طهران: أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي الاثنين استعداد بلاده للتعاون النووي مع الولاياتالمتحدة. وقال صالحي في حديث لقناة "العالم" الايرانية إن بلاده مستعدة للتفاوض مع الأمريكيين بخصوص تأسيس شركات مشتركة لبناء محطات نووية وانتاج الوقود بشكل مشترك اذا ارادوا هم ذلك. وأكد صالحي في نفس الوقت أن المفاوضات السياسية موضوع آخر ويرجع إلى أصحاب القرار في الأمور السياسية. وطمأن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية الدول المجاورة بانه لا يوجد أي قلق بشأن احتمال التسربات الاشعاعية والتلوث الحراري والبيئي لدول الجوار لان معايير السلامة في المحطة لا تسمح بوقوع أي حادث، وهي تحمي نفسها بنفسها بصورة ذاتية في حال وقوع اي حادث. وأوضح أن محطة بوشهر ليست مثل مفاعل تشرنوبيل أو غيرها التي حصلت فيها حوادث كارثية لان الحادث الاحتمالي سيكون محدودا ومحصورا داخل المحطة. واضاف إن مبنى مفاعل بوشهر يحظى بجدارين ضخمين يحميانه، أحدهما فولاذي والآخر اسمنتي حيث لو اصطدمت طائرة لنقل الركاب بالجدار لا تحدث أي مشاكل للمفاعل. وحذر من ً أن أي هجوم محتمل علي محطة بوشهر وقصفها بأطنان من القنابل سوف يحدث كارثة بانتشار المواد المشعة التي يمكن أن تعبر الحدود على امتداد مئات الكيلومترات. وأكد صالحي أن بلاده لا تأخذ تهديدات كيان الاحتلال الاسرائيلي على محمل الجد لكنها تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة بحذر، مشدداً على يقظة بلاده وعدم جرأة الكيان على مهاجمتها. وأكد صالحي أن إيران ستنتهي من عملية انتاج الوقود النووي اللازم لمفاعل طهران خلال عام، وكشف عن تخصيب 25 كيلوجراما من اليورانيوم بنسبة 20% . واعتبر صالحي تخصيب اليورانيوم من حق بلاده وذلك للاغراض السلمية قائلا: "أعلنا اننا لا نريد تخصيب جميع اليورانيوم الموجود بحوزتنا الى 20% بل سوف نقوم بالتخصيب حسب احتياجاتنا". وأضاف: "قال دخلنا في مفاوضات مبدئية مع الروس لانتاج الوقود بشكل مشترك تحت اشرافهم على اراضينا، مؤكدا ان هناك مؤشرات ايجابية على موافقة الروس". وكانت إيران افتتحت يوم 21 من آب/ أغسطس الجاري أول محطة نووية إيرانية في مدينة بوشهر، جنوبي البلاد. وبتلك العملية الأولى لشحن المفاعل، أصبحت بوشهر رسميا منشأة نووية ، علما بأن إنشائها استغرق 35 عاما تخللتها سلسلة من العراقيل تسببت في تأخر عمليات البناء. ويفترض أن يستغرق تحميل 163 من قضبان الوقود في قلب المفاعل باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية حوالى اسبوعين وينتهي بحدود الخامس من سبتمبر المقبل. ويحتاج المفاعل إلى أسبوعين بعد ذلك ليبلغ 50 بالمائة من طاقته وليتم ربط المحطة التي تبلغ قدرتها ألف ميجاوات بشبكة الكهرباء نهاية تشرين الاول/اكتوبر أو مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني. ويعتبر وقود اليورانيوم المستخدم في بوشهر أقل مستوى بكثير مما يتطلبه التخصيب اللازم لصنع سلاح نووي ، فبينما يحتاج اليورانيوم المخصص للسلاح النووي إلى نسبة تخصيب تناهز 90 في المائة لا تتعدى هذه النسبة فيما يتعلق بتخصيب يورانيوم بوشهر ال3,5 في المائة. يذكر أن موسكو تمد طهران بالوقود النووي وتتولى التخلص من النفايات النووية لضمان عدم استخدام أي منها في انتاج سلاح نووي.