إسلام آباد : أعربت باكستان الاثنين عن غضبها إزاء اختراق طائرات أمريكية لمجالها الجوي من أفغانستان لملاحقة مسلحين. وكانت قوات الناتو أعلنت الأحد مقتل 50 مسلحا نتيجة هجوم شنته مروحيتا أباتشي في الأراضي الباكستانية عبر الحدود مع أفغانستان، وذلك بعد أن هاجم المسلحون مركزا لقوات الأمن في منطقة نائية من إقليم خوست الأفغاني. وقالت وزارة الشؤون الخارجية في باكستان في بيان لها إن هذه الغارات انتهاك واضح لسيادة البلاد وللتفويض الدولي الذي تعمل بموجبه قوة إيساف. وتابع البيان "في ظل عدم وجود أي إجراءات تصحيحية فورية فإن باكستان مضطرة لدراسة الخيارات المتاحة أمامها". وعبرت الطائرتان وهما تتبعان قوة المعاونة الامنية الدولية "ايساف" التي يقودها حلف شمال الاطلسي الحدود من شرقي أفغانستان يوم الجمعة الماضي. وأكد المتحدث باسم ايساف مات سومرز أن الطائرتين نفذتا الهجوم بعد دخول الاراضي الباكستانية وأنه تم تطبيق قواعد الاشتباك الخاصة بالتحالف حين عبرت المروحيتان إلى باكستان. ولم يحدد المتحدث الدولة التي شارك جنودها في الملاحقة لكن الولاياتالمتحدة هي العضو الوحيد بالتحالف الذي يستخدم مروحيات أباتشي. يذكر أن الولاياتالمتحدة تستخدم في العادة طائرات بدون طيار لقصف أهداف في المنطقة الحدودية في باكستان المعروفة بكونها معقلا للمسلحين من القاعدة وطالبان. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن غارات الطائرات بدون طيار سببت غضبا داخل باكستان وأججت المشاعر المناهضة للولايات المتحدة. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن شن غارات بطائرات بدون طيار هو أنجع الوسائل لمحاربة المتمردين، وقد أدت تلك الغارات الى مقتل عناصر قيادية في القاعدة وطالبان. يذكر أنه بالرغم من وجود 150 ألف جندي أجنبي في أفغانستان إلا أن الهجمات بلغت ذروتها في أفغانستان في الفترة الأخيرة منذ أن أطاحت القوات الأمريكية بحركة طالبان عام 2001. وفي سياق متصل ، ورد في كتاب من تأليف الصحفي الأمريكي بوب وودوورد أن المخابرات المركزية الأمريكية قد دربت ثلاثة آلاف من القوات الخاصة الأفغانية لتنفيذ عمليات عسكرية سرية في الأراضي الباكستانية، حسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".