أعلنت ولاية ميريلاند الأمريكية حالة الطوارئ في مدينة بالتيمور، عقب الاشتباكات التي اندلعت أثناء تشييع جثمان الشاب الأمريكي من أصل أفريقي، "فريدي جراي"، الذي لقى حتفه في ال 19 من الشهر الجاري، متأثرًا بجروح أصيب بها أثناء اعتقاله من قبل الشرطة، في مدينة بالتيمور. وشارك آلاف الأشخاص في الجنازة التي أُقيمت في إحدى كنائس المدينة، لتشييع جراي الذي اعتقل من قبل الشرطة الأمريكية في ال12 من الشهر الجاري، على خلفية حيازته سكينًا، حيث قام رجال الشرطة بتكبيل يديه وإدخاله إلى سيارتهم، ثم نُقل إلى المستشفى عقب ذلك، وتوفي في 19 من الشهر ذاته، متأثرًا بإصابته في عموده الفقري. كما شارك في الجنازة التي استمرت ساعتين، عدد من الشخصيات الاعتبارية، وأعضاء من الكونجرس، فيما انضمت إليها "إريكا جارنر"، ابنة المواطن الأمريكي الأسود "إريك جارنر"، الذي قتل خنقاً على يد شرطة نيويورك العام المنصرم. وفي كلمة ألقاها "بيل كورفي" محامي عائلة "جراي"، شدد على ضرورة كشف حقيقة رجال الشرطة الستة الذين قاموا بتوقيف جراي، للرأي العام، معرباً عن أمله في أن تستجيب السلطات لمطلبه وتكشف عن ملابسات الواقعة، بحسب قوله. وعقب انتهاء مراسم الجنازة، وقعت احتكاكات بين رجال الشرطة ومجموعة من المحتجين، معظمهم من طلاب الثانوية، احتشدوا قرب أحد مراكز التسوق. وبالقرب من مكان توقيف الشاب القتيل، اندلعت الأحداث بشكل أكبر وخرجت عن السيطرة، وبدأ المتظاهرون بالقاء الحجارة وزجاجات المياه الفارغة على رجال الشرطة، ونهب بعض المحال التجارية، الأمر الذي أدى إلى إصابة 15 شرطيا باصابات متفاوتة، كما اعتقلت الشرطة أكثر من 27 شخصاً من المحتجين. وفي الوقت الذي استخدمت فيه الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، قام المتظاهرون بتدمير مركبات الشرطة، وأشعلوا النيران في إحداها، كما وقعت حوادث سلب ونهب لبعض المحال، واندلع حريق كبير في أحد المباني، الذي تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة عليه بصعوبة. وعلى خلفية الأحداث، أعلن عمدة المدينة "ستيفاني رولينجز-بليك"، حالة الطوارئ في بالتيمور، وفرض منع التجول من الساعة العاشرة مساءً وحتى الخامسة صباحاً، بحسب التوقيت المحلي للمدينة.