ترتفع كل يوم وتيرة العنف والارتباك والذعر داخل الأراضي الفلسطينية، لكن هذه المرة لم تقف الاشتباكات عند محيط المسجد الأقصى، بل امتدت لتشمل عمليات "طعن" متواصلة بشكل غير مسبوق تستهدف المستوطنين والجنود الصهاينه في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية، انتفاضات ومظاهرات لم تتوقف، اقتحامات للأقصى بشكل يومي تقريبًا رغم التنديدات الفلسطينية والدولية وتهديدات الفصائل الفلسطينية بتصعيد عمليات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، اعتقال العشرات وهدم منازل شهداء المقاومة، إجراءات صهيونية متشددة من شأنها تصعيد الأمور، ليصب كل ذلك في تساؤل تكرر كثيرًا الأيام السابقة، هل نقف الآن على أبواب الانتفاضة الثالثة؟ استشهدت شابة فلسطينية، اليوم الأربعاء، بنيران أطلقتها قوات الاحتلال باتجاهها بشكل مباشر في منطقة الواد بالبلدة القديمة من القدسالمحتلة، بعدما هاجمها مستوطنون صهاينة محاولين نزع حجابها ورشها بغاز الفلفل أثناء محاولتها الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، ما دفع الشابة إلى الدفاع عن نفسها عبر طعن مستوطنين وأصابتها بجروح طفيفة، وذكرت مصادر إسرائيلية أن مستوطنين اثنين أصيبا أحدهم برقبته في عملية الطعن. ووفق شاهد عيان فإن الفتاة كبرت بوجه مستوطنين كانوا في شارع "الواد"، فهاجمها أحدهم وحاول خلع حجابها، فما كان منها إلا أن أخرجت سكينًا وحاولت طعنه وأصابته بجروح طفيفة، ما دفع بالمستوطن إلى إخراج سلاحه وإطلاق النار عليها. دفع الاحتلال بتعزيزات أمنية كبيرة إلى شارع "الواد"، وأجبر أصحاب المحلات التجارية هناك على إغلاقها، وفرض طوقًا عسكريًا على المنطقة برمتها، فيما هرعت طواقم الإسعاف إلى مكان العملية. وعلى صعيد متصل؛ استشهد عامل فلسطيني في منطقة "كريات غات" في الجنوب، بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار عليه، بزعم طعنه جنديًا، حيث تمكن العامل من خطف سلاح الجندي، وقالت مصادر إن الشاب طعن الجندي ثم خطف سلاحه وفر إلى عمارة سكنية، وقامت وحدة من الشرطة الاسرائيلية بمطاردته الى البناية، وأطلقت النيران عليه مما أدى إلى استشهاده، فيما قالت القناة السابعة الإسرائيلية إن حالة الجندي الإسرائيلية خطيرة جدًا. وفي الضفة الغربية دهمت قوة عسكرية إسرائيلية منازل ثلاثة من منفذي عملية "ايتمار" في مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة تمهيدًا لهدمها، واقتحمت عشرات الآليات الإسرائيلية عدة أحياء بالمدينة، وشنت حملة تفتيش شملت المنازل المداهمة، في سياق المواجهات والاشتباكات بين الفلسطينيين من ناحية وشرطة الاحتلال والمستوطنين من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مستوطنين اثنين أصيبا بشكل طفيف نتيجة إلقاء الحجارة على سيارتهما قرب "بيت ساحور" في الضفة الغربية في مدينة "بيت لحم"، عم الإضراب الشامل أمس الثلاثاء أنحاء المدينة وبلداتها وقراها، حدادًا على استشهاد الطفل "عبد الرحمن شادي عبيد" البالغ من العمر 13 عامًا، من مخيم "عايده" شمال بيت لحم، ظهر الاثنين الماضي، وشمل الإضراب الذي دعت إليه الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية، المحلات التجارية، والمدارس، ومؤسسات التعليم العالي، وبدت الشوارع شبه خالية من المركبات. وفي الخليل، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قضاة وموظفي المحكمة الشرعية من دخول مقرها المؤقت في البلدة القديمة بمدينة الخليل، وسط أجواء متوترة سادت المنطقة، وقال رئيس المحكمة القاضي "عبد القادر إدريس" تعليقًا على الإجراء الصهيوني، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعتهم بقوة السلاح من دخول مبنى المحكمة الشرعية المؤقت الجديد في البلدة القديمة من مدينة الخليل، مشيرًا إلى أن "قضاة المحكمة وموظفيها والمراجعين والمحامين رفضوا الانصياع لضباط الاحتلال الذين حاولوا إرغامهم على الانصراف من أمام المبنى". تصدى عشرات الفلسطينيين لمحاولات قوات الإحتلال اقتحام مخيم "قلنديا"، حيث استخدم الجيش الاسرائيلي الرصاص والغاز المسيل للدموع في مواجهة الفلسطينيين، وهو ما أدى إلى وقوع إصابات عديده في صفوف المدافعين عن المخيم، كما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين بتهمة تنفيذ العملية التي أدت الى مقتل مستوطنين اثنين قرب نابلس الأسبوع الفائت، حيث زعم جهاز الأمن العام الإسرائيلي إن هؤلاء ينتمون إلى حركة "حماس" وقد اعترفوا بتنفيذ العملية، وهو ما اعتبره الناطق باسم حركة حماس "سامي أبو زهري" "إعلان شرف للمقاومة"، مشددًا على أن هذه "خلية نابلس" ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. من جانب آخر وفي إطار تواصل الممارسات الاستفزازية والعدوانية في مدينة القدسالمحتلة من قبل قطعان المستوطنين، جددت جماعات المستوطنين اليهودية اقتحامها للمسجد الأقصى، صباح اليوم الأربعاء، من جهة باب المغاربة بحراسات وحمايات مشددة. المواجهات الأخيرة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين، وصلت إلى الذروة بشكل غير مسبوق منذ أسابيع، حيث أدت المواجهات بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين، عن مقتل 8 أشخاص، هم 4 إسرائيليين هم مستوطنان في شمال الضفة الغربيةالمحتلة، وآخران في البلدة القديمة بالقدس، في حين استشهد 4 فلسطينيين، اثنان منهم قتلا بعد مهاجمتهما إسرائيليين بالسكاكين في القدس، وآخرين قتلا في الضفة الغربية خلال مواجهات مع جنود إسرائيليين، كما أصيب أكثر من 100 فلسطيني، وأعلنت شرطة الاحتلال انها اعتقلت أكثر من 270 مقدسيًا منذ أواسط الشهر الماضي حتى اليوم.