دولتنا إسلامية ولا توجد أقليات عندنا المفتي يعينه ويحدد مهامه رئيس الجمهورية في بلادنا من أراد فتوى يذهب بنفسه لدار الإفتاء الفوضى يخلقها الناس الطفل منذ والدته يتغذى من ثدي أمه ثم القرآن الكريم قال الشيخ محمد محمد أحمد مدير مكتب مفتي جمهورية جزر القمر، إن العالم الإسلامي يعاني من فوضى في مجال الإفتاء، لافتا إلى أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أسباب رئيسية في ظهور الجماعات المتطرفة. وفي حواره لشبكة الإعلام العربية «محيط» تحدث الشيخ محمد عن وضع الإفتاء في جمهورية جزر القمر وأوضاعها وكيف يهتمون بالتربية والدين الإسلامي. والى الحوار: ما تقييمك لمؤتمر الإفتاء العالمي في مواجهة التطرف ؟ تأخر توقيت المؤتمر للغاية، وجاء في وقت حرج ولكنه عمل على خلق حالة من الغيرة على الإسلام وحال المسلمين وحرك القوى الدينية المختلفة للسعي بقوة لمحاربة الإرهاب والتطرف، وضبط أمور الفتوى التي أصبحت تعاني من فوضي عارمة في الفترة الماضية آلت لظهور العديد من الحركات الإرهابية، التي تقتل باسم الإسلام وهو منها براء. وما طبيعة العلاقات المصرية القمرية وهل تتعاونون مع دار الإفتاء المصرية ؟ العلاقات قوية جدا لا يوجد أي إدارة من الإدارات الاجتماعية أو الشرطة أو الإفتاء والخارجية والتعليم إلا ويتواجد بها شخص على الأقل درس في الأزهر الشريف وتعلم وترعرع في مصر، وهناك تعاون بالفعل لأننا جزء من دار الإفتاء المصرية ومفتي جمهوريتنا تعلم في مصر وشرب من علم الأزهر الشريف. وكيف تتعامل جزر القمر في أمور الفتوى ؟ لدينا في بلادنا قوانين لضبط الفتوى فالمفتي يعين بقرار من رئيس الجمهورية ويحدد مهامه ومتى يصدر الفتوى، وإذا ذهب شخص فوق منارة أو جبل ليدلي برأيه في الدين لا يجد من يسمعه فالدولة شعبا ورئيسا ينتظران رأي الإفتاء ولا يُسمح لهيئة أخرى مهما كانت سلطتها أو حتى أي مؤسسة دينية أخري إدلاء فتوى شرعية في أمر ما فمن أراد فتوى عليه الذهاب إلى دار الإفتاء. ولماذا يعاني المجتمع الإسلامي من فوضي الإفتاء ؟ الفوضى يخلقها الناس وليس الإفتاء لأنهم يعطون الفرصة لغير المتخصصين في الدين ترويج الفتاوى الخاطئة بالسماع لهم وتطبيق كلامهم وأحكامهم دون دراسة، كما أن هناك أعداء الإسلام الذين يصدرون الفكر الخاطئ بالتغلغل داخل المجتمعات الإسلامية مثل الشيعة، وخصوصا إيران والجماعات الإرهابية مثل «داعش» وغيرها. مع محررة محيط وكيف نقضي على هذه الفوضى ؟ أرى أن أهم أسباب فوضي الفتاوى هي أن الدولة لا تهتم بالدين، فهذا يتيح المجال لمن لا يفقه شيء أن يتحدث في الدين، وهذا أمر خاطئ تماما، فالاهتمام بالدين ومنع عدم المتخصصين من الحديث فيه أول السبل للقضاء على الفوضى. وهل تعاني جزر القمر من وجود جماعات تكفيرية ؟ لا مجال للفتاوى التكفيرية في بلادنا، كيف يحدث ذلك وكلنا مسلمون لا تستطيع الجماعات التكفيرية أن تتغلغل في مجتمعنا لأننا حكومة وشعبا لا نترك المجال لمثل هؤلاء المتطرفين، كما أن جزر القمر أغلبها قرى فالكل يعرف الآخر لهم عادات وتقاليد وأعراف تجمعهم، ولا يستطيع أي شخص غريب الاندماج داخلهم. حتى في مراسم إعلان الزواج يوجد من يُلقي كلمة للنصح ومعرفة الزوجين لأهمية الرباط المقدس، ولا يُسمح لأي شخص القيام بذلك إنما هناك رجل دين معتدل ويعرفه أهل القرية جميعا. في رأيك لماذا نجحت الجماعات التكفيرية في اجتذاب الشباب ؟ المذاهب الكثيرة وفهمها بطريقة غير سليمة، يجعل الشاب عرضة لتلقي أية معلومة حتى لو كانت خاطئة، وعدم نضج العقل له دور في ذلك. كما أن الظروف الاجتماعية وتدهور الحالة الاقتصادية يستغلها المتطرفون لجذب مناصرين لهم، فلم يعد يحتاج لا لدولة ولا أب أو أم فكل احتياجاته متوفرة من مأكل وملبس وأموال ومكان للإقامة وأيضا الزوجة والأولاد. كما أن عدم الاستقرار السياسي يخلق نوعا من التوتر، وسعي البعض إلي الاستقرار يجذب الشباب نحو المتشددين والمتطرفين. وهل هناك أقليات دينية أو شيعية في بلادكم ؟ جزر القمر دولة إسلامية عريقة تتكون من 4 جزر عدد سكانها لم يبلغ حتى الآن المليون نسمة، وكلهم مسلمون ولا يوجد ديانة أخرى، ونسبة الشيعة قليلة للغاية ولا يثبت عليهم انتماءهم لهذا المذهب فمنهم من ذهب إلي إيران فالناس يظنهم شيعة، ولكن لم يعلن أحد ذلك واللغات الرسمية العربية والفرنسية ولغتنا المحلية "القمرية" وهي قريبة جدا للعربية. أخيرا.. كيف تهتم منظومة التعليم بالتربية الإسلامية في جزر القمر؟ الدين الإسلامي يتربى عليه الطفل منذ ولادته، فيتغذى من "ثدي أمه" ثم القرآن الكريم، وهذا شيء طبيعي تهتم به الدولة والأسرة، حيث أن كل قرية ينتشر بها الكتاتيب القرآنية.