بأياد طاهرة وإرادة حديدية وخناجر مسمومة أبت إلا أن تعيد الأرض وتنتقم للعرض، شبان لا تتعدى أعمارهم العشرين عاما أوقدوا نيران انتفاضة جديدة في الداخل الفلسطيني ضد ممارسات وجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلية، لكن السلاح هذه المرة مختلف فبعد انتفاضة الحجارة وأسلحة المقاومة "محلية الصنع" أصبحت السكاكين والخناجر سلاح الردع والرعب الجديد الذي يلجأ إليه الفلسطينيون من شباب الضفة والقدس لطعن المستوطنين والرد على انتهاكاتهم بحق المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني. فمنذ مطلع الشهر الجاري وقعت أكثر من خمسة عشرة حالة طعن لمستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربيةوالقدس، لمنفذين لم تتجاوز أعمارهم حاجز العشرين عاما، كما شنت قوات الاحتلال غارة جوية أمس على غزة أسفرت عن استشهاد سيدة حامل في شهرها الخامس وطفلتها وإصابة آخرين، فيما لم تهدأ الأوضاع داخل الأراضي المحتلة منذ دلك الحين. كانت الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى واقتحامه خلال أعياد اليهود ومخطط التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي قد تسببت في وقوع مواجهات بين المرابطين داخل المسجد والمستوطنين الإسرائيليين وقوات الاحتلال التي قامت باعتقال عدد من الفلسطينيين من بينهم نساء وخرجت بعدها تظاهرات غاضبة في الضفة الغربيةوالقدس. بدأت عمليات طعن المستوطنين في بداية أكتوبر الجاري وتحديدا في الثالث من الشهر نفسه حينما أقدم الشاب الفلسطيني مهند الحلبي على تنفيذ عملية أسفرت عن استشهاده، ففي صباح اليوم نفذ الشاب صاحب التسعة عشرة عاما عملية طعن في بلدة القدس القديمة أدت لإصابة أربعة مستوطنين إسرائيليين. وتحفظت قوات الاحتلال الإسرائيلية على جثمان الشهيد لعدة أيام حتى سلمته لأهله يوم الجمعة الماضي، حيث شيعت جنازته في رام الله وهي الجنازة التي وصفها نشطاء بأنها الأضخم على الإطلاق منذ سنوات طويلة شارك بها جميع فصائل وأطياف الشعب الفلسطيني مرددين هتافات غاضبة ضد الاحتلال الصهيوني. وكانت العملية الثاني للشاب المقدسي فادي علوان قرب منطقة المصرارة في محيط باب العامود بالقدسالمحتلة فأقدم على تنفيذ عملية الطعن الثانية ضد مستوطن أدت لإصابته ثم لاذ بالفرار قبل أن تطلق عليه قوات الاحتلال نحو عشرة رصاصات أردته شهيدا فجر الأحد الرابع من أكتوبر. واستمرت منذ ذلك الوقت عمليات طعن المستوطنين وجنود الاحتلال، ففي النقب حاول الشاب أمجد حاتم الجندي (17 عاما) من الخليل خطف سلاح جندي إسرائيلي وطعنه وتمكن بعدها من الهرب ثم لاحقته قوات الاحتلال وأردته شهيدا بعد أن عثرت عليه داخل إحدى البنايات السكنية وتمت تصفيته في الحال. ووقعت عملية طعن أخرى في العفولة داخل الأراضي المحتلة قام بها الشاب طارق عبد الفتاح يحيى من جنين والبالغ من العمر 20 عاماً والتي أسفرت عن إصابة أربعة بينهم جندي إسرائيلي، واعتقل يحيي مصابا، وفي اليوم نفسه في الثامن من أكتوبر استشهد المقدسي ثار أبو غزالة بعد تنفيذه عملية طعن أخرى في تل أبيب. وتقع بشكل شبه يومي منذ ذلك الحين عمليات طعن سواء في القدس أو الخليل خلفت إصابات بين الخطيرة والمتوسطة واستشهاد منفذها أو إصابته واعتقاله، وهو ما دفع سلطات الاحتلال لاتخاذ الطعن ذريعة في بعض الوقت لإعدام الشباب ميدانيا رميا بالرصاص بحجة "الاشتباه في تنفيذه لعملية طعن أو محاولته لذلك". ومؤخرا أقدم الشاب علاء رائد محاميد صاحب العشرين عاما من أم الفحم المحتلة على تنفيذ عملية دهس وطعن في منطقة الخضيرة أمس حيث دهس بمركبته مستوطنا وأصابه وترجل بعدها ليطعن آخرين بينهم مجندة إسرائيلية بعدها أصابته قوات الاحتلال بجروح خطيرة بإطلاق الرصاص عليه ثم اعتقلته، وهي العملية الأولى التي ينفذها شاب من عرب 1948منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية مطلع الشهر الجاري.