قال وزير الزراعة صلاح هلال، اليوم الاثنين، إنه تم وضع رؤية شاملة لتطوير حديقة الحيوان بالجيزة وإعادتها إلى مكانتها العالمية من خلال تفعيل الدور السياحي لها وتحديث الدور الترفيهي. وأوضح هلال، في تصريح عقب افتتاح المتحف الحيواني بالحديقة، أن الرؤية الجديدة تستهدف تحويل الحديقة إلى صرح ثقافي تعليمي يوفر المعلومات العلمية الصحيحة والمتنوعة عن منظومة البيئة من حيوان ونبات بشكل متكامل بداية من التصنيف العلمي والمعيشة والبيئة المحيطة وكيفية الإيواء والسلوكيات. وأضاف هلال، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه سيتم تفعيل دور الحديقة في الحفاظ على الحياة البرية والبيئة بشكل عام والبيئة المصرية بشكل خاص، تتضمن تقديم مشروع قانون أكثر صرامة وحزما إلى جهات التشريع لمنع الإتجار غير المشروع في الحياة البرية، فضلا عن وضع برامج إكثار للأنواع المهددة بالانقراض ولاسيما المصرية، وإعادة إطلاقها في بيئتها الطبيعية وبرامج التوعية والتثقيف البيئي للمجتمع لتوضيح أهمية البيئة وكيفية الحفاظ عليها. وأشار هلال إلى ضرورة أن تخدم الرؤية الجديدة تطلعات الزائرين من كافة الأطياف شاملة في ذلك الأسرة المصرية والطلاب والعاملين في مجال البيئة والحيوان من المتخصصين وطلبة كليات العلوم والزراعة والطب البيطري، كذلك تستهدف الأطفال في منظومة بيئية مصغرة تحاكي البيئة الأم. وشدد على أهمية تفعيل كامل الأدوار التي أنشئت من أجلها حديقة الحيوان، وتغيير الفكر المجتمعي الذي يقدم الحديقة كمكان ترفيهي فقط تماشيا مع أهدافها القومية والثقافية والعلمية. وتأسست حديقة الحيوان بالجيزة سنة 1891. وهي أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات في أفريقيا، إذ كانت تسمى "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا". وتفتح أبوابها للجمهور من 9 صباحاُ إلى 5 مساءً كل يوم ماعدا الثلاثاء من كل أسبوع. وكان رئيس الوزراء إبراهيم محلب افتتح، في وقت سابق اليوم، المتحف الحيواني بالحديقة، بحضور وزراء الزراعة والري والتنمية المحلية، واالتخطيط، والدكتور خالد العادلي محافظ الجيزة، واللواء عماد الألفي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وقال وزير الزراعة إنه تم إعداد قاعدة بيانات للمتحف الحيواني تضم جميع محتوياته من أعداد وأنواع وأسماء علمية للمحنطات، حيث يحتوي على 1352 طائرا محنطا "555 من الثدييات، و259 من الزواحف، و115 من الجماجم، و49 من الرؤوس، و35 من الهياكل العظمية". ويرجع تاريخ إنشاء المتحف إلى عام 1906 حيث كان يحوي نماذج من المحنطات النادرة والهياكل العظمية والجلود والجماجم لمعظم الحيوانات والطيور والزواحف البرية، وتم تجديده في عام 1962.
ويتكون المتحف من ثلاثة طوابق لعرض المحنطات، وبدروم أسفل المتحف لتخزين باقي المحنطات، كما توجد في مدخل المتحف حجرتان إحداهما للمؤتمرات والمحاضرات وتضم مجموعة صور للوفود والزيارات الهامة للحديقة، والحجرة الأخرى تضم المجموعات العلمية النادرة والتي تعتبر مجموعة مرجعية ضخمة في تقسيم وتصنيف المملكة الحيوانية، وهي مجموعة علمية موجودة في مصر فقط ويبلغ عددها 536 من الثدييات والقوارض، و6254 طائرا، حيث يرجع إليها عند تعريف أي من الثدييات والطيور والزواحف، فهي تخدم بذلك الدارسين في علم الحيوان في جميع المجالات.
