أشاد كبار المفتين والعلماء في العالم بنجاح المؤتمر الدولي لدار الإفتاء المصرية، الذي عقد بعنوان "الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل" تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية. وأبدى العلماء والمفتين من مختلف العالم، تمنياتهم أن يعقد المؤتمر بشكل دوري، لما وجدوه من تلاقي للرؤى والأفكار وما تم التوصل إليه من توصيات ومبادرات مهمة، سيكون لها أبلغ الأثر في ضبط فوضى الفتاوى. وأكد الدكتور مأمون عبد الْقَيُّوم رئيس جمهورية جزر المالديف الأسبق أن مؤتمر الإفتاء المصرية شهد حضورًا فاعلًا وعناية على أكبر مستويات رسمية. وأشار رئيس جزر المالديف الأسبق في بيان له حصلت شبكة الإعلام العربية "محيط" على نسخة منه، إلى أن مؤتمر الإفتاء أثبت أن كلمة السر في المرحلة المقبلة تملكها مصر. وبدوره، أوضح الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى أن مؤتمر الإفتاء حقق أهداف المشاركين بالدعوة إلى العمل الجماعي لضبط الفتاوى التي تصدر عبر الفضائيات، من خلال إلزامها بالكف عن نشر الفتاوى الشاذة، أو الصادرة عن جهات غير مؤهلة تؤجج الصراعات بين المسلمين. وقال مفتي القدس في تصريحات لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن مؤتمر الإفتاء المصرية وضع أهدافا واضحة بتجنب السعي إلى زعزعة أمن واستقرار الدول الإسلامية عن طريق فرض مذاهب متطرفة، استغلالا للجهل والظروف الاجتماعية السيئة في بعض البلدان، بما يمثل ضرورة يجب على العالم الإسلامي التضامن للقضاء عليها ومواجهتها. من جانبه، قال الشيخ عبد اللطيف دريان -مفتي الجمهورية اللبنانية- في كلمة بعث بها لدار الإفتاء، إن مؤتمر دار الإفتاء قاد زمام الأمة الإسلامية في ظل التحديات التي تواجهها، وأبرزها الاجتراء على الفتوى والافتئات على الشرع، في محاولة لعزل "الشذوذ" الذي أصاب كثير من الفتاوى التي تسببت في واقع متردي تعيشه كثير من بلاد المسلمين سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا وأخلاقيا. من جهته أكد الدكتور علي جمعة – مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء - أن مؤتمر الإفتاء كشف ضرورة فتح باب الاجتهاد والتجديد ووضع قواعده وأصوله التي تكشف المنحرفين والمتطرفين، بما يساعد المجتهدين في كل عصر أن ينزلوا النصوص الشرعية على ما يستجد من أحداث في زمنهم ويتغير من أحوال الناس، في ظل التطورات الهائلة في الحياة المعاصرة والتقدم التقني في مجال الاتصالات والمجالات الصناعية والطبية وغيرها. وفي كلمته التي أرسلها الدكتور أسامة الأزهري – عضو الفريق الاستشاري لرئيس الجمهورية - لمفتي الجمهورية، أكد فيها أن دار الإفتاء المصرية وضعت يدها على موطن الداء بإعلانها استضافة كبار الفقهاء والمتخصصين في الإفتاء للاتفاق على كلمة سواء بما يسد منافذ أشباه العلماء ويقطع عليهم طرق الضلال، ويكشف للعالم أجمع سلبيات فتاوى رموز التيارات المتمسحة بالدِّين من المتطرفين والتكفيريين باختلاف مسمياتهم.