من الكمبيوترات الشخصية بنسبة 22 %، وذلك بسبب نموها القوي في شحنات الكمبيوترات المحمولة الهجينة. وقد بلغ إجمالي شحنات الكمبيوترات الشخصية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا 20 مليون جهاز خلال الربع الثالث من العام 2015، أي بتراجع قدره 15.7 % مقارنةً بذات الفترة من العام الماضي. كما تواصل موجة انخفاض قيمة صرف العملات المحلية مساهمتها بشكل رئيسي في الركود الاقتصادي الذي يعصف بأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ما دفع الأسعار للبقاء مرتفعة. ومع ذلك، أظهر المخزون المتراكم من النصف الأول للعام 2015 بعض التحسن خلال الربع الثالث من العام. في حين بدت مبيعات موسم العودة إلى المدارس ضعيفة إجمالاً في منطقة أوروبا الغربية، وذلك في ظل تأجيل طرح العديد من المنتجات الجديدة في الأسواق حتى نهاية شهر سبتمبر، وذلك نظراً لتصفية تراكمات المخزون المرتفعة. أما شحنات الكمبيوترات الشخصية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ فقد بلغت 26.3 مليون جهاز خلال الربع الثالث من العام 2015، أي بتراجع قدره 1.7 % عما حققته خلال الربع الثالث من العام 2014، حيث لا تزال معدلات الإنفاق الاستهلاكي حذرة بسبب الأداء الاقتصادي الضعيف، وتقلبات سوق صرف العملات. هذا، وقد نمت شحنات الكمبيوترات المحمولة في آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 2.2 % خلال الربع الثالث، في حين تراجعت شحنات الكمبيوترات المكتبية بنسبة 4.9 %. يذكر أن هذه النتائج أولية، وسيتم طرح الإحصاءات النهائية قريباً لعملاء برنامج الإحصائيات العالمية الفصلية لشحنات الكمبيوترات الشخصية حسب المنطقة من مؤسسة جارتنر. حيث يقدم هذا البرنامج صورة شاملة وآنية لسوق الكمبيوترات الشخصية في مختلف أنحاء العالم، ما يتيح لمؤسسات تصميم وتوزيع وتسويق وبيع المنتجات مواكبة القضايا الرئيسية وآثارها المستقبلية في جميع أنحاء العالم.