تناولت السينما المصرية الأعياد في عدد من أفلامها، أظهرت خلالها أهمية الأعياد عند الشعب المصري، فالعيد لدينا هو عيد كل مصري يحتفل به الجميع، ففي عيد الفطر لم يخلو بيت من كعك العيد، كما لم يخلو من اللحمة وصينية الفتة التي يلتف حولها كل أفراد الأسرة في عيد الأضحى، وقد عبرت العديد من الأفلام عن تلك الفترات السعيدة من حياة المواطن المصري، غني أو فقير.. صغير أو كبير.. مسلم أو مسيحي.. دنانير أشهر تلك الأفلام فيلم "دنانير" الذي أنتج في عام 1939، وقامت ببطولته كوكب الشرق "أم كلثوم" وشاركها فيه البطولة الفنان القدير يحيى شاهين، وعلى الرغم من أن أفلام "أم كلثوم" المعدودة التي شاركت بها لم تحظى بجماهيرية كبيرة، إلا أن هذا الفيلم تحديدا حقق صدى كبير عند الشعب المصري بل والأمة العربية بأكملها بسبب أغنية "يا ليلة العيد" التي غنتها "أم كلثوم" في هذا الفيلم، والتي مازالت الأغنية الأكثر شعبية عند المصريين في تلك الأوقات المفترجة؛ حيث يسمعها الجميع في يوم وقفة كل عيد، وكانت ومازالت من أساسيات المجتمع المصري في هذا اليوم، فقد يعتبرها المصريين من أغنيات معدودة تعبر عن الفرحة بحلول العيد بعد صيام شهرا كاملاً، أو تعبيرا عن عيد الأضحية الذي أسماه الناس "عيد اللحمة". وقد تسبب نجاح تلك الأغنية إلى أن تطلب "أم كلثوم" بنفسها حذفها من الفيلم حتى ترتبط الأغنية بالعيد، وذلك على الرغم من ضرورة تلك الأغنية في المضمون الدرامي للعمل؛ حيث تغنيها "دنانير" التي جسدت دورها "أم كلثوم" أمام الخليفة هارون الرشيد ورئيس وزرائه جعفر البرامكي الذي تحبه فيما بعد، والفيلم من إخراج أحمد بدرخان. ليلة العيد أما فيلم "ليلة العيد" الذي أنتج في عام 1949 فقد أحتفل بالعيد، وبدأ تتر الفيلم بأغنية "الليلة عيد" في عرض للمولد، والفيلم بطولة إسماعيل ياسين، وشادية، وشكوكو. مال ونساء وتزامن قدوم العيد مع فرحة "نعمة" و"حسين" عروسي فيلم "مال ونساء" الذي أنتج عام 1960، والفيلم بطولة سعاد حسني وصلاح ذو الفقار و إخراج حسن الإمام. في بيتنا رجل وكانت تدور أحداث فيلم "في بيتنا رجل" حول "إبراهيم حمدي" أحد أفراد المقاومة الشعبية المصرية وقت الاحتلال، الذي جسد دوره الفنان الراحل عمر الشريف؛ حيث كان مطاردا من البوليس السياسي وتضطره الظروف إلى الاختباء بمنزل زميله الجامعي "محي" الذي جسد دوره الفنان حسن يوسف، وكانت تلك الأحداث تدور خلال شهر رمضان، ويستعرض الفيلم نموذج للأسرة المصرية داخل البيت خلال هذا الشهر وحلول عيد الفطر. وشارك في بطولة الفيلم الفنانة زبيدة ثروت وحسين رياض وزهرة العلا، والفيلم من إخراج هنري بركات وإنتاج عام 1961. الزوجة الثانية وتناول فيلم "الزوجة الثانية" مشاهد من عيد الفطر، وعادات صناعة الكعك ورصها في "الصاجات" وخبزها في الأفران، والفيلم بطولة سعاد حسني، وسناء جميل، وصلاح منصور، وشكري سرحان، وإخراج صلاح أبو سيف، وإنتاج عام 1967. كلمة شرف كانت مناسبة العيد سبب في خروج "سالم" الذي جسد دوره الفنان فريد شوقي، من السجن لزيارة زوجته هند رستم في فيلم "كلمة شرف"؛ حيث كان البطل محبوسا في قضية وزوجته تموت، فقرر مأمور السجن أن يمنحه ساعتين لرؤية زوجته قبل العيد. والفيلم إخراج حسام الدين مصطفى، وإنتاج عام 1973. ناصر 56 أحتفل أيضا فيلم "ناصر 56" الذي أنتج عام 1996 بمناسبة العيد؛ حيث احتفل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي جسد شخصيته الفنان أحمد زكي في منزله مع أسرته بحلول العيد، وقام بتوزيع "العيدية" على أبنائه وتهنئة زوجته. همام في أمستردام أما فيلم "همام في أمستردام "بطولة محمد هنيدي وأحمد السقا وموناليزا، فتناول مظاهر الاحتفال بالعيد، وركز في بداية الفيلم على طقوس الأسرة المصرية في تلك المناسبة، بدءً من صلاة العيد وتجمع العديد من المسلمين في الشوارع لتأديتها، وارتداء الزي المناسب لذلك، ومرورًا بوجبة الإفطار الأساسية في تلك المناسبة، وحتى تجمع الأسرة كلها في المنزل وتقديم التهنئة. والفيلم من إخراج سعيد حامد إنتاج عام 1999. أفلام عيد الأضحى كما عبرت العديد من الأفلام عن عيد الأضحى والاحتفال بذبح خروف العيد، ومن أوائل هذه الأفلام فيلم "أبو حلموس" بطولة نجيب الريحاني وزوزو شكيب وعباس فارس، وإنتاج عام 1947؛ حيث كان "شحاتة أفندي "الذي يجسد دوره نجيب الريحاني، يعمل محاسبًا في ديرة الباشا، وكان يقوم بالتزوير والتلاعب في الحسابات ويزيد من مصاريف طعام ونظافة والاهتمام بالخروف وتربيته من أجل ذبحه في العيد. "بنت الأكابر" وفي عام 1953 أنتج فيلم "بنت الأكابر" بطولة ليلى مراد وأنور وجدي وزكي رستم، وهو من أهم الأفلام المصرية التي غنت للعيد بأغنية "يا رايحين للنبي الغالي" ضمن أغاني الفيلم، التي ارتبطت بدراما الفيلم وبني عليها الأحداث؛ حيث تسبب سفر "شوكت باشا" الذي يجسد دوره الفنان زكي رستم إلى الحج، بالتعرف على عامل التليفونات "أنور" ويجسد شخصيته أنور وجدي، على حفيدته "ليلى" التي تقوم بدورها الفنانة ليلى مراد، ثم يحب كل منهما الآخر حياة أو موت وتناول فيلم "حياة أو موت الذي أنتج في عام 1954 ضمن أحداثه خروف العيد، وقضاء المناسبة في بيت أهل الزوجة. والفيلم بطولة عماد حمدي ومديحة يسري، وإخراج كمال الشيخ. بوحة كما تناول فيلم "بوحة"، إنتاج عام 2005، مشاهد من الاحتفال بعيد الأضحى؛ حيث سافر "بوحة" ويجسد شخصيته الفنان محمد سعد، إلى القاهرة، واضطر أن يستغل مناسبة عيد الأضحى لذبح خروف العيد لبعض الأشخاص من أجل الحصول على أجر، ويعمل بعدها في المدبح بحثاً عن صديق والده الذي أقرضه مبلغ كبير للمشاركة في تجارة المواشي قبل أن يموت، ولكن "بوحة" لم يعرف عنه شيء. وشارك سعد البطولة الفنانة مي عز الدين ولبلبة وحسن حسني. ألوان السما السبعة واشتملت بعض مشاهد فيلم "ألوان السما السبعة" إنتاج عام 2007، بطولة فاروق الفيشاوي وليلى علوي، على بعض مشاهد احتفال البطلين بالعيد، وقضاء الوقت في المتنزهات العامة، والموالد الشعبية، وظهور الأطفال وهم يحتفلون ويلعبون بالبلالين. حين ميسرة وتنال فيلم "حين ميسرة"، إنتاج عام 2007، مشهد لذبح الخروف بعد صلاة عيد الأضحى، وتجمع الأسرة لتناول طبق الفتى، والفيلم بطولة عمرو سعد وسمية الخشاب، وإخراج خالد يوسف. تيمور وشفيقة وعرض فيلم "تيمور وشفيقة" الذي أنتج في نفس العام "2007"، مشاهد من الاحتفال بالعيد وتقديم الهدايا، والفيلم بطولة منى زكي وأحمد السقا، وإخراج خالد مرعي. عسل أسود كما تناول فيلم "عسل أسود"، إنتاج عام 2010، مشاهد من توزيع العيدية على الأطفال والشباب؛ حيث أن "مصري سيد العربي" الذي يجسد شخصيته الفنان أحمد حلمي يعود إلى مصر بعد سنوات طويلة عاشها في أمريكا، ولكن أغراضه جميعا تسرق، ويضطر إلى العودة لبيته القديم ويتولى أمره جيرانه، وفي العيد تقوم جارته الكبيرة وصديقه أمه الراحلة بإعطاءه العيدية، الأمر الذي ل\تعجب منه لانه لم يعتاد عليه من قبل بحكم تربيته في أمريكا، والفيلم بطولة أحمد حلمي وإخراج خالد مرعي. وتبقى الأعياد المصرية بطابعها الخاص وعاداتها التي يتميز بها الشعب المصري وتتوارثها الأجيال مثل كعك العيد وتبادل العيدية وذبح الخروف وصلاة العيد وتبادل التهاني محط اهتمام السينما والدراما المصرية بتناولها وإبرازها على الشاشة.