أحد العاملين يؤكد انتشار الحمي القلاعية .. والتجار والمواطنون يصرخون من ارتفاع الأسعار أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى وكما جرت العادة فى خلال تلك الفترة يقبل المواطنون على شراء الأضاحي استعدادا لقدوم العيد، لكن الحال هذا العام مختلف إذ يسيطر عليه الركود فالتجار يشتكون حالة الركود وضعف البيع، فيما حذر آخرون من تدهور الحالة الصحية للماشية بسبب اختلاف منشأهم وحرارة الجو التي تؤدي لانتشار عدوى الحمى القلاعية. جولة أجرتها شبكة الإعلام العربية "محيط" داخل أسواق وشوادر بيع الأضاحي تكشف صدق شكاوي التجار فلا أحد يشتري والهدوء يسيطر على الأجواء، ولسان حال الباعة يعبر عن ضيق وأمل في الوقت ذاته من أن تسير الحركة قليلا مع اقتراب العيد بعد أن يتقاضى الموظفين راتبهم الشهري. السوق واقف "السوق واقف" كان هذا أول تعليق لمسعود تمام أحد التجار بمنطقة السيدة زينب، معتبرا أن حركة البيع هذا العام أقل بكثير من مثيلتها العام الماضي مفسرا ذلك بسبب غلاء الأسعار عن السنوات الماضية بعد ارتفاع سعر العلف واضطرار الفلاح للبيع بسعر أعلى وهكذا حتى تصل الأضحية للمواطن بسعر أعلى مما هو معتاد عليه. واعتبر أنه في الأسبوع الحالي وتحديدا بعد يوم الأحد أو الاثنين ستبدأ حركة السوق بعد قبض الموظفين لمرتباتهم الشهرية، مضيفا أن "الأسعار مع اقتراب العيد تتجه للارتفاع في حالة قلة المشترين أما إذا نشطت حركة البيع قبل أيام العيد فلن يرتفع السعر عما هو معروض منذ بداية الموسم". على الجانب المقابل اشتكى حسن حسين سمسار لبيع الأضاحي من ركود حركة البيع، قائلا "أعمل كوسيط بين المشتري والتاجر لشراء الأضحية وأحصل على مبلغ مالي نظير مساعدة المواطن في الشراء لكن لا أحد يشتري وهناك من يعرض بضاعة اشتراها دون تسديد ثمنها لكنه لم يبع منها إلا القليل ويخسر بسبب ضعف الإقبال". وأضاف خلال السنوات الماضية كنت أبيع طوال اليوم ولا أجد الوقت بسبب انشغالي في عمليات البيع والشراء لكن اليوم لم نجد من يشتري، مضيفا "احنا تعبانين من أسبوع مدخلش جيوبنا جنيه السوق نفسه مريح وأنا فاضي ومش شغال ولا كأن العيد بعد كام يوم والبهايم هتموت من الحر". خطر الحمى القلاعية وقال محسن السنان إن المواشي مهددة بالإصابة بالحمى القلاعية والفلاح أو التاجر حينما يجد أعراضها على العجل يبيعه في غياب للرقابة الطبية، مضيفا "لا يوجد أية رقابة أو حملات طبية بيطرية على هذه الأسواق لعزل الماشية المصابة، الوضع داخل الوكايل أو الزرائب صعب رائحة لا تطاق ومخلفاته تغطي ساقه وهذه هي التي تسبب نقل الأمراض". وتابع "في الحر العجل يعرق مثل الإنسان مع الريحة فهذا يسبب إفرازات من فمه ولسانه وهذه هي الحمى القلاعية وينقل العدوى للمواشي حوله فأين الرقابة والتخطيط ووزارة الزراعة". العلف هي المشكلة يأكل بثلاثين جنيه والعلف غالي والناس لم تعد تشتري الأضحية إلا يوم الوقفة أو قبلها بيوم بدلا من تحمل تكاليف تربية وتغذية الأضحية خلال فترة ما قبل العيد، قائلا "السنة الماضية كانت الحركة أنشط أما العام الحالي فلا بيع ولا شراء فماذا سيحدث العام المقبل "مش هنفتح خالص؟" وأضاف تكلفة الأكل في الماضي كانت نحو 15 جنيها لكن الآن يتكلف من 25 إلى 30 جنيها أساسي وإذا أردنا تسمينه نشتري له خمسة كيلو من الذرة تتكلف 20 جنيها إضافية وهي ميزانية أخرى إذا فهذا تدمير غير تكاليف البياتة والكلاف لذلك تربية المواشي والأغنام أصبحت بدون مكسب بل قد أخسر وأصبح مديون للتاجر لأن رحلة الحصول على الماشية مكلفة ويتحملها المواطن في النهاية وطالب بأن تدعم الحكومة علف المواشي وتوفره للتاجر ليقل ثمنه مثلما حدث خلال عهد أحمد نوح وزير التموين الأسبق الذي كانت له تجربة في ذلك، قائلا "هو خصص لتجار المدبح أذونات مدعمة للردة شهريا وهو ما وفر العلف للمواشي لكن الآن هم يخصصونها لأصحاب المزارع بالوساطة على حساب الشعب". الأسعار رخيصة وعلي النقيض قال سيد إبراهيم أحد تجار المواشي أن الأسعار رخيصة هذا العام على العكس ما قاله بقية التجار، مضيفا أن الخروف هو المسيطر من حيث الشراء بسبب رخصه عن البقري والعجالى. كما أضاف سيد أن البقري وصل سعره ل 32 جنيها للكيلو وأن سعر الخروف قد ارتفع ليصل إلي 40 جنيها كلما اقترب العيد، ومع ذلك حركة البيع قليلة ولكنه توقع زيادتها مع اقتراب العيد وذلك لحرص المواطنين على الشراء يومي الوقفة والعيد بسبب عدم توفر المكان لديهم.