أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور صلاح هلال، أنه تم وضع رؤية شاملة لتطوير حدائق الحيوان في مصر وإعادتها إلى مكانتها العالمية من خلال تفعيل الدور السياحي لجذب السائحين المهتمين بالبيئة وحدائق الحيوان، في رسالة دولية تعكس الدور المصري في الحفاظ على البيئة، فضلا عن تطوير وتحديث الدور الترفيهي ليمثل نقطة جذب للأطفال لتلقي المعلومة في منظومة ثقافية ترفيهية جذابة. وقال الوزير - في تصريحات له اليوم الإثنين، عقب افتتاح المتحف الحيواني بحدائق الحيوان بالجيزة - إن الرؤية الجديدة تستهدف تحويل الحديقة إلى صرح ثقافي تعليمي يوفر المعلومات العلمية الصحيحة والمتنوعة عن منظومة البيئة من حيوان ونبات بشكل متكامل بداية من التصنيف العلمي والمعيشة والبيئة المحيطة وكيفية الإيواء والسلوكيات. ونبه هلال إلى ضرورة أن تخدم الرؤية الجديدة تطلعات الزائرين من كافة الأطياف شاملة في ذلك الأسرة المصرية والطلاب والعاملين في مجال البيئة والحيوان من المتخصصين وطلبة كليات العلوم والزراعة والطب البيطري، كذلك تستهدف الأطفال في منظومة بيئية مصغرة تحاكي البيئة الأم، بحسب وكالة "أ ش أ". وأوضح الوزير، أنه سيتم تفعيل دور الحديقة في الحفاظ على الحياة البرية والبيئة بشكل عام والبيئة المصرية بشكل خاص تتضمن تقديم مشروع قانون أكثر صرامة وحزما إلى جهات التشريع لمنع الإتجار غير المشروع في الحياة البرية، فضلا عن وضع برامج إكثار للأنواع المهددة بالانقراض ولاسيما المصرية، وإعادة إطلاقها في بيئتها الطبيعية وبرامج التوعية والتثقيف البيئي للمجتمع لتوضيح أهمية البيئة وكيفية الحفاظ عليها. وشدد على أهمية تفعيل كامل الأدوار التي أنشئت من أجلها وتغيير الفكر المجتمعي الذي يقدم حديقة الحيوان كمكان ترفيهي فقط تماشيا مع أهدافها القومية والثقافية والعلمية. وقال وزير الزراعة، إنه تم إعداد قاعدة بيانات للمتحف تضم جميع محتوياته من أعداد وأنواع وأسماء علمية للمحنطات، حيث يحتوى على 1352 طائرا محنطا "555 من الثدييات، و259 من الزواحف، و115 من الجماجم، و49 من الرؤوس، و35 من الهياكل العظمية". ويرجع تاريخ إنشاء المتحف إلى عام 1906 حيث كان يحوي نماذج من المحنطات النادرة والهياكل العظمية والجلود والجماجم لمعظم الحيوانات والطيور والزواحف البرية، وتم تجديده في عام 1962، إذ يتكون المتحف من ثلاثة طوابق لعرض المحنطات، وبدروم أسفل المتحف لتخزين باقي المحنطات، كما يوجد في مدخل المتحف حجرتان إحداهما للمؤتمرات والمحاضرات وتضم مجموعة صور للوفود والزيارات الهامة للحديقة، والحجرة الأخرى تضم المجموعات العلمية النادرة والتي تعتبر مجموعة مرجعية ضخمة في تقسيم وتصنيف المملكة الحيوانية، وهي مجموعة علمية موجودة في مصر فقط والتي يبلغ عددها 536 من الثدييات والقوارض، و6254 طائرا، حيث يرجع إليها عند تعريف أي من الثدييات والطيور والزواحف، فهي تخدم بذلك الدارسين في علم الحيوان في جميع المجالات. كما يضم المتحف مجموعة متنوعة من المحنطات ببيئاتها الطبيعية والجغرافية، وكذلك مجموعة من الرؤوس والجماجم إلى جانب البهو الأوسط الذي يحتوى على عدد من الهياكل العظمية لبعض الثدييات والطيور والزواحف، فيما يضم في الطابق الثاني محنطات حيوانات البيئة المصرية والزواحف وكهف يحتوي على هياكل عظمية للمقارنة العلمية بين "الإنسان والشمبانزي وإنسان الغابة والقردة"، وعرض للمقتنيات القديمة ومجموعة فراشات وحشرات تعرض لأول مرة بالمتحف، بالإضافة إلى الطابق الثالث الذي يضم عرضا للطيور طبقا للتقسيم العلمي للرتب المختلفة. وكان المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، قد افتتح في وقت سابق اليوم الإثنين، المتحف الحيواني بحدائق الحيوان بالجيزة، بحضور الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، والدكتور أشرف العربي وزير التخطيط، والدكتور خالد العادلي محافظ الجيزة، واللواء عماد الألفي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.