تتصاعد كل يوم الهبّة الفلسطينية أو ما أصبحت تُعرف ب"حرب السكاكين"، لتصل إلى قلب تل أبيب في حين يقف الكيان الصهيوني عاجزا عن الحد من تمددها وانتشارها، وفي الوقت نفسه يسقط المزيد من الشهداء الفلسطينيين، ويظهر الوجه العنصري الإسرائيلي القبيح جليًا، من خلال قتل الفلسطينيين بدم بارد. أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عدد الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة وصل منذ مطلع الشهر الجاري إلى 27 شهيداً بينهم سبعة أطفال إضافة إلى 1400 جريح، واعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 400 فلسطيني في الضفة الغربيةوالقدس منذ مطلع أكتوبر الجاري، نحو 100 منهم في مدينة القدس فقط، وقتل أربعة إسرائيليين منذ بدء المواجهات. هجمات ومواجهات فلسطينية قتل مستوطن إسرائيلي على الأقل وأصيب اثنان في عملية دهس بالقدسالمحتلة فيما استشهد منفذ العملية بعد إطلاق شرطة الاحتلال النار عليه، كما قتل مستوطنين آخرين وأصيب 16 آخرون بينهم 6 في حال الخطر في عملية طعن وإطلاق نار داخل حافلة إسرائيلية في منطقة "أرمون هنتسيف" في القدسالمحتلة أيضًا، وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن العملية نفذها شخصان. وفي "رعنانا" شمال تل أبيب نفذت عمليتا طعن أسفرت عن إصابة عدد من الإسرائيليين بجروح، وأشارت الشرطة الإسرائيلية إلى أن عملية طعن جرت في بلدة "رعنانا" القريبة من تل أبيب، مضيفة أنه جرى اعتقال منفذ العملية بعد أن أصاب إسرائيليًا بجروح طفيفة، وقالت المتحدثة باسم الشرطة "لوبا سامري"، "إن فلسطينيًا من القدسالشرقية نفذ الهجوم في موقف للحافلات في مدينة رعنانا، وأن بعض المارة تغلبوا عليه وأمسكوه إلى أن حضرت الشرطة"، وفي بلدة "حولون" المجاورة، أقدم مستوطن على طعن فلسطيني، وتم اعتقال الفلسطيني من قبل الشرطة الصهيونية بدعوى طعنه إسرائيليًا. وفي القدسالغربية، قتل مستوطن في عملية دهس في منطقة "ملخيس يسرايل"، بينما أطلق عناصر الشرطة النار على منفذ العملية مما أدى إلى استشهاده على الفور. استشهد الشاب الفلسطيني "مصطفى الخطيب" من سكان جبل المكبر برصاص الاحتلال الإسرائيلي عند باب الأسباط في مدينة القدسالمحتلة، حيث قتلته شرطة الاحتلال بدم بارد وادعت أنه حاول تنفيذ عملية طعن ضد عناصرها. وفي القدس، استشهدت فتاة فلسطينية بنيران قوات الاحتلال التي زعمت أنها نفذت عملية طعن في الشيخ جراح، ونقل شهود عيان أن مستوطنين لاحقوا فتيات لدى خروجهن من مدرستهن ثم سمع صوت إطلاق نار عليهن. كما أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وقوع ثلاث إصابات في عملية طعن جديدة في شارع "لخيش" في "كريات غات" في الأراضي المحتلة عام 48. قتل واعتقال الأطفال يواصل الاحتلال الصهيوني ممارسة سياسته العنيفة تجاه الأطفال الفلسطينيين القصر، حيث أصبحت سياسة الاعتقالات الصهيونية تقوم على أساس الاشتباه، حيث تعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي كل من تشتبه في تنفيذه عمليه طعن أو إلقاء حجارة، وقد أظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة اعتقال شرطة الاحتلال لقاصرين فلسطينيين بتهمة إلقاء الحجارة دون أن تنفع كل محاولات أهاليهما لمنع اعتقالهما. انتشر مقطع فيديو آخر يوضح ترك قوات الاحتلال الصهيوني للطفل "أحمد مناصرة" البالغ من العمر 14 عامًا، ينزف على الأرض، بعد أن أقدم جنود الاحتلال على إعدامه بدم بارد، حيث أمطر جنود الاحتلال جسد الفتى "مناصرة" بالرصاص، ثم ترك ينزف دون أي تدخل من الطواقم الطبية الموجودة، بل أخذ جنود الاحتلال في نعي الطفل بألفاظ نابية، قبل أن يعلن عن مفارقته الحياة بالقرب من مستوطنة "بسغات زئيف" بالقدسالمحتلة. إضراب ويوم غضب على صعيد متصل؛ تشهد المدن العربية داخل الخطر إضرابًا شاملا اليوم الثلاثاء، وذكرت لجنة المتابعة العربية أن الإضراب العام يشمل المدارس في المجتمع الفلسطينية، احتجاجًا على الأحداث الأخيرة واستمرار الانتهاكات في القدس والأقصى، كما دعت قوى وطنية وإسلامية وفعاليات أهلية إلى اعتبار اليوم الثلاثاء "يوم غضب عارم" في الضفة الغربيةالمحتلة. دعوة القوى الوطنية الفلسطينية قابلتها إسرائيل بإعلان حالة التأهب والاستنفار القصوى، استعداداً لمواجهات "الغضب الفلسطيني"، حيث تخشى قوات الاحتلال من تحول هذا اليوم إلى مواجهات عنيفة على خطوط التماس في أرجاء الضفة المحتلةوالقدس والداخل الفلسطيني وقطاع غزة. تخبط صهيوني للمرة الأولى منذ بدأ المواجهات يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في حديث لم يخلو كعادته من التهديدات والاتهامات، حيث ظهر "نتنياهو" في حالة من التخبط خلال خطابه الذي ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي، وتحدث فيه عن الإجراءات التي تم إقرارها أمنيًا وسياسيًا من قبل حكومته و"الكابنيت" ضد الفلسطينيين من منفذي العمليات، مشيرًا إلى هدم المنازل وتوسيع عمليات الاعتقال الإداري وإقرار قانون العقوبات ضد راشقي الحجارة والمولوتوف وتعزيز القوات العسكرية العاملة في الضفة والقدس لمواجهة الموجة الحالية. وقال "نتنياهو"، "نحن نمر بفترة صعبة للغاية، ونعمل على جميع الجبهات ضد الإرهابيين، ولكننا نتخذ الإجراءات اللازمة التي ستمكننا من القضاء على الموجة الحالية، فلن نسمح للإرهابيين بالتحكم بمصيرنا"، وأضاف "الإرهاب لا ينبع من الإحباط بسبب عدم وجود خطة سياسية، بل ينبع من هدف تدميرنا". تصعيد مستمر تأتي هذه التطورات بعد يوم دام شهد مقتل ثلاثة فلسطينيين في القدس بحجة محاولتهم طعن جنود ومستوطنين في المدينة، لكن شهود عيان فلسطينيين نفوا هذه الرواية وقالوا إنه جرى "إعدام الثلاثة بدم بارد"، كما اعتقلت القوات الإسرائيلية 7 فلسطينيين في كل من بيت لحم وجنين بالضفة، واعتقل الجنود الإسرائيليون 5 فتية في بلدة "تقوع" شرقي بيت لحم بعد اقتحام منازلهم، كما جرى اعتقال شابين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.